Translate
الجمعة، 24 يناير 2014
أريدكم أن تربوا الشياطين في صدوركم
أدخل عاصفة الناس متسلحاً بجلدي ..وبنظرات باردة خالية من الشفقة أبتسم وأدس في جيب القميص ورقة صغيرة كتبت فيها أسماء بشر ماتوا للسبب عينه .. للسبب عينه اقتلع جناح الملاك عن ظهري وأمشي بينكم أيها الناس بقميص ذو أكمام قصيرة .. دموعي تصلح لغسل ملابسي المتسخة لكنني لا أبكي كثيراً ...أستخلص الضوء من كومة قيح أخفيها أسفل فخذي البعيد جداً عيوني مفتوحة رغم أنني أنام متقلبا ً مثل مزاج الفقراء ...اتشبث بغطاء سريري الملون ببقايا حيوناتي المنوية اللطيفة و وجع التفاصيل اليومية ..أضع أنفي في سلة مهملات أتقيأ فيها عشائي الأخير لأعود للعقه في الصباح .. أربي أظافر قدمي لأحفر وجوهكم على قطعة خشب أرميها في البحر بعد أن أتبول عليها بحرص وروية كمن يسقيها الفجيعة كلها...
الأربعاء، 15 يناير 2014
يلتقط أنفاسه بوهن كخياط يجر الابرة ويغرسها في جسده
أقتربت اليوم من ضعفي وقلة حيلتي وملامحي الذليلة وأنا أتسول الاصدقاء في ذاكرتي أن يتصدقوا علي بأكاذيب أحتال فيها على هذا البؤس الذي يتلبس روحي ويختنق في داخلي ...أنظر إلى المرآة فأجد رجل مثخن باليأس يلتقط أنفاسه بوهن كخياط يجر الابرة ويغرسها في جسده ..رجل غبي الى اخر حدود الغباء .. تلتف حول رقبته انشوطة الحماقة .. منذ كان في المدرسة وهو أكثر الكائنات صمتا ودمامه إلى الحد الذي بدأ يلفت أنظار الطلبة و يثير أسئلتهم حتى ظنوا أنه المسخ .. وعندما أصابته الحمى في طفولته كانت جدته تضربه على ظهره لفرط اختناقها وسخطها وازعاج بكائه المتواصل لها ..كان يشعر بالخوف يلتصق بحواف البيت وفيما كان مندس تحت السرير لفرط الرعب راح يأكل الورق .. وعندما وقع في الشعر وأنتصب قضيبه فتح عيونه قبيل الفجر و توهم بأنه محاط بالنيران من كل صوب .. فما كان منه إلا أن قذف بنفسه من النافذة المفتوحة ليسقط على رأسه ويذهب في غيبوبة استمرت اربعة ايام .. فتح عيونه في المستشفى وابتسم مثل احمق وجد نفسه تحت نهد الممرضة المحجبه وهي تقول له ما اسمك ليجاوب بكل غباء : اسمي رشوود .. فضحكت له الممرضة وقالت : شاطر يا رشوود .. وها هو في الخمسين وما زل يبحث عن انثى تبلل جفاف روحه وتهمس له شاطر يا رشوود ... أيها الاحمق …
.
.
الحقيقة التي لا ريب فيها هي أنني لم أعد شاباً... لا يمكنني أن أمنع نفسي من التفكير في كل الآخرين الذين لم ينجحوا في بلوغ السن التي وصلتها... إنَّه مثال واحد على الأمور الكثيرة التي تحدث في رأسي ..لهذا قررت أن اكتب الان قبل ان تتلاشى حياتي تماما واسقط ميتاً و بشكل نهائي .. لقد كانت حياتي متوحشة الى ابعد الحدود...عشقت نساء كثيرات لا أتذكرهن الآن و لا اميز بين اشكالهن .. اللعنة لقد نسيت اسماءهن ... انمحت ذاكرتي تماما... اضحت الوجوه الناعمة والخبيثة سيان .. كان الأمر المشترك بينهن هو النيل مني وانتهاك روحي المتوهجة و القضاء على حريتي المقدسة .. اتحسس آثار المواجهات المدمية في ذاكرتي و اشعر بالحنق والحزن والوجع اللذيذ .. وعندما أدرك أنني وحيد الآن انهار تماما و تتضاءل معالم الاشياء في عيني .. وبمزيد من التجهم والياس والقنوط أستمر في هذه الحياة ...
.
.
أعترف أنني أشتاق للعراك مع اصدقائي الاوباش الاوغاد ابناء السخط واللعنات اصدقائي المتسخة حياتهم بالسعال والغبار والسجائر الرخيصة ورائحة العفن التي تزكم انفي .. العفن الصادر من اجسادهم المتعرقة .. أبناء الفقد والاحباط والملل .. كانوا ينظرون إلي بابتسامة واسعة وانا اصرخ بهم ..واحدا ...واحدا ...كنت أتمنى لو أن احدهم قام من مقامه حتى اعجن وجهه بلكمة مقوسه لكنهم يعرفون أن لا شيء يمكنه أحراق رماد أعصابي غير الابتسامات الفجه التي يوجهونها الي مثل طلقات مسدس قاتلة تصيبني بالجنون والغضب … أشتاق لتوبيخي لهم وأنا أصفع الباب خلفي محتقن الوجه احملق في الطريق دون هدف كلما فقدت اتزاني ... أشتاق لأصدقائي الموتى ...أبناء الكلب لقد ماتوا وتركوني وحيداً مع مجموعة قراء بلهاء في هذا المكان ...
.
.
رشدي الغدير
الاثنين، 13 يناير 2014
ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا
كنت مستلقيا حول ذاكرتي ..حاولت جاهداً تذكر وجه أمي ولم أستطع ... الأمر يبعث على الملل ... لقد نسيت وجه أمي .. القيت نظرة خلفي على البقعة التي يسقط عليها ضوء شحيحا من أعمدة إنارة الشارع ..وجدت أبي يقف فيها تماماً .. لا يتحرك ولا يتكلم و لا يبتسم .. فقط يقف في منتصف البقعة .. وينظر مباشرة إلى باب الغرفة ..منذ أن مات والدي وهو يحترف الصمت في منتصف البقعة نفسها ... أسمع أصوات ارتطامات أعلم أنها في جوفي أنا فقط .. يعود الهدوء المزعج .. أفشل من جديد في تذكر وجه أمي .. الفشل يتربع فوقي كإله استيقظ توا من قيلولته الأبدية .. ألا يكفي أن شعري قد ضجر من رأسي وبدأ يسقط شعرة .. شعرة ... وكأنني شجرة في الخريف .. أبتسم من فكرة الشجرة .. وأحزن من فكرة الخريف ..
.
.
كنت مستلقيا حول ذاكرتي ... أراجع قاموس الشتائم التي أخلقها كلما باغتني غباء الكائنات السعودية .. قررت أن أدون شتائمي في مخطوطات وأتركها كتراث شعبي لسكان مدينة الدمام المقدسة .. ( كتاب شتائم رشدي الغدير في أبناء العاهرة و السفلة و الخنازير ) .. وقبل نومي راهنت أزرار قميصي المتسخ على أن هذه الشتائم ستتحول إلى لغة إطراء بعد موتي وسيتم دمجها في المقرارات و المناهج الدراسية للمرحلة المتوسطة وستصرف لها الدولة مبالغ هائلة لترجمتها من اللغة السوقية المنحطة إلى اللغة الأكثر إنحطاطاً وبذائة ... طبعا يجب أن أكتب الشتائم بالأرقام كيلا يتم تحريفها والتلاعب بها مثلما حدث مع نصوصي الشعرية التي سرقوها أبناء الكلبة وحرفوها وأفسدوا دلالاتها النورانية ... حسناً يمكنكم سرقة شتائمي يا أبناء الكلبة .. يمكنكم سرقة قضيبي المنكمش بعد موتي ودسه في أفواهكم ليذهب عنكم الرجس ويطهركم تطهيرا ... يا أبناء الكلبة ...
.
.
كنت مستلقيا حول ذاكرتي ..أفكر في تناول سمكة مشوية بالشوكة و السكين وبكامل أناقتي مثل النبلاء ... أشاهد وجه أمي بعيناي اللزجتان وأكمل شتم العالم القذر و أبتسم من فكرة الشجرة .. وأحزن من فكرة الخريف ..
.
.
رشدي الغدير
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)