Translate

الأربعاء، 22 مايو 2013

....عليك أن تموت...





04-copy.jpg



انا : هل السؤال عن اسمي


المحقق : ما اسمك ..


المحقق : نعم ماهو اسمك


انا : هذا ما يوقعني في دهشة دائمة كلما ذكر اسمي وتبعه لقب القبيلة ان تكون بدويا واسمك رشدي هو ان تلبس قناع مضحكا يثير سخرية الطلاب في المدرسة ويثير غريزتك الاثيرية في البقاء وحيدا منطويا متمنيا ان يتحول اسمك الى ضفدع تدهسه سيارة او يبلعه قط .... لاسمي ذكريات تندر واستغراب لازلت اعيشها حتى الان خاصة مع البدو من ابناء العمومة والدواسر اذا اسمي هو اللبنة الاولى المختلفة عن البقية عن اقراني اكاد اجزم ان لا دوسري في هذا الكون يحمل اسم رشدي غيري ..اليست هذه فرادة تشبه فرادة السديم في اخر اصقاع المجرة ....
إن قلبت اسمي يصبح ي د ش ر ... وانا امد يدي لاصافح يدي الاخرى في محاولة لإظهار نوايا يد خير وخبايا يد شر ..
في النهاية هو اسمي اطعمه ما يشتهي من التبجيل كلما صرخ في وجهي اين رشدك ..... أين رشدي وأنا أضع نفسي في مثل هذا الجنون والتخبط مع محقق لا اعرف اسمه ولا ماذا يريد مني بالضبط


المحقق : كم عمرك ...


انا : لا اعرف بالضبط ...


المحقق : كم يفترض ان يكون عمرك في هذه اللحظة ..


انا : في الواقع يا سعادة المحقق أنا أجهل عمري بالتحديد لطالما شعرت أنني كائنا زماني ولست كائنا مكاني أتنقل بين سني عمري اثير الغبار خلفي ولا انتبه كثيرا الى خصل الشيب المتناثرة في تموج يشبه بقاء الحقيقة ظاهرة فوق السواد لن احاول اخفائها لكن احاول بشكل جدي التعايش مع شخصية العمر التي تطلب مني دائما ان اكون الحكيم المنتبه بعمر الستين و أن اتماهى مع شخصية الوغد الذي يركل الأشياء بجموح المتاريس ليهرب عنها بعمر العشرين و أن اتموسق مع احبابي الصغار واضع نفسي معهم في صندوق الالعاب واحاول ان اهتف بفرحة الافتتاح وبعمر الخمس سنوات .... بعد هذا كله .... اجهل عمري الحقيقي لكن حسب السجلات الرسمية انا في الخمسين ربما ...


المحقق : الحالة الاجتماعية ، و عدد الأبناء إن وجدوا ؟


انا : حالتي الاجتماعية مرتبكة كلما اعرفه أنني أعيش وحيدا بعد أن اكتشفت زوجتي انني لستُ الشخص الذي وافقت على الزواج منه ....
وجدتها تجمع دموعها المتناثرة لفرط الخيبة وترحل دون ان تتحدث معي .. هذا ما أكد لي أنني فعلا شخص وغد لا احد يحتمله ولا يحتمل شخيره وقبح لسانه ...


المحقق : وهل عندك اطفال ..


انا : نعم روزان شريفة ابراهيم ..


المحقق : هل نقلت امراضك النفسية وهلاوسك الى اطفالك ...


انا : لا اعلم بالضبط ..لكن حتماً سيرثون بعض الجينات المجنونة بشكل ما خاصة عندما تتسلل جيناتك الى مخلوقات لطيفة لا تشبهك ستقع في لحظة الانتباه إلى لذة أن تنتقل لهم ذكرياتك وروحك وتفاصيل خوفك وهلعك ورؤيتك للموت يلتصق دائما خلف عنقك .....


المحقق : ماذا عن روزان ولماذا اسمها اجنبي ..


انا : لروزان روح مشحونة بالتساؤلات والكشف كلما لمحت سطوع نجم في السماء تطلق هدير من الانتباه تحتفي بي دائما عندما تضع الوسادة فوق راسي مازحة فيما هي تفعل ما كنت افعله وحدي في دس راسي تحت الوسادة حتى لا تخرج الافكار التي اجهلها واخاف منها فأبكي في صغري من مخالب الوحش في ظلمة الغرفة وتشرب الوسادة دموعي المرتعبة فيما اشرب انا نحيب الوسادة المكبوت ....
وصمتها المشحون ...
روزان ....
كان يفترض ان يكون اسمها حصة عندما ولدت كنت انجز كتابي الأول قطعة من لحم قدسية صغيرة تبتسم سمعتُ صوتا داخلي صوت لا أعرفه لكنه واضح وقوي قال لي .... هذه روزان .... امنحها روحك ولا تغضبها بعد كل هذه السنوات اكتشفت ان الصوت كان صوت الأرواح التي رافقتني في الطفولة وتشكلت امامي وتلبستني وانا بدوري منحتها متسع من الجسد والحب روزان ..... تتقن فن التحدث كطفلة حكيمة فيما تقلدني في وضع اكثر الكتب غموضا فوق طاولة الطعام ونهم القرائة ينتابها وجدت في يدها ما اشعل فيني توق الحدس المفرط بالتكهن .....ستكون شاعرة لا محالة .... كان كتاب امل دنقل وقصيدته لا تصالح هو التحدي بيننا فحفظت الصفحة الاولى فيما حفظت انا لون عيونها لحظة النص... تبكي كثيرا .....و تعشق الشكولاته والايسكريم والكتب .... وسبيس تون بطبع .... وتعشق ايضا أن اتحدث امامها لتبرز لي براعتها في التقاط اكثر المفردات صعوبة وحفظها وسؤالي عن معناها فيما بعد ... مثلا اكرر امامها مفردات سيملوجيا ايدلوجيا تفككية بنيوية طيبوغرافيا ... الخ وهي تكرر من وراءي وتتعثر في لكنة طفولية افتقدها الان ....خاصة بعد رحيلها من حياتي ......


المحقق : ماذا عن شريفة هل تفكر بالانتحار مثلك ..


انا: لا اعلم لكن سيكون علي ان اكتشف عندما تصفعها الحياة فيما بعد وهل ستحتمل الوقوف أم ستفضل الرحيل بصمت مثلي ...


المحقق : هل شريفة تشبهك ...


انا : شريفة أكثر شفافية في دموعها من روزان.. شريفة تشبه الطفل في داخلي ..اجدها ممسكة بقلبي دائما ليدها الصغيرة براح الحقول ولون المواسم تدفع الحلم بخليط من البكاء كلما لمحت لعبتهاالصغيرة نائمة فوق الدولاب تخاف عليها من الوحش ومن البرد ومن السقوط ...فأحملها برشاقة النوارس ... ( فيما بعد ستحملني هي باسراب الرحيل ) فتمد يدها في حنان الأم القابع داخل هذه الطفلة تاخذ لعبتها الصغيرة وتبتسم انا ايضا كنت لعبة في يوم من الايام أنام فوق الدولاب لكن لم أجد من يبكي لنومي وحيدا فوق الدولاب ولم تمتد يد لتنزلني الى طفلي او طفلتي .......


شريفة .... لبريق عيناها ذكاء كفيل في انقاذي من دفع تكاليف الدروس الخصوصية تتقن البحث في قوقل عني كلما وضعت اسمي في الباحث تخرج صفحتها المفضلة (قبر رشدي الغدير) تجهل ما هو القبر .. لكنها تشعر بتوقير المكان عندي فتخلع نعليها وتعلم انها في حضرتي .....
تشير الي بوجوب استعمال الفراشة ومعجون الاسنان تعشق اللون الوردي والأخضر ....
حتى انا في طفولتي عشقت اللون الوردي الذي لم اره ابدا ....


المحقق : ماذا عن ابراهيم هل سيمر بنفس تجاربك ...


انا : لا اعلم لكن اجده اكثر مسالمة مني في صغري ثم اشياء يفعلها دون قصد كنت أتعمد انا فعلها في صغري ..


المحقق : هل تعتقد انه سيزور نفس هذا المكتب ليتم التحقيق معه في المستقبل ..


انا : لا أريد له هذا .. سأخفي عنه وجهي الاخر وسأعمل على أن يتعلق قلبه بكرة القدم وبالرحلات البرية وسأحرص على ،ن يعيش ويموت مثل أي شخص عادي ...


المحقق : أشعر انك اكثر عقلانية مع ذاتك الان .... هل يشبهك ابنك هذا ...


انا .... نعم يشبهني ... يشبهني أكثر مما ينبغي .... وهذا يخيفني ...


ابراهيم ......النموذج الاخر للشيطنة الملائكية (سيدخل الحب بقوة ) وسيتزوج حنطية رائحتها فاكهة وطعمها ربيعي ... إن لم يقع في الحب .... سأقتله..


ابراهيم .. ينطق اسمي باحتراف المحب بابا رسدي هكذا يسقط النقاط الثلاثة للشين يجردها من تاجها يعري حقيقة الحرف وينهر النهر في داخلي يستكشف الطريق بنفسه يركض صوب السيارات فأركض خلفه اتحول الى نمر الشارع الى مفترس الاطفال الى وحش الرصيف التقطه بمخالبي مثل فريستي الاخيرة فيما يتوقف الشارع والمارة يكسوهم الذهول من هول السرعة وشكل الجسد لحظة الجري وخوفهم من رد فعلي وانا اللهث بشهيقي وزفيري فيما يتجمد هو من الخوف ويبكي من رعب ركضي نحوه التقطه ارفعه الى اعلى مكان تصله يداي في كبد سماء الناس واسقطه في قلبي موبخا نفسي لإخافته بركضي وباهتزاز جسدي الضخم .. فأقول له بموسم القول بابا سيارات أنتبه....
فيما يثمر بكائه لعبة جديدة يحطمها كلما شعر بالملل منها ...حتى أنا كنت احطم العابي ليس لشعوري بالملل بل لانتقم من نفسي فأعلم أن لا احد يؤدبني غيري احطم العابي وابكي عليها ....ما زلت امارس هذه الهواية في فقد الاشياء الجميلة .......والبكاء عليها .....
ابراهيم .........ثم الم يكتنز في ضحكته يشبهني .. يحتجز المه مثل ذئب صغير ...


المحقق : . اممممممم اتعلم سأطلق سراحك فقط من أجل اطفالك ...


انا : لكنهم غير موجودين ...


المحقق : عليك بزيارتهم اذهب اليهم ....


انا : اذن علي أن أموت ....


المحقق : نعم عليك أن تموت ...
.
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق