Translate

الجمعة، 7 أغسطس 2009

لقاء مع رشدي الغدير في مجلة حضرموت التونسية


اللقاء في مجلة حضرموت التونسية
عدد مايو - 2009
حاورتني : ضحى السعفي
.
.
.

هل كانت طفولة رشدي الغدير عابقة بالقراءة والمطالعة الشئ الذي جعله ملكاً على الكلمات يطوعها كما يشاء؟



: رشدي الغدير
لا اعلم لماذا كلما ذهبت لمرحلة استكشاف الحرف المبكرة الطفولة المهشمة بتنوع الفقد والعذابات في مجتمع بدوي صحراوي يرفض الاصغاء لطفل مشدوه مثلي كلما لمح وهجا في السماء اطلق هدير من الاسئلة تتفجر داخله لكنه يجفل ويعود منكسرا لفرط ضياع صوته في ارجاء الناس يتوهج في الذاكرة قول لجلال الدين الرومي * إلى متى أحبس نفسي في سجن هذا العالم؟ آن الأوان كي أجعل روح الطفل النقي بطل الميدان" اعتقد انني وقعت على جلال الدين الرومي وانا لم اتجاوز الحادية عشر بعد و بوصفه شاعر يمغنط الروح ويمنحها اجنحة لتحلق هكذا وبشكل عفوي منحت نفسي متعه اثيرية في ان اشاهد الارض من اعلى كمن يطل برأسه من غيمة لا ابالغ ان زعمت ان لطفولتي ارهاصات تهفو الى ما يرتع في الهامش منسيا من القراءات وكتب كنت اسرقها خلسة من مكتبة والدي بعد اربعين سنه سيكتشف هذا الطفل انه افتتن في طريقة اعلانه عن نفسه في شكل مسائلات جريئة لا تمل ولا تكل وسيندم لانه اختار الطريق الشائك الذي يشده الى قاع المجتمع، لا ليهادنه، بل ليخاتله، ويسعى لخلخلة قيمه الزائفة بسبب انه تمركس مع الكتاب الاحمر في مراهقته وتأدلج مع سارتر وعشق ابو منصور الحلاج وغرقا مع ابن رشد وابن تيمية والراوندي وتهافت مع الفلاسفة مع الامام الغازلي واصبحت عنده مشكلة وجودية وهو لم يتجاوز الابتدائية بعد
اتذكر جيدا الموقف المؤلم عندما ضبط استاذ الفقه والتوحيد في الصف الاول متوسط مقاطع مكتوبة باليد لثلاث صفحات من الادويسة مدسوسة بين الكتب المدرسية في حقيبتي اعتقد انها حول زيارته الى جزيرة اكلي اللوتس وحديثه مع الالهة وكيد بعض الالهة وخطط خفية لتعطيل رحلته
صرخ المدرس بوجهي وهو يرفع يده ويرميها على خدي الايسر ويقول ايها الوغد يا ابن الكلب كيف تضع مقصوصات كفرية بجانب كتب الفقه والتوحيد والقران في شنطة المدرسة لم اتحرك ولم اتكلم بل بكيت وانا اردد اسم هوميروس في صدري مثل تميمة البقاء
كنت ذاك الطفل السمين الذي يأكل الثلج بمتعة شرب النبيذ يجرشه بين أسنانه ويستمع إلى طقطقة فكه الأسفل، كمن يؤسس علاقة بين الصوت وألم أسنانه، وخلعها بعد أربعين سنة قادمة الطفل السمين المتشح بصمت لا تفسير له، كان يكره البياض في الأشياء، وحدها أمي كانت تعرف السبب سبب خوفي من اللون الأبيض اللون الذي يلهج في عيون الموتى من الأصدقاء
--
شاهدت نفسي غلاما
يستمني أثناء المذاكرة
ويجلب الخبز في طاعة مذلة
يطارده صبيان المدرسة
مثل كلاب مسعورة
ليرفع طرف أسفلت الشارع
مثل سجادة الصلاة
ويختبئ تحته
.خلسة يتلكأ ويصغي لتهليل المارة وعذاب الموتى تحته
--
مقطع من نص حذاء من صمت من ديوان الموت يراودني




ألقاب كثيرة أطلقها عليك النقاد فأيها تفضل؟



: رشدي الغدير
ثمة مأزق يتسع بيني وبين النقاد خاصة المشتغلين على فهم العلاقة بيني وبين الكون في نصوصي الكونية كما قال عنها الناقد الدكتور ياسر العتيبي في مقال له نشر في جريدة الرياض ولعله من القلة المنصفة بالواقع ايتها النبيلة انا لا تشغلني التسميات كثيرا ولا الالقاب بوصفها محاولات لفهم الزوايا الخفية في التجربة ومنحها وصفا معين

لكن دعيني اقف على فهم محدد لاهمية الالقاب فما اعتقده ان ثمة اشياء تسكننا نرفض الدنو منها بغية الإطلالة على ما يقبع في جوهر الذات، وما يحتمي بالصمت في اللحظة الراهنة، الكتابة تجعل هذا الحجاب اكثر شفافية وخفة فيتحول الى فضاء تتمظهر فيه الذات بجميع أبعادها : انكساراتها وإشراقاتها، نزواتها وأهواؤها، رغباتها وميولاتها الجامحة الكتابة عمل لا يحتمل التسميات لكن مسئلة وضع تسمية تحدد وتأطر كنه الكاتب اعتقد انها تمنحه لون اضيق من واقع تجربته

هذا ما يحدث معي تقريبا لدرجة انني اجهل نفسي لفرط التسميات والالقاب لست غاضبا بل على العكس انا سعيد ان النقاد والمحليين يجدون سماء متسعة من الشخوص في كتاباتي فيضعون التسميات التي تنسجم مع هذه الشخصيات

لكن الامر مرهق بالطبع فانا حتى الان لا اعرف اسمي الحقيقي واشعر بالضياع







كاتب وشاعر ، أحمق ووغد تُعرف عن نفسك بهذه الطريقة هل تقول ذلك على سبيل الدعابة أم أن لكلامك معنى عميق؟



: رشدي الغدير

دعيني اعود الى سؤالك لماذا استسقي منادات نفسي بالاحمق والوغد بالواقع انا افعل هذا فقط من أجل استعادة حرية الذات وانتشالها من سلطان التابوهات وعقال التكبر وسجن الخيلاء ، هي دعوة الى التمرد، ونداء للحرية المفتقدة، التمرد على منح الذات نصيبها من الديباجات والمديح الاجوف هي مغامرة كشف وبحث ترتاد الوجود بهدف إعادة صياغتها اقصد الذات صياغتها الى تجانسها الحقيقي دون كذب انا في اعماقي اعتقد انني اصارع هذه الروح اصارعها بنصالي المسنونة دون متاريس اوبخها كلما شعرت بالخيلاء والغرور

بعض المسطحين يرسلون لي رسائل لوم يقولون في رسائلهم عليك ان لا تشتم نفسك ولا تهن روحك وانا اقول لهم ايها المؤدلجين يا اشباه الدجاج سأدربكم على الطيران ان تركتموني احرق هذه الروح فقط لأنعم بنوم أطول
اقول للجميع انا في عملية بحث دائم، وهذا البحث اسعى فيه لتعرية واقعي المجهول، والى إيجاد هذا الواقع المجهول... وبقدرما يكون الواقع جديدا، يكون النص الأدبي يكشف عن هذا الواقع، ذا شكل شاذ، وغير مألوف، مثلما يكون ذا تأثير عميق يسمح بهتك ذلك الستار السميك الذي يقي طرائق إدراكنا وإحساسنا من كل أنواع التشويش والأعراف لذلك فانا اعشق ان انادي نفسي بالاحمق والوغد هكذا اشعر بالرغبة في اكمال هذا البحث الذي لا ينتهي



تعيش تونس هذه الأيام على وقع الاحتفالات بشاعر الأمل والحياة أبي القاسم الشابي فبأي الكلمات ترثيه؟ وهل تابعت كتاباته من قبل؟



: رشدي الغدير

ايتها النبيلة لن تكتمل شاعرية اي شاعر عربي الا عندما يعرف ان ابي القاسم الشابي جاهد ومنح روحه للشعر والجميع يعلم انه كان مصاباً بالقلاب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبتة الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930 وقد مر ببعض الضواحي : " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي المعنوية والخارجية ايتها النبيلة التونسية ابي القاسم الشابي شاعر مختلف ولا يشبهه احد قلبه المثقوب منعه من الحياة الطبيعية لكنه لم يمنعه من الكتابة الشعرية وتأريخ اللغة العربية من جديد فطوبا له ابانا الذي علمنا الشعوذة وانا هنا في السعودية ابعث بسلامي ومحبتي الى قداسته في ارواحنا

يتبع
.
.
.
.



الكتابة الشعرية هل هي حالة ترافقك في كل وقت أم أن لها قوانين وطقوس خاصة؟



: رشدي الغدير

أنا كائن الخوف لا اكتب الا عندما ارتجف مثل طفل ينتظره عقاب مبهم لا يعرف من اي جهة او في اي وقت اركن الى نفسي وانطوي عليها مثل قنفذ مبلل اخرج قلمي اسميه تميمتي الاخيرة حرزي المدسوس في جيبي الخفي اسقط مثل سكران على الورق اندس الى داخلي
يحدث كثيرا ان اهذي خارج اللحظة ان اشتم واركل واتطاير مثل رماد محترق
اكتب وبشكل دائم في غرفتي الموشومة بالاهمال وملابسي مكومة حولي مثل سجين ينتظر العيد
اكتب فقط
ثم انام
مثل طفل
ودع خوفه

اين مفاتيح السيارة
نسيت
انا لا املك
الا قدمي
اذن اين مفاتيح
قدمي
اللعنة
لن اذهب الى اي مكان اذن سأكتب

هكذا أكتب لانني لا اعرف شيء اخر غير الكتابة





كتاباتك لها بعد فلسفي فكيف أستطعت أن تطلع على مناهج الفلسفة الممنوعة في المملكة العربية السعودية؟



: رشدي الغدير

نهرب الكتب مثل المخدرات والممنوعات ندسها في مخابئ داخل حقائبنا ونرتعش من الخوف في المعابر الحدودية عندما تكون السلطة الدينية هي الحاكم والجلاد والرقيب والمفتش وهي من تفكر بالنيابة عنك وتقرر لك المسموح والممنوع لحظتها فقط تكره كل شيء تكره حتى بقائك على قيد الحياة في وطن لا يسمح لك الا بتنفس هواء محدد وشرب ماء محدد والموت بعيدا عن تذوق هواء وماء الاخرين الامر الان اصبح اكثر سهولة بوجود الانترنت وامكانية تحميل اي كتاب ممنوع

لكن ما زلنا نواجه نفس العقلية القمعية







كيف تقيم الساحة الشعرية في المملكة العربية السعودية والعالم العربي؟



: رشدي الغدير

اعتقد ان الحركة الشعرية الحديثة في السعودية والعالم العربي تمر في مأزق شائك يضعها في مواجهة حتمية مع الرواية والقصة القصيرة المتسيدة في الوقت الحالي اغلب دور النشر لا ترغب في طباعة دواوين الشعراء لكنها تفتح اذرعها لكتاب الرواية والسرديات ذلك لان الشعر بوصفه توق الرتق الروحي فقد كثيرا من اتزانه الكفاحي وقوته ورسالته الانسانية في ظل هيمنة المؤسسات الرسمية عليه وتدجينه نحتاج تحريك الراكد من المياه وبث روح الحماس والتشجيع لكتاب وقراء الشعر

بالواقع نحتاج ان نغتال بعض الشخصيات التي جمدت العقل الشعري وجعلته تابع لها









حصلت على جائزة بولندا للأدب ، وجائزة أخرى من الأمم المتحدة عن كتاباتك الشعرية بينما اعتقلت في بلدك فما السبب وهل تشرح لنا أهمية هذه الجوائز و أفاقها وتاريخ أستلامك لها؟



: رشدي الغدير

في اواخر سنة 2007 فزت بجائزة الادب المعاصر في مهرجان مدينة ورسو اثر ترجمة الدكتور ممدوح حبش المقيم في السويد لعدد من نصوصي كان من ضمنها نص شهادة السرير دخل المسابقة وتم ترشيحه وحقق المركز الاول وفي ااخر سنة 2008 فاز نص لي بعنوان ندى عشتار بجائزة الشرف من الامم المتحدة بعد ان ترجمه الدكتور احمد مرعي الى اكثر من 8 لغات والنص انساني يحكي قصة الاسيرة نداء الربيعي في سجون الاحتلال في العراق وتعرضها للاغتصاب على ايدي سجانيها ثم هروبها من العراق بعد ان قتل الارهابيون والدها عالم الذرة الكبير وتصفيته المشكلة ان في بلدي السعودية لا يوجد اهتمام كافي بهذه النوعية من الانجازات خاصة انه لا تدخل في اهتمام وزارة الثقافة عندنا والتي تهتم بتراث الصحراء وحليب النوق والمحافظة عليه لأنه وبشكل ما يشكل اهمية اكثر من مقارعة الغرب ادبيا ومنافستهم في عقر دارهم

اعتقلت بسبب موجة المقت من قبل التيار الديني في السعودية واصدار شيخ من شيوخ التكفير عدة فتاوي بحقي وبسبب نوعية كتابتي التي يسميها كفريات كما ان عدد من الشباب المتحمسين قاموا بمهاجمتي عدة مرات وحطموا سيارتي وانا اعلم ان الفتاوي التكفيرية تشعل حماسهم في طلب الجنه عبر استهدافي واستتابتي على اقل تقدير

الوضع هنا مخيف وانا اعيش رعبا مستمر وبشكل يومي اتمنى فقط ان اعيش بسلام دون ان اجد رسائل التهديد المستمرة على زجاج سيارتي كل يوم تقريبا من اشخاص مجهولين





هل تفسر لنا ظروف اعتقالك والسبب الرئيسي لذلك؟



: رشدي الغدير

تظهر رسائل كثيرة في المشهد الثقافي السعودي اغلبها فتاوي شخصية توقعني في الموبقات وتحرم كتابتي للشعر وتضعني في جهنم مع المشركين والكفار خاصة بعد اعتقالي على يد رجال هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب نص شعوذة شعرية والفتوى التكفيرية للشيخ محمد الوعلان والذي حاول بعض الوجهاء ثنيه عن فتاويه التي اصدرها بحقي لكن دون فائدة اعتقالي كان تعسفيا من قبل السلطة الديني في السعودية وانا شخصيا لا احب التحدث عن تفاصيل هذا الامر المرهق خاصة انني ما زلت هنا وقد اعرض نفسي للمساءلة او الاعتقال ان توغلت اكثر وانا مؤمن انك لا تريدين وضعي في السجن من جديد فهذا لن يفرح احدا غير شرذمة المتشددين دينيا واتباع تنظيم القاعدة





هل مازال كابوس الاعتقال مجدداً لا قدر الله يرمي بظلاله على كتاباتك الشعرية الجديدة؟


: رشدي الغدير
ما زلت اوظف عبارات ساقطة وألفاظا جنسية اقدم بها الإطار الدلالي العام، وهو ما تتقزز منه الذائقة المحافظة في السعودية انا احاول تأكيد لغتي الفاضحة وعنفها الرمزي، وتشرذم الكلمات داخلها في عري المحرم والممنوع، وهي علامة تنتهك المعايير الأخلاقية في كتابتي المربكة اقصد بما انني امارس "العهر" في كتابتي الشعرية وتعاطي حبوب منع النفاق، فانا معرض للاعتقال في اي لحظة وكابوس ان يطرق باب منزلك احد اصدقائك لتكتشف انه من المخابرات بعد ان قضيت معه عشر سنوات كصديق تظنه موظف في مؤسسة سكة الحديد ثم يهمس في اذنك لا تغضب يا رشدي العمل هو العمل وانا اهمس في اذنه يا ابن البغي ماذا عن الصداقة فيقول لك الصداقة الى الجحيم لحظتها فقط تشعر بألم اسفل الترقوة الم خانق لا يمكن ان يحتمله بشر





هل لرشدي الغدير نصيب من الأمسيات الشعرية التي تقام في المملكة أم هي حكراً على بعض الأسماء المرضى عنها؟



ا: رشدي الغدير

اشعر انك تتفقين معي ان بعض الاسماء تنال ما لا يناله شخص مثلي بسبب انني لا اكتب ما يريده البعض
الامسيات الشعرية قليلة جدا تكاد تكون معدومة لكن هذا لا يهم بما ان لي قراء في العالم يتابعون ما اكتب ويفرحون بنصوصي الجديدة

فانا بخير حتى لو دفنت في وطني وانا حي

فانا بخير ولست غاضب من احد





حدثنا عن إصداراتك الشعرية؟



الاجابة :

كتاب بوسع قلبي عن دار مينوارا في مدينة كاراكوف البولندية شعر ونثر بالغة البولندية
كتاب بعنوان الموت يشعر بالنعاس عن دار فورستر جونت في مدينة نيورك بالغة الانجليزية شعر
كتاب بعنوان خلعت نقائضي سيصدر قريبا عن دار جيلنار الفرنسية في مدينة ليز نصوص شعرية وسردية بالغة الفرنسية ترجمة الدكتورة ليلى ناسيمي

كتاب بعنوان الموت يراودني
صدر له كتاب مشترك مع الشاعرة الكرواتية نينا سولوفتش عن دار هايتن للنشر في مدينة كييف بعنوان لا نملك شيئ لكن الغيوم في جيوبنا نصوص شعرية بالغة الكرواتية ترجمة الدكتور احمد مرعي
حاصل على جائزة مركز الشارقة للتراث عن نص اخر ذكرى في دارين
حاصل على جائزة مهرجان وارسو للشعر في بولندا
حاصل على جائزة جمعية الثقافة والفنون لافضل نصوص غنائية بحرية
حاصل على جائزة الشرف من الامم المتحدة عن نص ندى عشتار المترجم الى 8 لغات عالمية





يٌقال أن أغلب الشعراء يكتبون لأنهم يعيشون حالة من الألم والحزن فهل ينطبق هذا الكلام على رشدي الغدير؟



: رشدي الغدير
نعم انا اكتب عندما اشعر بالموت بشكل ما الكتابة تنقذني من موتي المحقق الحزن شعور محفز للموت لكنه غير كافي للكتابة اعتقد ان الكتابة تحتاج ما هو اكبر من مجرد حزن عابر
اقصد ان الحزن وحده لا يكفي





ما هو الإحساس الذي يحثك على الكتابة ؟



: رشدي الغدير

احساسي بالفقد هو مزيج من التراكمات يدفعها شعور الموت كلها تحفز للكتابة صدقيني لا اكتب عندما اكون سعيدا او فرحا او عندما اكون غني فقط اكتب عندما اكون مفلس بشكل ما الكتابة تمنحني شعور الاكتفاء حتى عن المال
ثروتي هي نصوصي التي ادسها في باطن القلب





هل تعتبر نفسك شاعر المرأة ؟



: رشدي الغدير

لا لا اظن نفسي شاعر المرأة بالواقع انا لا اميل الى التحدث عن كنه المرأة في نصوصي بقدر تحويلها الى ظاهرة كونية اعتقد ان على المرأة ان تتحول من مجرد طرف في القصيدة يحمل فتنة جسدية وجمال ليعشقها الشاعر عشقا نمطي اعتقد إن الأمر يتعلق بطريقتين للامساك بالكون ومعطياته، إنهما نمطان للقراءة والتأويل: لا وجود للحب وللكراهية والحنين المرأة في اعتقادي يجب عليها ان تخرج من اطار ان توظف لها شاعرا محدد مثل نزار قباني او غيره عليها ان تؤسس لها كونيتها وان ترفض اي شاعر يسمي نفسه شاعر المرأة وعليها حقا ان تنضج قليلا وتترك حماقتها وشعورها بالعجز لتستجلب القوة من الشاعر





ما هي أبرز القضايا التي تمتنع من الاقتراب منها في نصوصك الشعرية؟


: رشدي الغدير
انا شخص يتقن توريط نفسه والوقوع بالمشاكل كنت حقا اتمنى ان اتمتع بهذه النوعية من الممنوعات او القضايا التي يجدر بي عدم الاقتراب منها لكن للاسف انا شاعر يكتب عن كل شيء وفي اي زمن

اعتقد ان لي هذه المنطقة تكمن مشكلتي

وعلي ان ادرب نفسي على ان لا اقترب من بعض القضايا







كلمة لقراء مجلة حضرموت واتمنى ان تكون خاتمة شعرية

: رشدي الغدير
ايها النبلاء يا قراء مجلة حضرموت في تونس وفي العالم العربي

عليكم بالتشبث في احلامكم المؤجلة مثلي تماما دعونا نترك الانشغال بالدرس والاستاذ الغبي وتستمع الى بكاء النسوة الذي يتقاطر مثل مطر كمانات تغزل من قماش الدمعة تقطر كما قطرات الماء من زير البيت حيث كان ماؤه رقراقا كدمعة الحبيبة السمراء التونسية التي علمتها كل ديباجات الوجع الشعري وجعلتها تتمرد حتى على السرير وقت لهاث الحب ثم هربت عنها كما هربت الخوخة من شجرتها عند هبوب عاصفة الخريف في سوسة لولا عريكتها وخصوبة خيالها لما تحملت ايها الداريني الدمام لليلة واحدة. هي الان وحدها تلوك الندم والحب مع رغيف الخبز الهولي ولانك علمتها مدلولات الهم السعودي وقعت على اوراق، تطور فيها دهشة غيابك المفاجىء وتعلن عن اندثار الحلم في ثلوج الغربة، ولانها لم تشاهد نوما على طبيعته راحت تتحدث اليه كمن يتحدث غريب الى غريب.تلك سعادة المرأة عندما تشعر انها تهوى في عالم تتداخل فيه رؤى التكوين وتنسج نمطا من اطروحة الوجود، تتحدث عن سر ان يكون الموت هو المنفى الذي لا يغيب عن ذاكرة كل انسان، وقد ذيلت كل احزانها بمقولة الحجاج الهائلة: لولا فرحة الاياب لعذبت اعدائي بالسفر.
رشدي الغدير اي اياب سيأتي بك ايها الموشوم بالنكران. الملون بصبغة الهروب، كان يمكن لك ان تقول: هات حقيبتكي وستجدني رهن سرير النارنج
وتبكي وأنت تقرأ رسالتها. احس بخديعة من النوع الذي يدمي حواس الشاعر. دمعتْ عيناي. كان الندم قد ارتداني ثوبا له ، وبات لا ينفع ان يكون واقعا مرا
مازلت في الدمام
اجهل اسماء الشوارع
واضيع كلما شممت رائحة دارين
في ارجاء الروح
وثلة من الاصدقاء الشيعة في كورنيش القطيف
يشعلون جمر ايامهم
في انتظاري

وشكرا لكم ايها النبلاء
تحياتي
رشدي الغير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق