Translate

الجمعة، 6 نوفمبر 2009

لقاء لي في صحيفة عكاظ السعودية

 



رشدي الغدير يقول
الكتابة لا تمنحني الاطمئنان بقدر ما تمنحني المزيد من الخوف والقلق، واعتقد ان هذا القلق هو محرك الكتابة فالثقة بالنص والاقتناع به مقبرة الشاعر المفتوحة


حاوره: سعيد الباحص ـ الدمام
نفى الشاعر السعودي رشدي الغدير شائعة توقيفه من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذريعة توظيفه بعض ألفاظ الشعوذة والسحر في بعض قصائده. وقال لعكاظ: إن ما أثير خضع لأدلجة بعض الاشخاص نتيجة مواقف مسبقة، ملمحا الى ان بعض الألفاظ التي وردت في نص شعوذة شعرية اقتبسها، ولم ينقلها كما وجدها في كتب السحر والشعوذة في الانترنت، موضحا أن الهدف من اقتباسها خدمة الفكرة في النص فقط، وأضاف: قصيدتي هذه كانت موجهة للقارئ الذي يضع أسئلة وينتبه بأن هذا خيال شعري، ولم أقصد بها الذهاب للقارئ العادي. وقال الغدير: لا أعلم سبب تهويل الأحداث ونقلها بشكل غير دقيق، ولا أعلم سبب تحويلي الى موضوع لمهاجمة جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع احترامي لكل المواقع والصحف الناقلة للخبر.
ورأى أن الحدث لمواقف مسبقة وقد حمّل أكثر مما يحتمل، وقال: "ان ما حدث هو تعرضي لمحاولة هجوم من قبل بعض المتحمسين وانا خارج من مقر عملي زعموا انهم من رجال الهيئة وحدث مشادة كلامية، واتضح ان لا علاقة لجهاز الهيئة بهم، وان تحركهم كان فرديا.
وقال: "لو بحثت بجدية عن مصدر هذا القول ستجده يصدر عن فهم ناقص لتفسير بعض الصور في بعض النصوص، اعتقد ان غياب الناقد او المحلل المؤهل هو السبب، ومن السذاجة اعتماد الفهم الناقص والصادر من أشخاص غير مختصين في الحكم على الصور الشعرية ووصفها بالكفر هذا فيه تجن كبير لا اقبله كمسلم، وبالنسبة للتوقيف فهذه اشاعات متناثرة بشكل مخيف وانفيها جملة وتفصيلا".
وبسؤاله لماذا انتهج هذا السلوب الشعري؟ قال: "لكل كاتب رؤيا تحدد مساره الإبداعي ولا يمكن بأي حال من الأحوال تهميش دور الايحاء الثقافي او لنسميها الخلفية الثقافية التي ينطلق منها الكاتب نحو أفق معين، هذا النوع من الاختيار مباح لكل كاتب ولا أجد ضرورة لصنع نسخ باهتة متشابهة مع الآخرين في الكتابة، واظن انك توافقني على وجوب تميز الهوية الخاصة بالشاعر اما تقبلها من عدمه عند المتلقي فهذا الأمر لا يشغلني كثيرا".
وأوضح أن نص «شعوذة شعرية» اعتمد فكرة خيالية في تحقيق الوصول للحبيبة بشكل جنوني، مشيرا الى ان النص يحدثنا عن عاشق مزقه الشوق وبسبب البعد قرر ان يستعمل السحر والشعوذة ومحاربة ملك الجن لو حاول خطف معشوقته، مؤكدا أن هذا خيال محض ولدعم الفكرة في النص دخل بعض المواقع في الانترنت التي تتناول كتب السحر برؤيا نقدية، واقتبس منها مع بعض التصرف بهدف خدمة الفكرة في النص. واذا لم يكن يدرك حجم الخطر والتأثر لدى المتلقي من هذه الألفاظ؟ قال: دعني أقف قليلا على فهم محدد لخطر التأثر عند المتلقي في نص شعوذة شعرية لم أكن اقصد الذهاب للمتلقي العادي كان هدفي المتلقي الذي يطلق هديرا من الاسئلة وينتبه في نهاية الطريق الى ان النص هو خيال شاعر ومن الظلم ان يتعامل مع النص الشعري على انه حقيقة او سيرة ذاتية او محاولة لنشر الشعوذة كما ورد في بعض التحاليل والأحكام المتسرعة لكن طبعا انا لا انكر ان فهم الناس متفاوت لمثل هذا النوع من الكتابة واعذر من اعتقد ان في النص خطرا محدقا وهو غير موجود في الرؤيا النهائية للنص.
وردا على سؤال: ذكرت مقولة ناقل الكفر ليس بكافر، قائلا بأنك لجأت الى هذا للضرورة الشعرية، فما هو مقصدك بأن التحليل الأدبي للقصيدة الشعرية يختلف عن التفسير الديني؟ قال: "دعنا نتفق اولا في ان نسلم الرؤيا الشرعية لأصحاب الاختصاص لتقرير ان كانت الالفاظ كفرية او غير كفرية بالنسبة لقاعدة "ناقل الكفر ليس بكافر" فهي قاعدة معروفة ومتداولة، فعلى سبيل المثال لو مثل فنان دور مشعوذ في فيلم سينمائي او مسلسل، فهل يجوز لنا القبض عليه لأنه مارس السحر ونزعم انه مشعوذ؟ الامر من وجهة نظري لا يختلف كثيرا عن هذا، واستغرب الهجوم غير المسبوق على النوايا في النص وعدم إقامة الحجة ومناقشتي في النص من قبل المهتمين، اما ما اقصده في التفسير الديني والشعري لا يعدو عن رغبتي في منح أهل الاختصاص فرصة الولوج للنص. وأضاف: أنا امارس جنوني ووسوستي على الورق دون التعدي على حريات الآخرين ولا ارسم لي هدفا مسبقا ولا أحمل أهدافا خفية. وبسؤاله: عن نصه "صحن الشوربة"؟ قال الغدير: "نص صحن الشوربة انفعالي يرفض بعض التصرفات الفردية الدخيلة على مجتمعنا المحافظ وفكرة النص تجسدت بتناولي لضمير الشاعر الظاهر والمباشرة في السرد لكن اعتقد ان مقدار الجرعة المباشرة كان اكثر مما ينبغي لكن هذا لا ينفي وجود بعض الفنيات في النص كما زعم بعض النقاد". معتبرا ان نصه اغتيل عنوة بسبب بعض الألفاظ الجارحة والمباشرة وهذا يؤسفه.موضحا أن هدفه كان الإشارة الى بعض التصرفات الشخصية المقيتة ولم يكن ينوي معالجتها لكن تجري الرياح بغير ما نشتهي.
وعن وصفه الشعر النبطي والعامي بالمتخلف؟ قال: "لا أحمل موقفا ضد الشعر النبطي او الشعبي بوصفه تراثا يجب الحفاظ عليه، انا ضد الاغراق المتعمد في هذا التراث، وتحويله الى منتج ربحي يبعد عن الاهداف التثقيفية، ولك ان تراقب عدد القنوات الشعبية والمجلات الشعبية التي تبث هذا النوع من الشعر ناهيك عن البرامج والمسابقات على حساب تضييق المساحة الممنوحة لأنواع اخرى من فنون الأدب، وان كنت اطلقت على الشعر النبطي بالمتخلف فحتما كنت اقصد التخلف عن العناصر العصرية في الحياة وعدم حداثة المفردات والصور الشعرية".
وأوضح أن تسميته بـ "الكائن الزجاجي المكسر" أطلقتها الشاعرة كلود شرتون من فرنسا بعد ترجمة عدة نصوص له الى اللغة الفرنسية من قبل الدكتورة الأديبة ليلى ناسيمي. وكلود شرتون شاعرة ومحاضرة في جامعة ليز في فرنسا وعضوة في تجمع قوس قزح الأدبي. وعن جائزة بولندا للأدب المعاصر؟ قال: بعد فوزي بجائزة الشارقة للنص التراثي وفوزي بجائزة سوسة الثقافية رشحني د. ممدوح الحبش المقيم في السويد لمسابقة مهرجان مدينة وارسو للشعر وقام مشكورا بترجمة ثمانية نصوص لي للمسابقة وفي آواخر 2007 تم تحقيق الإنجاز وفزت أنا وفريق العمل بالمركز الأول وكان نصيب جائزة القراءة للشاعر الفلسطيني سامح كعوش، فيما بعد تم طباعة كتاب لي في بولندا مدينة كراكوف عن دار مينتوارا بعنوان "وسع قلبي" وكان الهدف نقل المشهد الثقافي السعودي والعربي الى الغرب ومنحهم فكرة عن ثراء المنطقة أدبيا. وخلص الشاعر رشدي الغدير للقول: الكتابة لا تمنحني الاطمئنان بقدر ما تمنحني المزيد من الخوف والقلق، واعتقد ان هذا القلق هو محرك الكتابة فالثقة بالنص والاقتناع به مقبرة الشاعر المفتوحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق