Translate

الأحد، 19 مايو 2013

انتم مملون جداً و وجوهكم تثير الغثيان في نفسي

702780_4664282418166_692318182_n



للمرة الخامسة أفتح قائمة الأسماء في هاتفي أضغط (أتصال) على رقم والدتي رحمها الله ...و أجده مغلق ... ماذا كنت أنتظر بالضبط ؟؟ .. كنت أريد أتحدث مع والدتي الميتة ... اسألها عن صحتها وأخبرها عن وجوه تنهب روحي وتذكرني أنني أعيش حياة ليست حياتي وعن خيانة أقرب صديق لي وكيف أنه جعلني أكتشف أنني غير ملائم لغير بلاهة الحيتان الدائخة على شواطئ بحر دارين ... وها أنا بآباط محلوقة إلى آخرها وعانة مجلوخة بالموس أستعد للحياة و بداخلي مستعمرة صغيرة من الندم و البكاء .. أنا لست شاعراً يا أمي .. أنا مجرد حيواناً برياً قدرته على الضراط أقوى من قدرته على التعبير و التأمل ..........اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
أه يا أمي .. لقد وجدت نفسي محاطا بجماعة من الشعراء وكلهم مفلسون عن بكرة أبيهم تفوح من ثيابهم رائحة السجائر و الجنس و الحاجة .. تغرقهم الديون وتحبس دمائهم في كؤوس خمر رخيصة .. غادرتهم قبل قليل بعد أن مسحنا الغبار عن ذكرياتنا في النوادي اللأدبية وكيف أننا كنا نتظاهر بالبلاهة أمام رئيس النادي ونائبه وأعضاء مجلس الإدارة رغم ان أسخف شاعر فينا يكتب أفضل منهم جميعا ...

- أين ستذهب يا رجل ؟-
- ذاهب إلى حتفي .. -
- أجلس معنا قليلاً ... -
- انتم مملون جداً و وجوهكم تثير الغثيان في نفسي ..
- هههههههههه سحقاً لك أنت اقبحنا جميعاً ...

وها انا يا أمي أضع أعضائي المنهكة على هذا السرير الخالي من رائحة أنثى واحدة تشهر ثديها في وجهي قبل النوم ... أحب أصدقائي الشعراء الصعاليك وأتمنى لو أننا ولدنا في زمن مختلف ... ..يوما ما سنبعث من جديد يا أصدقائي الشعراء الصعاليك ... وسنهدي بعضنا جواري حسان مبرقعات بأطراف منحوتة عن أخرها ليرفعن ثيابهن حتى يجاوزن نحورهن فإذ هن مزبرجات بفضة شيبت بماء الذهب لهن صدور من الورد عليها قباب من عاج وخصور مطوية طي السجل وسرات مستديرة تحتها جنات من الزمرد الأزرق وأفخاذهن ممشوقة بالزعفران وسيقانهن ممتلئة بماء النارنج تهز خلاخل الذهب فنسمع صراخ رغباتهن باسمائنا يقلن : هيت لكم ايها الشعراء هيت لكم ... ...سحقاً لكم .... يجدر بي أن أنام الآن ...
.
سأكتب قصيدتي الأخيرة وبعدها سأعتزل الشعر والكتابة ..قد أتعلم كرة الماء أو قص اشجار الشوارع يوم الخميس ... سأتعلم الشك والتطريز .. سأعمل كمذيع .. سأعمل كبائع عطور متجول .. المهم أن لا أعود إلى مثل هذا الأمر ...
.
.
اشتقت لكِ يا أمي
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق