Translate

الاثنين، 24 فبراير 2014

مجرد حشرات ... حشرات فقط ...



56


صباح الخير يا شريفة .. شاهدتك البارحة في حلمي كان دخولك غير منسجم مع أحداث الحلم حتى أنني ظننت أن هذا الحلم لا يخصني وأنه حلم شخص أخر وكالعادة لعنت أبو الحلم والنوم والوسادة وأغرقت زوايا الغرفة بشتائمي المدفوعة الثمن ... هكذا يبدو الأمر ظاهريا لكنه في حقيقته محاولة مني للهروب من عجزي الواضح في تفسير الحلم .. حسناً أنتِ تعرفين جيداً أنني على يقين ثابت ونهائي بأن الأحلام  مجرد تراهات لا فائدة منها .. ربما تشعرين الآن أن ( تراهات ) هي أخف لفظة يمكنني قولها في لحظة كهذه ..وأقرب نقطة حماية استطعت بلوغها بعيدا عن الابتذال الكامن في لغتي عندما أوجه كلامي إلى أبنتي ..خاصة أنني أعرف أن خداعي للقراء و المتابعين لا يمكنه أن ينطلي عليكِ وأنتِ أقرب الكائنات الجميلة إلى قلبي .. دعيني من هذا الهراء وأخبريني هل أنتِ سعيدة الآن؟ .. لكن انتبهي جيدا يا شريفة  قبل أن تجيبي فأنا أقول هل أنتِِ سعيدة الآن فقط ... لن يمكنني أن أشرح لك ما أقصده بالضبط من التوقيت الزمني في الآن على وجه التحديد ولكن يكفي أن تعرفي باختصار أن السعادة الوقتية هنا هي محاولة  الحصول على دلائل تشير إلى ما تشعرين به في لحظة رؤيتكِ للسؤال ... اللعنة ها أنا أقع في فخ الاختزال المشوّه لما أريد التعبير عنه لكن صدقيني يا أبنتي أنا أفعل هذا الأمر دون قصد مني خاصة عندما أحاول شرح أفكاري بشكل سهل ..
.
.
لا أعتقد أن الحلم سيعود إلي من جديد كان ينبغي عليه أن يشعر بالخجل فقط لمجرد الظهور في سياق نومي القليل و المتقطع ..لا أعرف ولكنني شعرت بالغضب أيضا لأنني أدركت بأن الفرصة صارت ضعيفة جدا ليتكرر هذا الحلم مرة أخرى .. لو عاد هذا الحلم سأواجهه بشراسة وسأستيقظ من نومي فوراً لأخنقه أو الوكه مثل تيس الحضيرة و أبصقه أسفل السرير قبل خروجي إلى الشارع.. حسناً لن أكون قاسي معه إلى هذه الدرجة لعلي سأصفعه ثم سأعطيه نصيحة ختامية بألا يزورني في نومي وسأتبرأ منه تفاديا لعودته.. دعيني أخمن نوع السؤال التلقائي الذي في ذهنك الآن يا شريفة وهو : كيف يمكن لأبي أن يستيقظ من نومه ويقبض على حلمه ويوبخه وكأنه شيء مادي .. حسناً يا شريفة يمكنكِ تخيل الإجابة المناسبة ..لكن كوني على يقين بأنني تعايشت مع أحلامي لدرجة أنها تتجسد أمامي وبشكل يثير الغثيان ..قبل اسبوع تعثرت بواحد من أحلامي كان مرمي في طريقي إلى الحمام ..وقبل شهر كنت أحبس ثلاثة أحلام في زجاجة كوكاكولا فارغة بعد عملية مطاردة في أرجاء الغرفة ... أكره الأحلام الهاربة من نومي ..
.
.
قبل أن أغيب عن حياتك كما هي عادتي .. أريدكِ أن تحققي لي الحلم الذي عشت عمري كله دون أن أنفذه .. أنتِ تعرفين ما أقصده جيداً يا أبنتي .. أرجوكِ لا تكترثي بنظرات القراء الحمقى وهم يتسائلون عن ماهية هذا الحلم .. القراء حفنة بلهاء لا عمل لديهم غير دس أنوفهم في شؤوني الخاصة ... أعتبريهم مجرد حشرات ... حشرات فقط ...
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق