Translate

الاثنين، 23 نوفمبر 2009

نص صحن الشوربة .... النص الذي اكرهه


صحن الشوربة


خالي محمد
قطعت رجله في حادث
يراقب حذائي
ويفكر برجله المقطوعة
أين تمشي في هذه الساعة
……….
في الليل أمص أفواه العاهرات
والعق فروجهن
يختلط مخاطهن بلعابي
في الصباح
تعاتبني أمي
لنومي عن صلاة الفجر
اقبل رأسها بهدوء
………………
لي لحية في وجهي
ولحية أخرى أسفل بطني
محترفا أنا بالموس
بعد أن جرحت أسفل بطني
نتدرب دائما في الأماكن المظلمة
…………….
صديقي يفت الحشيش في صحن الشوربة
ويلف برشاقة ثلاث سيجارات
يشعل واحدة
يراقبها
فنشعر بالجوع
…………..
بنات الخبر في شارع سويكت
كواعب أحذيتهن العالية
تبرز مؤخراتهن
فامسك قلمي
وأتحسس رأسه
حتى يحمر
…………
بنت الجيران
ملتزمة جدا
عباءتها فوق الرأس
تذهب إلى صلاة التراويح
تستفز الهواء
يفضحها
تحاول جاهدة أن تقاوم
الهواء العنيد
يكره النساء
……………
في رمضان
أشاهد المسلسلات الكويتية
تحكني يدي باستمرار
تجتاحني رغبة عميقة
بالاستمناء
…………
صديقي صحن الشوربة
يتقن لف الحشيش
ويتقن فن الأثداء
في سويكت الخبر
كنا ننتظر هبوب الهواء
سقط كيس من يدها
انحنت لتأخذه من الأرض
قال صديقي
المسكينة
تعاني من الدورة الشهرية
…………
تمر سيارة شرطة
فنبصق أنا وصديقي
دم أسناننا
يقل طول الليل
تختفي القطط من الطريق
……….
يرن الجوال في جيبي
أجيب بفرح
اكتشف إنها أمي
احزن قليلا
تسألني إن صليت العشاء
أفكر أن اقبلها على رأسها
الكذب شيء رائع
………
رشدي الغديرالدمام  


 


 


 الرؤيا النقدية بقلم الشاعر سامح كعوش


تم نشرها في عدة صحف


" رشدي الغدير " يكتب لينتقم من الله الذي خلق ، و من الأم التي أنجبت ، بل من كل " الفروج"  التي خرج منها و عاد لينتقم أن لم تعطه ما أراد من سعادة في تحقق لذة و كفاية شهوة.


إذا ً هي الكتابة عنده فعل اللاوعي المنتقم من الحياة نفسها، الثائر عليها عبر الانتقام من قيمها المقدسة و إعلاء دناستها فوق كل اعتبار، الحانق الباحث عن فردية التحقق ضد جمعية المشيئة و الالتزام.


الكتابة فعل إبداعٍ، لكنها عند "رشدي الغدير" فعل ضياعٍ بامتياز، لا تليق بها الشعرية الجمالية و الفنية الصادقة، و إن حضر الخيال/ عنصر الصورة، فإنّ حضوره غائبٌ بفعل الحشيشة الغالبة التي لفّها الصديق بإتقانٍ فأتقن الإيقاع بالشاعر في لعبة اللاوعي الخدِر و استحالة الممكنات.


هي الكتابة/ الكآبة التي يتقنها شاعرٌ يعاني عقدة اضطهادٍ لا تليق بدوره كنبي حرف و قائد غواة. يتقن اصطناع الذنب ليبرر العقاب، في محاولته نقل التفاصيل اليومية لحياةٍ عاديةٍ حدّ الملل. قد تكون نقلا حياّ مباشراً لواقع حياته هو وإن لم يبرز ذلك بشكل علنيٍّ لمجرد كونه يجرّب الشعرية ولا يفلح. نراه يكتب اليومية نصاًّ لا النص اليوميّ الذي ينقل هماًّ وجودياًّ برؤيا شاعريةٍ و شعريةٍ فنيةٍ جميلةٍ تصوغها شفافية الشاعر و براءة اختراعه الصور و الدلالة معاً.


اليومية المباشرة التي لا تكتب أدباً، بل تهلوس في مزجٍ انتقائي لا تلقائي لأشياء هذه الحياة المريضة بما يشبه الانتحار/ نفي النفي و صراع الأضداد التي لا تجتمع، و إن حاول "رشدي الغدير" ان يجمع بينها في حركةٍ زمانية و مكانية فائقة السرعة/ فائقة الكذب.


البنية/ الدلالة:


تبدو الدلالات و المعاني التي تحملها ألفاظ نص " رشدي الغدير" فاضحةً وعلنيةً حد الإشهار و التقرير المباشر، و الحقل المفهومي الغالب فيها يستمدّ مفاهيم و قيماً سوقيةً لا أخلاقيةً تمعن في الصورة لتثير الاشمئزاز لا الإعجاب بفنيتها. ولا دلالة فنية ذات قيمةٍ تُذكر فيها، "في الليل أمص أفواه العاهرات/ ألعق فروجهن/ يختلط مخاطهن بلعابي".


الدلالة ضد المباشرة ، و الكلمات المفاتيح تفضح صاحب النص، فهو ينتمي بالعلاقة الأقرب " اللعق باللسان و المص بالفم / كعلاقة جنينية لا تنفصم " إلى عالم العاهرات الليلي، ولا يتردد في قتل المفردة و الدلالة التي تحملها بأن يضعهما معاً في سياقٍ دلاليٍّ أحادي الاتجاه ، إلى أسفل : لحية ٌ في وجهي — > لحيةٌ أسفل بطني ، سقط كيسٌ من يدها — > انحنت — > تعاني ". اللفظة هنا قفص المعنى، تحيله تجسّداً حرفياًّ لفكرةٍ فاقدةٍ منطق حضورها، تفضحها اللغة الحسية في أكثر المواضع انحطاطاً قيمياً و رمزياًّ ، "قال صديقي: المسكينة تعاني الدورة الشهرية".


اللغة/ المخاط واللغة/ الدم يكتبهما "رشدي الغدير" لا لإثارة المتلقي و افتعال الصدمة الفنية، والكتابة فعل إبداع مشتركٍ بين الكاتب المبدع و القارئ المستمتع، و غاية الكتابة الإمتاع. فأي غايةٍ حققها ذكر الدم و المخاط في نصٍّ يتناقص في التعميم و العلانية حدّ الموقف من الله و الإنسان معاً ؟. والأدب ككتابةٍ نثريةٍ و شعريةٍ ما كان ليمتلك تلك القدرة على الفعل في الوجود البشري لولا التصاقه الحميم الأبدي بأحديهما/ الله أو الإنسان، أو بهما معاً.


اللغة/ المخاط و اللغة/ الدم لا لإثارة القارئ و افتعال الصدمة الفنية، بل لاستثارته ربما، أو لتحفيزه على استعادة هذه الصور التي أوردها "رشدي الغدير" بانفعالٍ مجنونٍ أو طيشٍ مراهقٍ، في محاولةٍ مكشوفةٍ لامتلاك جرأة الكشف في مجتمعٍ ذنبه ربما أنه في محاولته التمسك بقيم سماوية نبيلةٍ ، سقط في ضرورة امتلاك تقنيات الكذب و الاختفاء خلف الإصبع، رغم أن "رشدي الغدير" يوافق ذلك ولا يمانع، "أفكّر أن أقبّل رأسها/ الكذب شيءٌ رائعٌ ".


و إن محاولة أي كاتبٍ افتعال القدرة على الكشف، تحيله تواصلياًّ لا إبداعياً أدبياًّ، و تحيل نصّه مقالةً علميةً مجرّدةً لا قيمة فنية لها بحيث تكون وظيفة الكلام فيها إبلاغيةً إيعازيةً تعتمد البرهان الدحضي نمطاً كلامياً و أسلوب فضحٍ لا كشفٍ جميلٍ، " لحيةٌ أسفل بطني / الحشيش في صحن الشوربة/ بنات الخبر/ شارع سويكت/ كواعب أحذيتهن العالية/ مؤخراتهن/ المسلسلات الكويتية/ سيارة شرطة/ الجوال".


هي إذاً محاولةٌ مكشوفةٌ لامتلاك القدرة على الكشف، لكنها تكشف صاحبها ، وبدلاً من أن يكون كشاعرٍ نبيّ الأسئلةِ الكبرى يصير لصّ اللحظاتِ الآثمةِ، بكل ما فيها من كشفٍ عن لاوعيٍ فرديٍّ مريضٍ بالأنا المبالغة في معاندتها لكل قيمةٍ إنسانيةٍ نبيلةٍ كما الله، بريئةٍ كما الأطفال، و بديهيةٍ كما البدء، و في البدء كان الله، و كان الإنسان كلمته الأزلية.


البنية/ اللغة:


يبرز حضور الشاعر في النص فاعلاً و مؤثراً إلى درجة التماهي معه، فلماذا يكذب في ادّعاء أن النص يعبّر عمّا يعيشه غيره من أفراد مجتمعه، ولا وجود لـ " هم " إلا في صورة "صديقه" ؟. هذا الصديق هو الشاعر، و الشاعر هو صديق نفسه، في رغبته اللاواعية بلف الحشيش و الاستمناء، و الانحناء حين مراقبة بنات الخبر و استطلاع مؤخراتهن.


يقوم النص على هذه العلاقة التماثلية حدّ التوحّد بين طرفيها/ الشاعر و الصديق :


صديقي يفتّ الحشيش — > يشعل واحدةً — > يراقبها — > نشعر بالجوع.


صديقي يتقن لفّ الحشيش — > يتقن فنّ الأثداء — > نبصق دم أسناننا.


و يقابل هذه العلاقة التماثلية بين الشاعر و الصديق، مجموعة علاقات ضدية طرفها الأول الشاعر/ الصديق و هما واحدٌ، بينما تتعدد الأطراف الأخرى كالأم و الخال و بنات الخبر و بنت الجيران و الشرطة.


يمتلك "رشدي الغدير" الفاعلية في النص ليحيله مسرحاً لمأثرةٍ جنسيةٍ دونجوانيةٍ بامتيازٍ، و يبدو ذلك في صورة الفعل و إسناده إلى فاعلٍ وحيدٍ يمتلك هو سببيتها المباشرة "أمصّ، ألعق، أقبّل، جرحتُ، أمسكُ، أتحسسُ، أجيب، أكتشف، أحزن". مقابل مجموعةٍ أخرى من الأفعال التي تبدو من خلالها نزعة المازوخية الواضحة في التلذذ بدور المفعول به في أكثر مواضع النص كشفاً عن النزعة المنحرفة الشاذة عن الفعل الجنسي الطبيعي حين تصير للمؤنث صفة المذكر، يستبدل الشاعر في حركةٍ لاواعية لكن إراديةٍ الأب بالأم و القلم باليد:


-       "تعاتبني أمي/ تسألني إن صلّيتُ "


-       "أمسكُ قلمي/ أتحسس رأسه حتى يحمرّ — > تحكّني يدي باستمرار — > تجتاحني رغبة عميقةٌ بالاستنماء".


الأنثى السوبر، المخيفة أو الأم العاهرة التي تطال بالدنس مجتمعها بأسره، فيكون الخال شريك مؤامرتها في الرقابة على تفاصيل حياة الشاعر،"خالي محمد/ يراقب حذائي".


الخال مقطوع الرجل يستحث صورة الدم/ المخاط/ اللعاب، في ما يشبه حركة هبوطٍ / انسلاخ لا تقابلها حركة صعود في النص، إلا فعل الهواء العنيد الذي يكره النساء.


سلطة الذكر المفقودة، أنا الشاعر العظيمة الملطخة بعقدة دم الأنثى/ امتناع التمتع بها كأداةٍ جنسيةٍ في أبشع صور إخراج الإنسان من طور إنسانيته، و سرقة حميمية هذه الأعضاء من الجسم، و التي كانت عبر الزمن رموز قداسة و أداةَ فعلٍ للخصوبة و العشق ، لا مجرّد تماسٍّ بين أعضاء تحاول ممارسة الخطيئة و تقديسها ضد الإنسان/ ضدّ الله:


-       "بنت الجيران تذهب إلى صلاة التراويح — > تستفز الهواء — > يفضحها".


-       "تعاتبني أمي لنومي عن صلاة الفجر — > تسألني إن صلّيتُ العشاء".


أي فجورٍ تحمله هذه الكتابة؟، أيّ فلسفةٍ عدميّةٍ يحمل هذا "الشاعر"؟.


هي كتابةٌ غرضيةٌ فقدت شهيتها للكتابة، بل هي ادّعاء حداثةٍ، لكنها في حقيقة الأمر حديثٌ لا أكثر، و إن كانت محاولة انتماء إلى سوريالية ما ، فهي سوريالية بغيضةٌ ، و أزهار شرٍّ اختنقت بصورة "لعق الفروج" و نزف العادة الشعرية عند صاحب النص لا العادة الشهرية التي اكتشفها في "بنات الخبر في شارع سويكت" .  


   

في صحيفة القبس الكويتية نصي يفوز بجائزة


على هذا العنوان


http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=515538&date=08072009



رشدي الغدير(*)
أقف وراءك
على ظلك المشطور
مثل حرب تهندس
النوايا وتغفر للطغاة
أنتعل خطواتك
وأحرث وجهك
كما لو أنه الحفرة ومن سيقع فيها
.
.
أخرج من فمك
كلقيح من نقيضك
أغير المفردات
أنقل أعداء مؤجلين
وأعجل في مكيدة الأصدقاء
ليس جهات بل رملٌ يقودك
ليس نوما بل موتٌ يشذب القبر
.
.
ليس ما يسيئهم في موتك
لن يحزنهم فقد نعيقك
آخرون سيشترون الورد لغيرك
ستبلل دموعهم أزهار القبور
وقبرك القاحل ينتخب الجدب المنسي
من شهوة نقائضك
حينها سأستلذ أنا بصمتك
.
.
.لا تهذ. بشوقك للسماء
وتجز الليل بجذيلة الاطفال
تبلل الشمس تحيلها كجمرة تكاد
تفسر الماء بحليب الشهوة
تشرب نخب الهزيمة في جماجم النساء
تخذل الرغيف واليد والتنور
تمضغ فتاتك مع حلمات توشك
والسرير يبتسم لفرط عجزك
تفكر
.
بالموت
.
تفكر
..
.
رأسك سليل الرياح
تضع العمامة فيجهلونك
تخفي عنقك عن شمر بن ذي الجوشن
وتحرث (.......)
بحثا وعن ذكريات حبلك السري
تجرح اصبعك بشفير العمق
تفخخ الشعر للعابر والمسافر والمنتظر
ومهديك لا ينتظرك ولا يذكر اسمك
فتقرر الموت
.
.
تلوك موتك مثل كلب
تلعق اصابع نساء بعيدات
لحروفك اظافر ولنا خدوشك الخفية
تزرع الغابة وتهمل الاغصان
تقتل نفسك
.
.
تقتل
نفسك
.
.
.تتنازع الشياطين روحك
ولا ملك
يهتم
بك
.
ولا ملك
يهتم
بك
.
..(*) شاعر من السعودية

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

لقاء لي في صحيفة عكاظ السعودية

 



رشدي الغدير يقول
الكتابة لا تمنحني الاطمئنان بقدر ما تمنحني المزيد من الخوف والقلق، واعتقد ان هذا القلق هو محرك الكتابة فالثقة بالنص والاقتناع به مقبرة الشاعر المفتوحة


حاوره: سعيد الباحص ـ الدمام
نفى الشاعر السعودي رشدي الغدير شائعة توقيفه من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذريعة توظيفه بعض ألفاظ الشعوذة والسحر في بعض قصائده. وقال لعكاظ: إن ما أثير خضع لأدلجة بعض الاشخاص نتيجة مواقف مسبقة، ملمحا الى ان بعض الألفاظ التي وردت في نص شعوذة شعرية اقتبسها، ولم ينقلها كما وجدها في كتب السحر والشعوذة في الانترنت، موضحا أن الهدف من اقتباسها خدمة الفكرة في النص فقط، وأضاف: قصيدتي هذه كانت موجهة للقارئ الذي يضع أسئلة وينتبه بأن هذا خيال شعري، ولم أقصد بها الذهاب للقارئ العادي. وقال الغدير: لا أعلم سبب تهويل الأحداث ونقلها بشكل غير دقيق، ولا أعلم سبب تحويلي الى موضوع لمهاجمة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع احترامي لكل المواقع والصحف الناقلة للخبر.
ورأى أن الحدث لمواقف مسبقة وقد حمّل أكثر مما يحتمل، وقال: "ان ما حدث هو تعرضي لمحاولة هجوم من قبل بعض المتحمسين وانا خارج من مقر عملي زعموا انهم من رجال الهيئة وحدث مشادة كلامية، واتضح ان لا علاقة لجهاز الهيئة بهم، وان تحركهم كان فرديا.
وقال: "لو بحثت بجدية عن مصدر هذا القول ستجده يصدر عن فهم ناقص لتفسير بعض الصور في بعض النصوص، اعتقد ان غياب الناقد او المحلل المؤهل هو السبب، ومن السذاجة اعتماد الفهم الناقص والصادر من أشخاص غير مختصين في الحكم على الصور الشعرية ووصفها بالكفر هذا فيه تجن كبير لا اقبله كمسلم، وبالنسبة للتوقيف فهذه اشاعات متناثرة بشكل مخيف وانفيها جملة وتفصيلا".
وبسؤاله لماذا انتهج هذا السلوب الشعري؟ قال: "لكل كاتب رؤيا تحدد مساره الإبداعي ولا يمكن بأي حال من الأحوال تهميش دور الايحاء الثقافي او لنسميها الخلفية الثقافية التي ينطلق منها الكاتب نحو أفق معين، هذا النوع من الاختيار مباح لكل كاتب ولا أجد ضرورة لصنع نسخ باهتة متشابهة مع الآخرين في الكتابة، واظن انك توافقني على وجوب تميز الهوية الخاصة بالشاعر اما تقبلها من عدمه عند المتلقي فهذا الأمر لا يشغلني كثيرا".
وأوضح أن نص «شعوذة شعرية» اعتمد فكرة خيالية في تحقيق الوصول للحبيبة بشكل جنوني، مشيرا الى ان النص يحدثنا عن عاشق مزقه الشوق وبسبب البعد قرر ان يستعمل السحر والشعوذة ومحاربة ملك الجن لو حاول خطف معشوقته، مؤكدا أن هذا خيال محض ولدعم الفكرة في النص دخل بعض المواقع في الانترنت التي تتناول كتب السحر برؤيا نقدية، واقتبس منها مع بعض التصرف بهدف خدمة الفكرة في النص. واذا لم يكن يدرك حجم الخطر والتأثر لدى المتلقي من هذه الألفاظ؟ قال: دعني أقف قليلا على فهم محدد لخطر التأثر عند المتلقي في نص شعوذة شعرية لم أكن اقصد الذهاب للمتلقي العادي كان هدفي المتلقي الذي يطلق هديرا من الاسئلة وينتبه في نهاية الطريق الى ان النص هو خيال شاعر ومن الظلم ان يتعامل مع النص الشعري على انه حقيقة او سيرة ذاتية او محاولة لنشر الشعوذة كما ورد في بعض التحاليل والأحكام المتسرعة لكن طبعا انا لا انكر ان فهم الناس متفاوت لمثل هذا النوع من الكتابة واعذر من اعتقد ان في النص خطرا محدقا وهو غير موجود في الرؤيا النهائية للنص.
وردا على سؤال: ذكرت مقولة ناقل الكفر ليس بكافر، قائلا بأنك لجأت الى هذا للضرورة الشعرية، فما هو مقصدك بأن التحليل الأدبي للقصيدة الشعرية يختلف عن التفسير الديني؟ قال: "دعنا نتفق اولا في ان نسلم الرؤيا الشرعية لأصحاب الاختصاص لتقرير ان كانت الالفاظ كفرية او غير كفرية بالنسبة لقاعدة "ناقل الكفر ليس بكافر" فهي قاعدة معروفة ومتداولة، فعلى سبيل المثال لو مثل فنان دور مشعوذ في فيلم سينمائي او مسلسل، فهل يجوز لنا القبض عليه لأنه مارس السحر ونزعم انه مشعوذ؟ الامر من وجهة نظري لا يختلف كثيرا عن هذا، واستغرب الهجوم غير المسبوق على النوايا في النص وعدم إقامة الحجة ومناقشتي في النص من قبل المهتمين، اما ما اقصده في التفسير الديني والشعري لا يعدو عن رغبتي في منح أهل الاختصاص فرصة الولوج للنص. وأضاف: أنا امارس جنوني ووسوستي على الورق دون التعدي على حريات الآخرين ولا ارسم لي هدفا مسبقا ولا أحمل أهدافا خفية. وبسؤاله: عن نصه "صحن الشوربة"؟ قال الغدير: "نص صحن الشوربة انفعالي يرفض بعض التصرفات الفردية الدخيلة على مجتمعنا المحافظ وفكرة النص تجسدت بتناولي لضمير الشاعر الظاهر والمباشرة في السرد لكن اعتقد ان مقدار الجرعة المباشرة كان اكثر مما ينبغي لكن هذا لا ينفي وجود بعض الفنيات في النص كما زعم بعض النقاد". معتبرا ان نصه اغتيل عنوة بسبب بعض الألفاظ الجارحة والمباشرة وهذا يؤسفه.موضحا أن هدفه كان الإشارة الى بعض التصرفات الشخصية المقيتة ولم يكن ينوي معالجتها لكن تجري الرياح بغير ما نشتهي.
وعن وصفه الشعر النبطي والعامي بالمتخلف؟ قال: "لا أحمل موقفا ضد الشعر النبطي او الشعبي بوصفه تراثا يجب الحفاظ عليه، انا ضد الاغراق المتعمد في هذا التراث، وتحويله الى منتج ربحي يبعد عن الاهداف التثقيفية، ولك ان تراقب عدد القنوات الشعبية والمجلات الشعبية التي تبث هذا النوع من الشعر ناهيك عن البرامج والمسابقات على حساب تضييق المساحة الممنوحة لأنواع اخرى من فنون الأدب، وان كنت اطلقت على الشعر النبطي بالمتخلف فحتما كنت اقصد التخلف عن العناصر العصرية في الحياة وعدم حداثة المفردات والصور الشعرية".
وأوضح أن تسميته بـ "الكائن الزجاجي المكسر" أطلقتها الشاعرة كلود شرتون من فرنسا بعد ترجمة عدة نصوص له الى اللغة الفرنسية من قبل الدكتورة الأديبة ليلى ناسيمي. وكلود شرتون شاعرة ومحاضرة في جامعة ليز في فرنسا وعضوة في تجمع قوس قزح الأدبي. وعن جائزة بولندا للأدب المعاصر؟ قال: بعد فوزي بجائزة الشارقة للنص التراثي وفوزي بجائزة سوسة الثقافية رشحني د. ممدوح الحبش المقيم في السويد لمسابقة مهرجان مدينة وارسو للشعر وقام مشكورا بترجمة ثمانية نصوص لي للمسابقة وفي آواخر 2007 تم تحقيق الإنجاز وفزت أنا وفريق العمل بالمركز الأول وكان نصيب جائزة القراءة للشاعر الفلسطيني سامح كعوش، فيما بعد تم طباعة كتاب لي في بولندا مدينة كراكوف عن دار مينتوارا بعنوان "وسع قلبي" وكان الهدف نقل المشهد الثقافي السعودي والعربي الى الغرب ومنحهم فكرة عن ثراء المنطقة أدبيا. وخلص الشاعر رشدي الغدير للقول: الكتابة لا تمنحني الاطمئنان بقدر ما تمنحني المزيد من الخوف والقلق، واعتقد ان هذا القلق هو محرك الكتابة فالثقة بالنص والاقتناع به مقبرة الشاعر المفتوحة.