Translate
الاثنين، 24 فبراير 2014
مجرد حشرات ... حشرات فقط ...
صباح الخير يا شريفة .. شاهدتك البارحة في حلمي كان دخولك غير منسجم مع أحداث الحلم حتى أنني ظننت أن هذا الحلم لا يخصني وأنه حلم شخص أخر وكالعادة لعنت أبو الحلم والنوم والوسادة وأغرقت زوايا الغرفة بشتائمي المدفوعة الثمن ... هكذا يبدو الأمر ظاهريا لكنه في حقيقته محاولة مني للهروب من عجزي الواضح في تفسير الحلم .. حسناً أنتِ تعرفين جيداً أنني على يقين ثابت ونهائي بأن الأحلام مجرد تراهات لا فائدة منها .. ربما تشعرين الآن أن ( تراهات ) هي أخف لفظة يمكنني قولها في لحظة كهذه ..وأقرب نقطة حماية استطعت بلوغها بعيدا عن الابتذال الكامن في لغتي عندما أوجه كلامي إلى أبنتي ..خاصة أنني أعرف أن خداعي للقراء و المتابعين لا يمكنه أن ينطلي عليكِ وأنتِ أقرب الكائنات الجميلة إلى قلبي .. دعيني من هذا الهراء وأخبريني هل أنتِ سعيدة الآن؟ .. لكن انتبهي جيدا يا شريفة قبل أن تجيبي فأنا أقول هل أنتِِ سعيدة الآن فقط ... لن يمكنني أن أشرح لك ما أقصده بالضبط من التوقيت الزمني في الآن على وجه التحديد ولكن يكفي أن تعرفي باختصار أن السعادة الوقتية هنا هي محاولة الحصول على دلائل تشير إلى ما تشعرين به في لحظة رؤيتكِ للسؤال ... اللعنة ها أنا أقع في فخ الاختزال المشوّه لما أريد التعبير عنه لكن صدقيني يا أبنتي أنا أفعل هذا الأمر دون قصد مني خاصة عندما أحاول شرح أفكاري بشكل سهل ..
السبت، 22 فبراير 2014
الحذاء سيظل وحيداً في الشارع
أيها الشيعة و السنة وأنتم تقتلون بعضكم البعض بشهوة دموية طازجة .. دعوني أمر فقط في حياتكم الدنيا وبأقل الخسائر الممكنة .. أنا لست عدوكم ..دعوني أمر فقط ... لن أضايقكم بعيوني البنية ولن القي التحية الساخرة على جثثكم المندهشة لفرط العداء .. أعدكم أن لا أتذكر ملامح وجوهكم ولا اسمائكم ولا عدد أصابعكم المبتورة ولا لون أحذيتكم ..فقط دعوني أمر بهدوء ... منذ سنوات وأنا محبوس في هذه الدنيا معكم أراقب كل شيء من نافذة الحمام الضيقة ..يحدث أن أضع قدمي في كومة الخراء اللزجة لتخفف عني عبئ مشاهدتي لكم وأنتم تقتلون بعضكم البعض كالنكات السخيفة..أدس بعض الخراء في اذني لتمنع أصوات الموتى من الوصول لكوابيسي الجافة.. أشاهدكم تواصلون شتم الله في صلاتكم كلما توقف الوقت وتوقفت معه جميع العقارب في يدي .. دعوني أمر فقط ..أنا الأقلية القليلة وجدت نفسي في محيط غريب من الإرهاب وسيطرة الجهل وغوغائية الرعاع و نار الرجعية المندلعة الصارخة الضاربة في بلادي وكلما حاولت الخروج أجد نفسي في مواجهة حتمية مع سخافة مذاهبكم الدموية التي تكفر بعضها بعضاً ... دعوني أمر فقط .. أريد أن التقط حذائي الوحيد في الشارع ...
.
.
حينما قذفت الفتاة الشيعية رأسي من النافذة في إحدى نوبات غضبها الهيستيري .. رأيت العابرين في الشارع يواصلون سيرهم دون أن ينتبه أحدهم لصراخ رأسي الهادر بجانب الرصيف ودون أن يلقوا نظرة واحدة على ملامحي القديمة .. عرفت لحظتها أن الحياة لا يجب أن تؤخذ بجدية تامة .. وأن الفتاة الشيعية تعشق قطع الرؤوس تماماً مثل الفتاة السنية .. كلهن بنات كلب ..كان يجب علي فقط البدء في كتابة قصيدة جديدة متناسياً كل ما حدث لي ...بعد موتي ستختفي كل العوائق الصغيرة الهشة التي كانت تكبل و بقدر ضعيف شراسة تعاملي مع الشيعة و السنة .. هل كانوا يعرفون أيضا أن مواجهتي لهم بشتائم وصرخات مقابلة كانت تتوقف فجأة لعلمي بأن ردودي عليهم ستزيد من قوة ووقت وجودهم في هذه الحياة ... لا يمكنني أن أنكر أنني فكرت أكثر من مرة في قتلهم جميعا ولكن الذي منعني ليس رفضي أن أتحول إلى مسخ مثلهم .. وإنما كان يعنيني أيضا بقاء هذه الكارثة في الحياة لتكون دليلا حيا وحاضرا دائما أمام عيني على حجم الكراهية التي أواجهها بشكل يومي ..ماذا عن حذائي ؟ ...الحذاء سيظل وحيداً في الشارع ...
.
.
أيها الشيعة والسنة ...دعوني أمر فقط .. دعوني أجرب لذة القرارات الحاسمة ..دعوني أختار مصيري .. أريد أن أتزوج المدينة و أن أظل وفياً لها بينما أضاجع مدينة أخرى ... رغم أنني مازلت أكره شكل أصابع يدي لأنها تشبه أصابع يد والدي الذي يقف أمامي منذ موته الأخير ..كلماتي تضلّ الطريق وسط كل هذا الموت .. دعوني أمر فقط ..ذلك لآن الحذاء سيظل وحيداً في الشارع ...
.
.
رشدي الغدير
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)