أنظر الى المرآة أنظر جيدا

حسناً أيها النبلاء تعاركت اليوم مع اصدقائي الاوباش الاوغاد ابناء السخط واللعنات اصدقائي المتسخة حياتهم بالسعال والغبار والسجائر الرخيصة ورائحة العفن التي تزكم انفي العفن الصادر من اجسادهم المتعرقة أبناء الفقد والاحباط والملل كانوا ينظرون إلي بابتسامة واسعة وانا اصرخ بهم واحدا واحدا كنت أتمنى لو أن احدهم قام من مقامه حتى اعجن وجهه بلكمة مقوسه لكنهم يعرفون أن لا شيء يمكنه أحراق رماد أعصابي غير الابتسامات الفجه التي يوجهونها الي مثل طلاقات قاتلة تصيبني بالجنون والغضب ... واصلت توبيخي لهم وأنا أصفع الباب خلفي ركبت سيارتي وانا محتقن الوجه احملق في الطريق دون هدف واضح وإذا بي اسمع الصوت من جديد الصوت الذي يصدر من داخلي كلما فقدت اتزاني
قال لي رشدي هل اقتربت اليوم من ضعفك وقلة حيلتك وملامحك الذليلة وأنت تتسول الاصدقاء في حياتك القصيرة أن يتصدقوا عليك بأكاذيب تحتال فيها على هذا البؤس الذي يتلبسك ويختنق بك يا رشدي أنظر الى المرآة أنظر جيدا فنظرت الى المرآة بصمت وإذا بي اشاهد صورة امرأة لاحت على الزجاجة المصقولة صورة امرأة جاءت من الخلف لاهثة تخترق وجهي وتخترق الصمت بأصوات مدببة تتطاير مع أنفاسها كأن قوافل من الصراخ محبوسة داخل قفص صدرها.. وبسرعة حولت اتجاه السيارة كدت ادهس أحد المارة في الطريق وانا اتنفس الصعداء قلت لأبن الكلب الذي يسكنني ماذا تريد أنت من رجل مثخن باليأس مثلي رجل يلتقط أنفاسه بوهن كخياط يجر الابرة ويغرسها في جسده لماذا تطاردني بذكرياتي السوداء اخرج من داخلي
قال لي انت غبي الى اخر حدود الغباء وانشوطة الحماقة الملتفة حول رقبتك ستقتلك يوما ما لكن هذا الغباء ليس جديدا عليك حتى في المدرسة كنت اكثر الكائنات صمتا ودمامه إلى الحد الذي بدأت تلفت أنظار الطلبة، وتثير أسئلتهم هل تذكر عندما اصابتك الحمى وأنت صغير كانت جدتك تضربك على ظهرك لفرط اختناقها وسخطها وازعاج بكائك المتواصل لها ولانشغال والدتك عنك بثمانية اطفال اخرين كنت تشعر بالخوف يلتصق بحواف البيت وفيما كنت مندس تحت السرير لفرط الرعب فتحت عيونك وأنت تتوهم بأنك محاط بالنيران من كل صوب، فما كان منك إلا أن قذفت بنفسك من النافذة المفتوحة لتسقط على رأسك وتذهب في غيبوبة استمرت اربعة ايام وثلاث ليال فتحت عيونك في المستشفى وابتسمت مثل احمق وجد نفسه تحت نهد الممرضة المحجبه وهي تقول لك ما اسمك فجاوبت بكل غباء اسمي رشوود فضحكت الممرضة وقالت لك شاطر يا رشوود وها أنت في الاربعين وما زلت تبحث عن انثى تبلل جفاف روحك وتهمس لك شاطر رشوود أيها الاحمق ...
قلت له ماذا كنت أعمل بالضبط هنا ؟ هل كنت في حجرتي؟ أم على البحر أمشط شعر الافق واهديه قميصي ؟ أم كنت أضحك مع أصحابي ؟ أو كنت أحدق في النافذة ؟ والنيران تشتعل في عيوني ثم ماذا نعم قفزت الى النافذة مثل جندب صغير يحاول الخلاص الخلاص الذي بحثت عنه في لغة الموت نعم أعترف انا غبي وأحمق ولا اصلح لشيء ابدا فقط اغرب عن وجهي ودعني لست في مزاج جيد لسماع تراهات شخص يسكن داخل رأسي شخص يحملني وزر كل الاخطاء في هذا الكون صدقني أيها الصوت ما حدث كان فوق احتمالي فقط اخلع نفسك من الداخل والا قتلتك بالخمر مثلما افعل دائما .... اللعنة
.
.
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق