.. لقد عشت مثل الإله منشغل جداً ولا أنام كثيراً أركل احتمالاتي القليلة بحرص وأركض إلى جهة لا أعرفها ... لم يكن يزعجني شيء على الاطلاق غير هروب بعض الشخصيات من نصوصي القصصية وتجولهم عراة في شوارع المدينة وكلما وجدتهم قتلتهم فوراً بمطرقة الرؤيا... فأضطر إلى خلق غيرهم لتكتمل حياتي ولا أشعر أنها مضيعة للوقت ..يالها من مضيعة للوقت ..حتماً إنها مضيعة للوقت ...حسناً أعترف لكم أيها الأوغاد لقد كانت حياتي مضيعة للوقت ..وهذا لا يزعجني اطلاقا
.
سيقال لكم أن رشدي كان مشغوفا بخبيئة الوجع ، يفاصحه، يعاركه، ويسبر ندوبه، ويستقرئ النساء اللواتي بصقن داخله .. وأن محض صدفة محسوبة فقط، هي التي وطدت علاقته بالشعر والوجع و بصاق النسوة قبيل دورتهن الشهرية ..اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت
.
سيقال لكم أيضاً أن هذه القصائد لا يمكنها إلا أن تكون نكثا لخرافة رشدي وسعيا جذريا ضد مفهوم الشعر وأنها مبالغات لساعة التأويل الأليفة التي تطرق رأفة الباب على أفواجه المتمادية في محشر له صوت وحشرجة و أقنعة وندوب خفية وخدوش صغيرة لا يمكن رؤيتها ... اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت ..
.
ثمة إعصارا من الكلام في صدري أوقن أنني إن لم أتكلم فوراً سيموت الكلام في صدري ويتعفن ..هكذا في بساطة قصوى ...لا فائدة من اخباركم بأي شيء ..أنتم مجرد أوغاد تحبسون حماقاتكم خلف وجوه مزيفة ... لا تهتموا ... سأجمع كل الكلام و سأزج به في جوفي .. وسأزم شفتي إلى الأبد كي لا يقفز الكلام من بين اسنانى... سحقاً لكم
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق