اللقاء على هذا العنوان :
http://www.elbakkali.com/?p=1682
اعترافات الشاعر السعودي الفائز بجائزة الادب العالمي المعاصر رشدي الغدير:
قتِلت، وعدت الى الحياة مرة أخرى، وتلقيت التعازي على روحك المتمردة وأنت حي ترزق..كيف حصل هذا أيها “الفينيق ” ؟
سيكون علينا أن نتفق مع مقولة الشاعر الألماني “هيرمن هيسة” عندما التفت إلى شاعر كتب قصيدة عن جمال الحياة في عيون الأموات ولم تعجبه كثير قال له عليك ان تموت وتراقب وجوه الأحياء وان عدت اكتب قصيدة عن حب الحياة ايها الغبي
لاعتقد ان هيرمن هيسة كان يعلم ان تجربة الموت يمكن حدوثها بشكل مختلف بعد رحيله وفي زمننا الالكتروني هذا.
ما حدث لي هو أنني مت بشكل مخيف ومؤلم أعلن خبر وفاتي بالسكتة القلبية وانا نائم انتشر الخبر بشكل سريع ولك ان تتخيل الحزن المغموس في اصوات الاحبة وهم يبكون في الهزيع الاخير من الليل وقلوبهم تلهج بدعاء الله لي بالرحمة وان يتحول قبري الى روضة من رياض الجنة وليس حفرة من حفر النار .
المشهد لا يقبل الفهم السريع في الايام الأولى لوفاتي كانت تصلني رسائل في صندوق البريد رسائل لم اتوقعها من اشخاص اعرفهم كأن يعتذر احد الاصدقاء عن جريمة اقترفها بحقي دون علمي أو ان يعترف صديق اخر عن اسفه واعتذاره لأخفاء كراهيته لي طول هذه السنين أو ان يرسل لك احد اقاربك رسالة يدون فيها اسماء الاوغاد من العائلة ويشرح لي مواقفهم واحتقارهم لكتاباتي، الرسائل كثيرة بالواقع وموجعة لشخص ميت مثلي .
ثمة رسائل واعترافات لا يتصورها احد كأن تعترف لك الصحفية التي لا تتحدث معك الا ثلاث مرات في الشهر عن رغبتها الخفية في عض شفتك وانها سرا كانت تضع صورتك تحت وسادتها وانها مغرمة بك لكنها لم تجرؤ على الاعتراف بهذا الامر الا بعد موتي كنت مشدوه لهول ما يحدث حولي.
الاتصالات المتتالية من اناس لا اعرفهم من الخليج ومن مصر ومن المغرب وتونس ومن امريكا من كل مكان تقريبا اناس يحفظون نصوصي وقصائدي المنتشرة في الانترنت اناس يقدمون واجب العزاء وهم لا يدركون انني انا الميت والمدفون تختلط اصواتهم بنحيب محبوس فيما انا اخفي دهشتي المتواصلة لفرط محبتهم
تجربة الموت كانت تجربة استثنائية لفرط فرادتها فأنت لا تموت كل يوم بهذا الشكل …
لكن صدقني ان حدث وقبضت روحي فسأكون سعيدا لأنني اعرف مسبقا ان قلوب الاحبة ستبكي علي ولو لفترة محدودة
………….
- أنت كافر ومشعوذ..و نصوصك تدعوا الى الرذيلة والفجور..لذلك أهدرنا دمك!!
كم عدد المرات التي سمعت فيها هذا الكلام، و ما الذي فعلته لتجمع كل هذا السخط؟!
حسناً ايها النبيل عليك حقا ان تعلم انني ولدت في بلد تقتات جماعات التعسف الديني على اشلاء ابنائه وتجندهم في صفوف الارهاب والقاعدة وترسلهم افواجا الى افغانستان والعراق والشيشان دون علم الحكومة بزعم انه اقصر الطرق الى الجنة فيما الطامة الكبرى عند رجوع هؤلاء المجاهدين محبطين لفرط المسافة بين زعم شيوخهم بالجهاد وبين رفض اهل الارض هناك لهم وطردهم من اراضيهم مثل ما يحدث في العراق فالمجاهد القادم من السعودية مشحون بشعارات رنانة مزجت في عقله الوان التكفير والتفسيق لكل كائن يختلف عنه واشعلت في داخله شعور التفرد بالجنة من دون خلق الله والغريب ان المواطن العراقي لا يريده ويطلب منه العودة الى بلده وترك العراق لابناء العراق لكن المجاهد السعودي الذي يريد الجنة لم يتحمل اهوال الطريق وتهريبه من الحدود العراقية خلسة في الليل ليستمع لطلب اهل العراق ويستجب لهم ويترك بلادهم ويعود ادراجه.
بلادي يا سيدي عانت من الارهاب والتفجير والقتل بسبب الايدلوجيا التكفيرية التي تعتنقها القاعدة ولك ان تعود في الذاكرة الى حطابات بن لادن في قناة الجزيرة وهو يشجع الشباب السعودي على استهداف المنشئات النفطية وتفجيرها وتخريبها في السعودية
من الطبيعي في هذا الجو ان يكفر ويفسق اي مبدع لا ينسجم مع توجههم ويهددونه بالقتل ويرسلون زبانيتهم ويتهمونه بالشعوذة والسحر ان تكون شاعرا تحسب على التيار المجدد للشعر في مجتمع يسمي كل ماهو جديد بالبدعة التي تجلب الفتنة و فيالق الظلاميين المؤدلجين المنتشرين في البلاد ولك ان تتصور صعوبة ان تكتب بحرية دون ان يمسسك الضر من رائحة افكارهم القمعية العقيمة …اشعر بالغثيان يا صديقي وانا اتحدث عن ما يوجهني من صعوبات واشعر بضيق في التنفس …
………..
- سمعنا بأنك تتزعم عصابة خطيرة تسمى “عصابة قوس قزح”..
تعترض سبيل الكلمات المتسكعة في شوارع الألم..
وتحاول أن تعصر الحزن خمرا !
بالواقع انا فرد من افراد عصابة قوس قزح العالمية ومن المؤسسين لكن لست زعيمها ,العصابة يترأسها الشاعر المغربي عبدالحق الكوش وفيها من الاعضاء شاعرات وشعراء من كل دول العالم مثل الشاعرة الفرنسية كلود شارتون كوليت وهي محاضرة في جامعة ليز في فرنسا عن مادة الشعر وفيها ايضا الشاعرة ميكيلا بوكي ولسن وهي شاعرة بريطانية من لندن تنتهج اسلوب صعاليك القرون الوسطى في الكتابة وهناك ايضا الشاعرة الكرواتية نينا سلوفتش من زغرب وتجربتها تستحق الاحتفاء وغيرهم من الكتاب والمفكرين العصابة تعتبر تجربة فريدة بحق ان نجمع كل الوان طيف قوس قزح ونحتويها في مجموعة واحدة مهمتها البحث عن الاجوبة الوجودية للشعر بشكل أكثر وضوحا وان نضع سؤال متعدد الوجوه عن المأزق العدمي الذي يقع فيه الشعر نعتقد في عصابتنا العالمية أن الهواء شعر. الماء شعر . والحياة شعر . الوجود شعر .الحب شعر نعتقد ان الشعر و الكون مترابطان إذا انفصل أحدهما عن الآخر حدثث الكارثة واحترقت المجرة نهدف في عصابتنا العالمية ان نهدم الجدار الاسمنتي الذي يفصل بين البشر وحقوقهم الوجودية
نحن الآن قطعنا مسافة في هذا الطريق ونشعر ان الحلم سيتحقق في يوم ما …
هل تحدثت عن الخمر في سؤالك؟
حسناً ايها النبيل اسكب لي قليلا ودعنا نركل الحزن الجاثم على ارواح الناس
Translate
الجمعة، 7 أغسطس 2009
اعترافات الشاعر السعودي الفائز بجائزة الادب العالمي المعاصر رشدي الغدير
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق