Translate

الأربعاء، 15 يناير 2014

يلتقط أنفاسه بوهن كخياط يجر الابرة ويغرسها في جسده

3e93cd34749111e38de20aac627fb7b3_8

أقتربت اليوم من ضعفي وقلة حيلتي وملامحي الذليلة وأنا أتسول الاصدقاء في ذاكرتي أن يتصدقوا علي بأكاذيب أحتال فيها على هذا البؤس الذي يتلبس روحي ويختنق في داخلي ...أنظر إلى المرآة فأجد رجل مثخن باليأس يلتقط أنفاسه بوهن كخياط  يجر الابرة ويغرسها في جسده ..رجل غبي الى اخر حدود الغباء .. تلتف حول رقبته انشوطة الحماقة .. منذ كان في المدرسة وهو أكثر الكائنات صمتا ودمامه إلى الحد الذي بدأ يلفت أنظار الطلبة و يثير أسئلتهم حتى ظنوا أنه المسخ .. وعندما أصابته الحمى في طفولته كانت جدته تضربه على ظهره لفرط اختناقها وسخطها وازعاج  بكائه المتواصل لها ..كان يشعر بالخوف يلتصق بحواف البيت وفيما كان مندس تحت السرير لفرط الرعب راح يأكل الورق .. وعندما وقع في الشعر وأنتصب قضيبه فتح عيونه قبيل الفجر و توهم بأنه محاط  بالنيران من كل صوب .. فما كان منه إلا أن قذف بنفسه من النافذة المفتوحة ليسقط على رأسه ويذهب في غيبوبة استمرت اربعة ايام .. فتح عيونه في المستشفى وابتسم مثل احمق وجد نفسه تحت نهد الممرضة المحجبه وهي تقول له ما اسمك ليجاوب بكل غباء : اسمي رشوود .. فضحكت له الممرضة وقالت : شاطر يا رشوود .. وها هو في الخمسين وما زل يبحث عن انثى تبلل جفاف روحه وتهمس له شاطر يا رشوود ... أيها الاحمق …
.
.
الحقيقة التي لا ريب فيها هي أنني لم أعد شاباً... لا يمكنني أن أمنع نفسي من التفكير في كل الآخرين الذين لم ينجحوا في بلوغ السن التي وصلتها... إنَّه مثال واحد على الأمور الكثيرة التي تحدث في رأسي ..لهذا قررت أن اكتب الان قبل ان تتلاشى حياتي تماما واسقط ميتاً و بشكل نهائي .. لقد كانت حياتي متوحشة الى ابعد الحدود...عشقت نساء كثيرات لا أتذكرهن الآن و لا اميز بين اشكالهن .. اللعنة لقد نسيت اسماءهن ... انمحت ذاكرتي تماما... اضحت الوجوه الناعمة والخبيثة سيان .. كان الأمر المشترك بينهن هو النيل مني وانتهاك روحي المتوهجة و القضاء على حريتي المقدسة .. اتحسس آثار المواجهات المدمية في ذاكرتي و اشعر بالحنق والحزن والوجع اللذيذ .. وعندما أدرك أنني وحيد الآن انهار تماما و تتضاءل معالم الاشياء في عيني .. وبمزيد من التجهم والياس والقنوط أستمر في هذه الحياة ...
.
.
أعترف أنني أشتاق للعراك مع اصدقائي الاوباش الاوغاد ابناء السخط واللعنات اصدقائي المتسخة حياتهم بالسعال والغبار والسجائر الرخيصة ورائحة العفن التي تزكم انفي .. العفن الصادر من اجسادهم المتعرقة .. أبناء الفقد والاحباط والملل .. كانوا ينظرون إلي بابتسامة واسعة وانا اصرخ بهم ..واحدا ...واحدا ...كنت أتمنى لو أن احدهم قام من مقامه حتى اعجن وجهه بلكمة مقوسه لكنهم يعرفون أن لا شيء يمكنه أحراق رماد أعصابي غير الابتسامات الفجه التي يوجهونها الي مثل طلقات مسدس قاتلة تصيبني بالجنون والغضب … أشتاق لتوبيخي لهم وأنا أصفع الباب خلفي محتقن الوجه احملق في الطريق دون هدف كلما فقدت اتزاني ... أشتاق لأصدقائي الموتى ...أبناء الكلب لقد ماتوا وتركوني وحيداً مع مجموعة قراء بلهاء في هذا المكان ...
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق