Translate

الأحد، 19 مايو 2013

كان الأمر مخيفاً في البداية ثم لازمني في حياتي الدنيا كحلم متكرر

34561_1417266125785_1656570184_1009134_402327_n


لفرط التعاسة التي أشعر بها الآن لن تجدوا فرقا كبير بين وجهي ومؤخرتي ..أيها النبلاء سأذهب إلى النادي الأدبي في الدمام قبل أن أرتكب أي حماقة رعناء في هذه المكان ثم أندم عليها فيما بعد ... حسناً يمكنكم النوم مثل السحالي في شقوق الصخر فهذا لا يزعجني اطلاقا ...ثكلتكم أمهاتكم ما أسعد حياتكم البلهاء البسيطة الخالية من الكحول .....لكن ماذا سأفعل هناك في النادي الأدبي وأنا شخص غير مرحب به ... سأذهب على كل حال ... المهم أن أخرج من هذه الغرفة المملة .....
.
.
بالكتابة وحدها أحافظ على حجم إيماني بنفسي وكراهيتي لها بكل ما تحويه من تناقضات ومفارقات وغموض .. بالكتابة وحدها يتكاثر يقيني بأني لن أستسلم للهزيمة القصوى التي تقف في وجهي دائماً .. الكتابة تمنحني هدوءا غامضا وابتسامة تكفي للخروج من اسئلة الناس ونظراتهم و رغبتهم في دس أنوفهم داخل حياتي الخاصة ... الكتابة هي مصدر القدرة الخفية التي أملكها لفهم رسالة العالم قبل سقوطه ونهابته وفنائه ... الكتابة تجعل كل شيء جميلاً من حولي ... حسناً ..ضعوا لايك حتى أشعر أنكم تفهمون ما أقصد
.
.
التجويف الداخلي لعنق الصبي الذي قطع السياف رأسه في ساحة السوق وثوران الدم من شرايينه وتهتك أسلاكه وتدحرج رأسه وتطاير الشرارات التائهة من دماغه .. وكيف أنه رمقني بنظرة سريعة و مص شفتيه وعظ عليهما قبل أن ينفصل رأسه عن جسده أمامي تماماً .. لقد تم تربيتي على عدم الارتعاب من فكرة الموت إنهم يجعلون احتمال فنائي بين لحظة وأخرى أمراً مقبولاً .....أفكر بالسياف .. كيف يمكن له أن يمسح بيده على رؤوس أطفاله ويضمهم إلى صدره في البيت .. كيف له أن يبتسم في وجوه الناس ويحقق اجر الصدقة في وجوههم ... كيف له أن لا يتذكر كل الرؤوس التي جزها بسيفه بضربة واحدة ...ضربة واحدة ...
.
.
كان عمري احدى عشر سنة عندما شاهدت أول قصاص بالسيف في حياتي .. كان الأمر مخيفاً في البداية ثم لازمني في حياتي الدنيا كحلم متكرر .. سقط أمامي الصبي كشعرة ميتة على حافة مرحاض ... ثم بدأت في الكتابة محاولا التخلص من التصاق وجه الصبي الميت في راسي ..
.
.
رشدي الغدير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق