Translate

السبت، 29 أكتوبر 2011

مالذي يجبرك على حياة أشد وهنا من الناس

 اعذروني


سأعتزلكم


سأكبّل معصمي بيأسٍ عالي الجودة


وأعتزلكم


(مثل مليك يفقد رعيته دون ندم)-..


.


.


كأنني المرتد الوحيد في حضرة الدم ...اللعنة ..اللعنة ....اللعنة أعتقد أنهم سيزجون بي في سجن النساء ذلك لعدم وجود مكان شاغر لشاعر مجرم ارتكب أثم قصيدته وهو ثمل ..يصرخ في الناس أن اغتسلوا من خطاياكم ..قضي علي أياها النبلاء


.


.


أيها النبلاء أنا واقع في مصيبة حقيقية واشعر أنني سأدفع الثمن طوال عمري لكن الغريب في الأمر أنني أشعر برغبة جنسية عارمة تجتاحني في هذه اللحظة رغبة جنسية لا تفسير لها وقضيبي منتبه جداً لحديث الضباط في المكتب المجاور كما أن أنفي يلاحق روائح النساء مثل كلب مدرب ...هل أنا مريض


.


.


إلي بسكين المطبخ بسرعة ...سأقطع أبن الكلب الذي يقف في وجهي وأنا في أحلك الظروف


.


.


اللهم أنقذني وفرج كربتي واعدك أن اصوم أول يومان من العشر الأواخر لرمضان القادم ..واعدك اللهم أن أتهجد بنصف ضمير وبنصف سعادة وان أنصح أصدقائي الاوغاد بالتوقف عن معاقرة الخمرة المباركة بعد أن أنهي أنا جرعتي منها وأعدك يا رب الارباب أن أتزوج بسرعه من أول مومس تتوب على يدي وتعلن إسلامها فقط أحتاجك الان


.


.


أريد العودة إلى وطني فقط إلى وجه بشير بائع الخضار وإلى ابتسامة جارتنا السمينة التي تسقط البرتقال لتلتقطه أمامي برتقالة برتقالة وأنا أجهش بالبكاء خلفها مثل طفل يتيم فقد أمه في زحمة العمر ...أريد وطني ولا مانع عندي لو شنقتني الحكومة السعودية هناك من دون محاكمة


.


.


سحقاً ليس في الدنيا ما يدعوك لأن تتغوط أكثر لتحافظ على سلامة بطنك مالذي يجبرك على حياة أشد وهنا من الناس ها أنت بعيد عن وطنك يا رشدي تتكالب عليك الظروف والغربة في هذه المدينة ومثل قندس عجوز تضع إبهامك في فمك وتنظر إلى السماء وانت تعلم أن الله لا يكترث بك فهو غني عن الناس ...حسناً أيها النبلاء حدثت لي مصيبة قبل قليل واسألكم الدعاء رغم أن دعائكم لا يهمني كثيراً


.


.


رشدي الغدير


.

بصقتكم أحلامكم على قارعة الفزع يا أوغاد المكان ...

نعم هذا صحيح..البس ثلاثة أحذية عند النوم ..لأسمع أصوات الأجساد التي مرت وتركتني مثل بقعة على الشرشف حتى قبل وصولي البلاد بين أكياس البهارات في أقبية السفن الخشبية..منذ أربعين سنة ونيف ...كانت رحلة شاقة مثل عيون مثبته بالصمغ...أسفل العنق ..وكلما لبست القميص ..أصاب بالعمى يستوجب علي أن أكون عاري حتى أشاهد الطريق وهذا ما يجعلني أصاب بالزكام دائما ..

.

.

جدتي الدوسرية تبلل ذاكرتي بطلاسمها المنقوشة بكهف في وادي الدواسر ..قالت يا ولدي حتى لا يمتلكك شيء أنتبه أن تملك شيء وحنط حزنك وملحه وأبصق فيه كمادة حافظة ..ولا تجزع من الدوسريات المنقلبات على أعقابهن وتعامل معهن على أنهن راحلات لا محاله ..لهذا أنا لا يعنيني شيء ...اطلاقاً

.

.

إلى أي درجة أنتم واثقون أنني أنا من كتب كل تلك القصائد التي أعجبتكم جميعاً وليس شخصا اخر يسكنني ويحتل حواسي؟. وأنه رشدي الغدير  من كان في الزاوية المظلمة يجهش بنحيبه المكبوت ذاك الرجل الذي يشتهي كل النساء ويكرههن في نفس الوقت ...من أنا ...من أنتم ..من نحن ...من هم ...مجرد اسماء لا قيمة لها 

.

.

 النساء مجرد مساحات قابلة للتحرك والتداخل..من الحماقة إغفال هذا الأمر والتعامل مع النساء كمصير موثوق فيه ...كن ذكيا يا رجل وراقب ما يحدث حولك ...راقبه جيداً

.

.

قالت جدتي الدوسرية قدس الله روحها ...(من جعل نفسه سبوس العبت فيه الدجاج )...

و من لاعب النسوان قوموا زبيبه ومن لاعب الرجال شقوا جيبه ..و راحت رجال ترفع الدروازه وجات رجال المطنزة والعازة ...لا فض فوها ..لا فض فوها جدتي سليلة الحكمة 

.

.

رشدي الغدير

.

رجل قرر أن هذه الحياة غير مناسبة للحب ...

 




لست مخنث ولا لوطي ولا مراهق بليد ينام حبيس يده المدربة على الأستمناء كل ليلة لتتحدثي لي عن حبيبك السابق وتنتظرين مني الاصغاء بحب عن مغامراته الطفولية الغبية وعن حبه لك يا قطعة البلاهة ...سأكتفي بثلاث بصقات سريعة على فمك وسأتركك فريسة لنفسك ..في المرة القادمة سأبول عليكِ لو تحدثتي عن رجل أخر وأنا موجود

.

.

حمقاء كيف لكِ ان ترتكبي أثم التحدث عن رجل أخر وأنا موجود في تلابيب وجهك ...أي غباء فطري يقتات على عقول النساء في هذه الدنيا ...سحقاً..

.

.

كنت على وشك الإجهاز عليكِ بمكبس حديدي له عتلة افقية ارخيه الى رقبتك المكتنزة برغبات القبلات المتطايره في الهواء هكذا اكون قد احرزت تقدما في نيتك الخفية للتخلص من ضيق الصدر الذي تشعرين به كلما وضعت رأسك على الوسادة وبكيتي بصمت لفرط شعورك بالوحدة والموت رغم ان رأسك يختنق بعدد العشاق اعلم انك تخفين نحيبك المكبوت مثل بجعة تزخرف السماء خارج السرب سأضغط المكبس واقطع جسدك الى ثلاث قطع رقم ثلاثة هو رقم الحظ السعيد لك هههههههه اللعنة ها انا اضحك من جديد... أضحك فقط

.

.

لن أغفر لكِ اثم التحدث عن حبيبك السابق في حضرتي وحتى لو أرهقتني ترانيم قداس الطفل الذي يشبهني .. أبن الفقد راح يتحرك في الشريان مثل كرية دم حمراء لا تحسن حمل الاوكسجين خلسه تطاردها الكريات البيضاء وتنوي قتلها أي ضياع هذا بعد رحلة متعبة مع نساء باردات لم يكتشفن حدسي المفرط بالتكهن ولا واحدة فيهن حاولت حتى فهم صمتي وأنا نصف عاري فوق السرير .. وزواجي بعشرين نهد وحلمات مبتورة مرغت وجهي ودفنته هناك بعد أن شطر الى نصفين مثل برتقاله لها عيون اللعنة على البرتقال الذي يشبهني واللعنة على النساء كلهن

.

.

لكِ أن تتخيلي رجل مثلي ينام على شركه الأصغر بعد أن يهدي قرابينه المسفوحه كل ليلة لغير خالقه ويقع خائفا من عذاب جهنم يتحول وجهه الى استغفار ممتد ..حتى الصباح ..أنتبهي لست مبتذلا ولا شهوانيا ولا أنوي لعق لسانك ...أنا فقط رجل لا يقبل بالأدوار الثانوية مع النساء...

.

.

البطولة وحدها لي ..البطولة فقط

او اغربي عن وجهي

.

.

أصمتي و أغسلي شعركِ المنسدل مثل نوايا سوداء لم تتحقق بعد غفرها الله لكِ في لحظة إيمان باذخة في تقبل كل شيء يحدث حولك من تحرك الأشياء الصغيرة في غرفتك المظلمه الى دهلزة السرير لجسدك الممشوق بالفتنة البكر اغسلي شعرك بقطيفة العسل والثوم ولا تمشطيه الا بأناملك الملفوفة بطرقاتها على الكيبورد طرقة طرقة ..يا حمقاء لا تقعي في الفخ وتتحدثي عن رجل اخر في حضرتي ..هذا كفر بواح يا حمقاء

كفر بواح في شريعتي ...ومصيرك جهنم 

.

.

لا تفتحي باب رأسك لوحش مثلي يلوك المنسي من الاهازيج الأنثوية ويبصقها في كوب فارغ رجل قرر أن هذه الحياة غير مناسبة للحب كلما دلفت حسناء تمتطي شهوتها الى قلبه وجدت أن قلبه لا يتسع لحديثها عن حبيبها السابق الذي خانها مع ظلها تحت السرير اللعنة على النساء اللواتي يردن تحويلي الى ضفدع مهجن أنا سليل الموت والحب والعصيان أتحول الى ضفدع قد تدهسه سيارة سريعه في شارع العدامه او المباركيه او يبلعه قط تافه

.

.

رشدي الغدير

 

لا تهمني اراء الناس ولا نظرتهم لي ولا غضبهم ولا رضاهم ولا نعاسهم

في المدرسة كان الاستاذ يعذبني وأنا صامت كأن يضع القلم بين اصابعي ويضغط على يدي بقوة حتى يتهشم القلم وتنتفخ أصابعي وأنا مستمر فيالصمت كان يصفعني على قفاي بالمسطرة ويلون رقبتي بشتائمه .. اكتشفت ويا للسخرية بعد هذا العمر أن الأستاذ كان على حق أنا أستحق العقاب لصمتي المتواصل وحتى هذه اللحظة لم أجد مبرراً لحالة الصمت التي تباغتني أعتقد أنني كنت أحاول التواصل مع كائنات تولد وتحيا وتموت في صمتها .. يا بني البشر الضعفاء 


.

.

منطقيتي تكمن في صراحتي الجارحة طبعا لا تهمني اراء الناس ولا نظرتهم لي ولا غضبهم ولا رضاهم ولا نعاسهم أحب الأمور الشائكة والمعقدة أجد فيها توهجا للتحدي لا شك أنها رغبتي الأثيرية في إكتشاف المجهول نعم هذا صحيح دائما ما أقول حبب إلي النساء والشعر والخمر والغموض من دنياكم يا بني البشر الضعفاء …

.

.

 

 

نعم بالضبط هذا ما كنت احتاجه الأمر منسجم جداً مع شخصيتي لا يمكنني حصر الأسرار التي اخفيها داخل الطيات المندسة كما أنني أبحث عن النجاح رغم فشلي المتواصل ثمة سكينة تحيط بشخصيتي تدخلني في بهو الغموض وهذا ما يجعلني اواجه مشكلة في التواصل مع الأخرين ...خاصة التعساء من بني البشر الضعفاء 

.

.

نعم ..قد يظهر لكم شخص يردد ما يقوله العامة والدهماء من أن توبيخ الذات أمر مهم ومحمود ويمنحكم الثقة في النفس ..هذا هراء لا نأكل منه نحن أهل العراء والموت والكتابة .. إنتقاد الذات لا يليق بنا نحن قلامات الجوع والتمزق …إنتقاد الذات للجبناء فقط ...نحن اهل الظلام يناسبنا جلد الذات ووضعها على المحك يناسبنا سحقها وبصقها إلى الخارج ...اللعنة عليكم يا بني البشر الضعفاء..كم اشفق عليكم

.

.

وماذا بعد

 ...نعم أعترف أيضاً أنني شخص مغرورو … نعم أنا مغرور مغرور جداً وتنتابني الرغبة الجنسية لفرط الغرور ولا أعلم السبب …الغرور يتحول داخلي إلى محفز رائع في الجنس ...التواضع والتنازل لا ينسجم مع جسدي العاري وأنا على السرير أداعب ما تيسر من نعم الله .. شيء لا يحدث مع أبناء البشر الضعفاء 

.

.

رشدي الغدير

 

الهروب المستمر من الهروب ذاته...

 





وأنا مراهق عشقت جارتنا السمراء كانت حوذية جسدها فاتن وشعرها قصير ناعم وضحكاتها رقيقة مفخخة بالغاوية وكلما دلفت إلى الشارع كنت أتحول إلى رصيف لفرط الثبات ..رأيتها البارحة بعد ثلاثين سنه امرأة كسولة ذات ثديين مترهلين ومؤخرة ممتلئة وهابطة يرافقها طفلين وحقيبة حزينة على كتفها ..وزوجها الغبي ينظر بغضب وهو يشير لها أن تسرع فيما أنا كنت اتذكر طعم رحيق فمها كلما سرقت لسانها ووضعته في جيبي لأخرجه في الليل وأكمل حديثي معه 

.

.

اللعنة ...ذاكرتي مثقوبة والناس يشحذونها دون توقف .. كنت أختلس الحديث معها فوق  السطوح التي تباعد بين ضلفتي البيت بما يناسب حجم التعاسة كي تمر كلماتنا برفق وهمس .. كانت تلبس الأزرق وتبتسم مثل بحيرة غادرها الماء ..كانت تبكي بسبب قسوة والدها الذي كان يضربها بحزام بنطاله كل يوم تقريبا ..سمعت أنهم زوجوها بأول وغد تقدم لخطبتها وكأنهم يريدون التخلص منها ...

.

.

أنا حزين وأعترف أنني تخليت عنها وتركتها وحيدة تفسر لوالدها بقع القبلات الساخنة على رقبتها وبداية نهدها ..نعم أنا وغد .. لقد مارست الاختباء من الحياة والموت ونوايا المسؤولية كنت مراهقاً متهوراً ولا أحسن الحديث عن الزواج ..البارحة عندما رأيتها نظرت مباشرة في عيوني فأشحت بوجهي عنها...ما كان علي فعل هذا 

.

.

كانت تتمنى لو انتبهت وحافظت عليها بحرص أكبر كانت ترفض طريقتي في التسلل إلى نهدها الصغير وتهمس بخوف رشدي حرام فيما فمي يسبق تسجيل الملائكة للخطايا والتهم نهدها بوحشية لتتحول إلى قطعة شهوة مشتعلة ..طلبت مني أن اتزوجها ووعدتها بالزوج كي أنهي قذف حيوانتي المنوية على فخذها ثم أغادر السطح بسرعه وأنام في غرفتي ..كنت أتركها ترتجف لفرط الخوف وحدها على السطح ...وكانت تبكي

.

.

أفترقنا دون سبب واضح فجأة لم أعد أتحدث معها وهنا أدركت هي كالمعتاد أنني أيضا أترقب لحظة صمتها كذريعة للهروب ..وأنني ...سأختفي للأبد... أنا حقا ولد لا يصلح لشيء 

 

 

.

.

رشدي الغدير

القنافذ الخائنة ...تصرخ بي ....




هذا المساء فتحت الباب فوقعت في فراغ رهيب عند العتبة كانت الشقة مختلفه لم اعرف أنني شخص ميت ومهمل وكسول الا اليوم حاولت جاهدا جمع نظراتي المشددوهة المتناثرة على الأرض لكن لم انجح تنفست بعمق وحككت انفي بالمفتاح مثل قرد صغير وبخفة لم أعهدها أخذتني رجلي الى الخلف وعكست دوران المفتاح في قفل الباب بعد أن اوصدته جيدا وأبتعدت مثل أحمق وجد قنبلة دون فتيل في شقته ...ماذا عن الحوذية التي ركلت قلبها وطردتني خارج ذاتي وخذلتني و عاملتني على أنني حجر شطرنج تضعني في المكان الذي يناسبها اللعنة على النساء وعلى اثدائهن المتغطرسة لن أثق بهذه الكائنات الهلامية المزاجية مرة اخرى قالت انني أوجعت قلبها وأنها انكرت نفسها من أجلي أعتقد أنها لم تكن تحبني بالواقع أنا أكتشفت هذا مؤخرا حتى أنها لم تهتم بشيء أكثر من تبادل التحية مع صديقي ثم أنها لم تعلق على كتاباتي الأخيره بحجة أنني عديم أحساس ربما ولا أصلح للحب كما أنها تعتقد أنني احب الف فتاة ولا أجد مشكلة في هذا الأمر ربما بسبب شعورها الخفي أن الرجال كلهم قنافذ خائنه ... هل هي نائمة ربما سأقول لها شيء مهم سأعترف لها أني خنت هذا العمق الذي يسكنني وخنـت وجهـي مع أول فشل صفعني وقسمني الى شطرين متنافرين أحدهما تملأه الرغبة في الحياة والاستمرار والبقاء والآخر يسكنه اليأس ويستوطن في جيوبه الإحباط شطران يتنافسان على هواء الأنفاس المحروقة ها أنا أشعل سيجارتي واضع رأسي في مكانه الصحيح سأحاول العودة الى الوغد الذي يشبهني 





بعد أن هربت من الشقة ركبت سيارتي شعرت بالضيق وأنا ادير المحرك لمحت وجهي في المرآة وتأكدت أن عيوني ذابلة وصغيرة مثل عيون خلد الماء وأنها دون رموش تقريبا ولا تحمل أي تعابير نعم هذه هي عيوني التي أعرفها ... تنحنحت ورفعت نفسي قليلا الى الأمام وأطلقت ضرطة طويلة لكنها متقطعة دون أن اعيرها أي اهتمام شعرت بالراحة لكن بعد ثواني اختنقت بسبب رائحة ضراطي رغم أنني معتاد على أن أضرط ثم أبتسم فتحت النوافذ وانا اشتم نفسي بعدما أختنقت برائحتي كنت أتساءل بيني وبين نفسي هل رائحة ضراطي متغيره بفعل الغضب الذي يأكلني دون أ ن ينتبه إليه أحد ، أم أن الخيبة التي تعلو وجهي تجعل الضرطة متأكسدة جداً كنت أقطع الشارع الرئيسي باتجاه المستشفى في شارع الملك خالد ومع ذلك كنت سعيدا ... سعيدا بحجم فرح طفل ساذج يمتلك – لأول مرة – دراجة لا تتكلم 





ما أجمل أن يكون للإنسان مكان يستريح فيه من جبروت الشارع والأرصفة الباردة وحتى من رائحة ضراطه قلت لنفسي هذا الكلام وأنا ادخل مقهى ابو هيثم وبصعوبة وبسبب الازدحام وجدت مكان فارغ بجانب الحمام وضعت الابتوب على بطني وأنا أهمس في نفسي هل كتب علي اليوم أن أختنق بالروائح الكريهة طلبت كوب قهوة وشيشة معسل تفاحتين وأسندت رأسي وأنا أتذكر فزعي من مدخل الشقة وأختناقي برائحة ضراطي وتعثر رأسي في قميصي وعدم أكتراث الانثى التي تبخر حبها لي بسبب لا أعرفه تحديدا ربما غيرتها المفرطة ربما بسبب ضخامة جسدي الغبي وتهدل شحومي في كل الاتجاهات ربم بسبب ردودي على النساء وطريقتي الوقحة في التغزل بأثدائهن الان انا هنا في نفس المقهى وأخاف من العودة الى شقتي أعتقد أنني سأنام في سيارتي الليله هل هناك ما يهم .... لا توبخوني وألا قتلتكم ماذا كنتم تعتقدون سيحدث لي هو يوم بائس وكئيب مثل كل يوم 


 


 


الحمدالله انا هو انا مفلس ووحيد وحزين وأشعر بالنعاس وأستمتع بحك رأسي بنفس الملعقة التي احرك فيها كوب القهوة اللعنة متى ستتغير حياتي 


 


 





 


 


رشدي الغدير


 

الاثنين، 3 أكتوبر 2011

الحياة غير مضحكة ..... دائماً

 



"تحية للغالية عفاف التي تتابع ما أكتب وتتخيل شكلي ذلك لأنها كفيفة وأختها التي لا أعرف أسمها هي من تمارس القراءة لها وتمضي معها أغلب الوقت في الصفحة شكرا لرسالتك اللطيفة يا عفاف وأعدك أن لا أدنس حروفي بالحسيات كما تسمينها وجودك يشرفني ويسعدني وصدقيني ربما كتب الله عليكِ فقد البصر لكن قلبك يرفل بالبصيرة والنور والمحبة وأتمنى من الله أن يعوضك بعيون من زمرد في الجنة يا أبنتي الغالية ..وسأنقل لكم مقاطع من رسالتها ...


................................................................




سيدي تقول أختي أن وجهك مريح ويشبه وجوه الأطفال لكنك تتعمد اخفاء طفولتك بنظراتك الحادة والمخيفة ..أنا لا أعرف كيف يبدو شكل الأطفال ولا أعرف كيف هو شكل النظرات المخيفة فلقد ولدت عمياء والظلام يحتوي كل شيء في حياتي ومنذ ثلاثة أشهر كانت أختي تقول لي كل كتاباتك وكنت أشاهد الكون والعالم من خلال قلمك أحببت طفولتك وحديثك مع نفسك والندم والأمل أطلب من أختي دائما أن تعيد على مسمعي مقتطفات من مجموعتك (صباحاتي متشابهة حد السؤم ) أحبها جداً


.


.


سيدي ..أنا عمياء وعيوني هي يدي ..تمتزج يدي بالاشياء التي ألمسها كأن ألمس دولاب الملابس فتتحول يدي إلى باب الدولاب فلا أشعر بها .. ألمس الطاولة التي أتكىء عليها فتصبح يدي جزءا من الطاولة ...حتى الهواء الذي أتنفسه من فمي له لون يختلف عن لون الظلام الذي يحيط بي ألمسه بيدي فأتحول إلى هواء اخرج من ذاتي واعود إليها ... أختي تضع قنينة الماء لي على طرف طاولة قديمة في الممر بين المطبخ وصالة الجلوس أعرف المكان جيداً بمجرد لمسي للجدار ونتوء جاف يخبرني بعدد الخطوات المتبقية حتى أصل لقنينة الماء ..زوجة والدي تتعمد تغيير مكان الطاولة تقول أنها تشوه الممر يحدث هذا كلما سافر والدي وغاب عن البيت لن تصدقني لو قلت لك أنني أمضي أيام دون ماء بسبب مزاج زوجة والدي .. تعلمت ان لا اشتكي لأحد وأن أبحث حولي عن قنينة الماء بأطراف أصابعي .. جسدي النحيل مستعد دائما للأرتطام بكل شيء يصادفه أتعثر بشيء مرمي على الأرض وأسقط لكنني أقوم من جديد للبحث عن قنينة الماء لكنني أصاب بالحزن والاحباط عندما أجد القنينة ولا ماء فيها ...فأبكي لفرط الخيبة والعطش ...


.


.


عمياء أنا يا سيدي وحتى أحلامي عبارة عن اصوات فقط لا أشكال لها ..من السخرية أن لا أتمكن من مشاهدة وجهك حتى في الحلم لكنني أشاهدك كلحن يهندس شكل وجهك ويمنحك خيط من حرير أو مغناطيس لطيف يجمع أجزائك بخفة... تلك الخفة نفسها التي تغمرني كلما سمعت صوتك في اليتيوب خاصة قصيدتك (أذكر أني كنت عايش ) يحملني صوتك وأعلو بقدمي عن الأرض حتى أطير وأنا نائمة كما تطير الملائكة ..الملائكة التي أحبها وأتخيلها تنتظرني في السماء ...


.


.


أنا عمياء يا سيدي يحدث كثيرا أن يخونها احساسها بالوقت فلا تعلم إن كان الصباح او المساء ولا فرق عندها متى تنام ومتى تستيقظ فكل الأوقات مظلمة وسوداء حتى بنات عمها الوحيدات يتصرفن لاحقا كأنهن لا يعرفنها رغم انهن أمضين أكثر من خمسة عشرة سنة معها في ذلك الظلام المليء بالأصوات والأفكار والأسئلة ... ينسونها بمجرد ان يغادروا المنزل ..ينساها والدها ينساها أصدقاؤها في الحنين والخوف .. ينساها الفضاء والنعاس وجزءاً من أنوثتها ..لا حقيبة عندها ولا تعرف كيف تضع الكُحل ولا أحمر الشفاة ولا يمكنها أختيار ملابسها بنفسها ولا تعرف اسماء المحلات والإعلانات ولا يمكنها البحث عن قناتها في التلفزيون ولا عن مسلسلها الذي تتابع اصوات الممثلين فيه ....الحياة غير مضحكة داخل كل هذا السواد والعجز والخوف ...


.


.


أعلم أنني سأموت وحيدة دون زوج ولا أطفال ...من سيتزوج معاقة عمياء لا يمكنها مساعدة نفسها ...لكنني لست حزينة على مصيري هذا ... كما أنني لست سعيدة ...انا عمياء فقط وهذا ليس ذنبي 


.


.


من سيتزوج العمياء




.


.


...عفاف


............


هنا القصيدة التي تحدثت عنها عفاف وشاهدتني من خلالها 


http://www.youtube.com/watch?v=oa9c1rmUUXU


بدأت أحب هذه القصيدة


تحياتي 


رشدي الغدير