أين يذهب رجل وحيد في الخمسين يوم الجمعة ... ياله من يوم طويل ...هذه المدينة تصغر وتصغر حتى أن يدي ارتطمت في الحارة المجاورة وبثلاثة شوارع فرعية وببرج التلفزيون ... في نفس الوقت ... ياله من يوم طويل
.
.
إنني هنا.. في حوار مع صمتي وحوارنا يهدد المآذن وأجراس الكنائس ...
.
.
أنا عاشق التفاهات الصغيرة .. أكتب كل النصوص البذيئة و الفاحشة في صفحتي دون خوف وبكامل الحرية مثل وعل جبلي ... أردد ما يحبه الأوغاد و السفلة والمارقين ... أنا المتكاثر في قليله المنسدل في قبضته .. سعيداً للحد الأقصى مثلكم جميعاً أنتم يا أحبابي المنبوذين هنا في هذا الحائط الأبكم حيث بإمكاننا أن نكون كما نشتهي أن نكون لا كما يشتهي الأخرين أن نكون ... ما أجمل العماء ... ما أجمل العماء ...
.
.
لم أسافر حافياً و لم أحمل أكياس الطحين على ظهري و لم أمشي وراء الناقة سبعون خريفا و لم تذهب شهوتي في جلسة المساج العرفي و لم أحرث أرضاً أو أنقل حطباً أو تغمرني مياه البحر دون زعانف و لم أتحمم في البئر الذي لا قرار له ..و رغم هذا أصحو في السابعة مساءً، يا للخجل ... يا للخجل ... صباح الخير يا الدمام يا مدينة الأنبياء والقديسين وبائعي الخمر والبخور ... صباح الخير أيتها الفتاة النائمة فوق بحر من النفط والعطش يجفف عيون أطفالك
.
.
ما زلت في حوار مع صمتي ...
.
.
وهذه المدينة ..تصغر وتصغر ...هذه الشوارع لا تناسب مقاس قدمي .... سأخلعها
.
.
رشدي الغدير