هذا المساء فتحت الباب فوقعت في فراغ رهيب عند العتبة كانت الشقة مختلفه لم اعرف أنني شخص ميت ومهمل وكسول الا اليوم حاولت جاهدا جمع نظراتي المشددوهة المتناثرة على الأرض لكن لم انجح تنفست بعمق وحككت انفي بالمفتاح مثل قرد صغير وبخفة لم أعهدها أخذتني رجلي الى الخلف وعكست دوران المفتاح في قفل الباب بعد أن اوصدته جيدا وأبتعدت مثل أحمق وجد قنبلة دون فتيل في شقته ...ماذا عن الحوذية التي ركلت قلبها وطردتني خارج ذاتي وخذلتني و عاملتني على أنني حجر شطرنج تضعني في المكان الذي يناسبها اللعنة على النساء وعلى اثدائهن المتغطرسة لن أثق بهذه الكائنات الهلامية المزاجية مرة اخرى قالت انني أوجعت قلبها وأنها انكرت نفسها من أجلي أعتقد أنها لم تكن تحبني بالواقع أنا أكتشفت هذا مؤخرا حتى أنها لم تهتم بشيء أكثر من تبادل التحية مع صديقي ثم أنها لم تعلق على كتاباتي الأخيره بحجة أنني عديم أحساس ربما ولا أصلح للحب كما أنها تعتقد أنني احب الف فتاة ولا أجد مشكلة في هذا الأمر ربما بسبب شعورها الخفي أن الرجال كلهم قنافذ خائنه ... هل هي نائمة ربما سأقول لها شيء مهم سأعترف لها أني خنت هذا العمق الذي يسكنني وخنـت وجهـي مع أول فشل صفعني وقسمني الى شطرين متنافرين أحدهما تملأه الرغبة في الحياة والاستمرار والبقاء والآخر يسكنه اليأس ويستوطن في جيوبه الإحباط شطران يتنافسان على هواء الأنفاس المحروقة ها أنا أشعل سيجارتي واضع رأسي في مكانه الصحيح سأحاول العودة الى الوغد الذي يشبهني . . . بعد أن هربت من الشقة ركبت سيارتي شعرت بالضيق وأنا ادير المحرك لمحت وجهي في المرآة وتأكدت أن عيوني ذابلة وصغيرة مثل عيون خلد الماء وأنها دون رموش تقريبا ولا تحمل أي تعابير نعم هذه هي عيوني التي أعرفها ... تنحنحت ورفعت نفسي قليلا الى الأمام وأطلقت ضرطة طويلة لكنها متقطعة دون أن اعيرها أي اهتمام شعرت بالراحة لكن بعد ثواني اختنقت بسبب رائحة ضراطي رغم أنني معتاد على أن أضرط ثم أبتسم فتحت النوافذ وانا اشتم نفسي بعدما أختنقت برائحتي كنت أتساءل بيني وبين نفسي هل رائحة ضراطي متغيره بفعل الغضب الذي يأكلني دون أ ن ينتبه إليه أحد ، أم أن الخيبة التي تعلو وجهي تجعل الضرطة متأكسدة جداً كنت أقطع الشارع الرئيسي باتجاه المستشفى في شارع الملك خالد ومع ذلك كنت سعيدا ... سعيدا بحجم فرح طفل ساذج يمتلك – لأول مرة – دراجة لا تتكلم . . . ما أجمل أن يكون للإنسان مكان يستريح فيه من جبروت الشارع والأرصفة الباردة وحتى من رائحة ضراطه قلت لنفسي هذا الكلام وأنا ادخل مقهى ابو هيثم وبصعوبة وبسبب الازدحام وجدت مكان فارغ بجانب الحمام وضعت الابتوب على بطني وأنا أهمس في نفسي هل كتب علي اليوم أن أختنق بالروائح الكريهة طلبت كوب قهوة وشيشة معسل تفاحتين وأسندت رأسي وأنا أتذكر فزعي من مدخل الشقة وأختناقي برائحة ضراطي وتعثر رأسي في قميصي وعدم أكتراث الانثى التي تبخر حبها لي بسبب لا أعرفه تحديدا ربما غيرتها المفرطة ربما بسبب ضخامة جسدي الغبي وتهدل شحومي في كل الاتجاهات ربم بسبب ردودي على النساء وطريقتي الوقحة في التغزل بأثدائهن الان انا هنا في نفس المقهى وأخاف من العودة الى شقتي أعتقد أنني سأنام في سيارتي الليله هل هناك ما يهم .... لا توبخوني وألا قتلتكم ماذا كنتم تعتقدون سيحدث لي هو يوم بائس وكئيب مثل كل يوم الحمدالله انا هو انا مفلس ووحيد وحزين وأشعر بالنعاس وأستمتع بحك رأسي بنفس الملعقة التي احرك فيها كوب القهوة اللعنة متى ستتغير حياتي . . . رشدي الغدير
Translate
السبت، 29 أكتوبر 2011
القنافذ الخائنة ...تصرخ بي ....
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
رائع في شل القارئ عن الحركة حتى النهاية ...ومبدع في فك اسره بعدها ..ولكن دون ظراط رحمك الله
ردحذف