Translate

الاثنين، 30 ديسمبر 2013

الموت يبتسم لي بخبث ...

39445_170931486278417_100000847018366_336139_8183836_n


أقود سيارتي مع كامل مشاعر الخيبة والحزن عندما قررت (وبدون سبب واضح ) أن أمنح السيار القادمة من خلفي فرصة للعبور بدل من سيارتي في ردهة الجسر بين مدينة الخبر و الدمام .. لم يكن يوما مهماً ولا أتذكر السبب الذي جعلني أمر من هذا الشارع بالتحديد ... وعلى بعد ما يقرب من خمس خطوات فقط خرجت شاحنة من المجهول لتدهس السيارة التي أمامي وتسحقها بالكامل .. نظرت إليها وبالطبع فكرت في أنني كان من الممكن أن أموت الآن .. ماذا لو مت فعلا ؟ .. كانت هناك أحداث كثيرة ستتغير ..
.
.
الجزء الوحيد الباقي من جسد السائق هو يده فقط ...تم سحق باقي جسده تحت عجلات الشاحنة
.
.
الدماء قليلة
.
.
سائق الشاحنة يدخن بشراهة
.
.
أخذت منه سيجارة
.
.
مضيت في طريقي
.
.
لم أمت اليوم ...
.
.
ربما غداً .. أموت ...
.
.
ثمة طريق طويل ينتظرني لدي أعمال كان علي البدء في إنجازها منذ زمن ..وأشياء أرغب حقاً في عملها من قبيل انهاء كتابي وطبعه ونشره في البحرين على أقل تقدير لكنني بدل العمل رحت أمنح نفسي إجازة أمتنع فيها عن الانجرار خلف كل ما ينفعني ..ابتعدت عن القراءة والكتابة و وضع مزيل رائحة العرق في إبطي ولبس الجوارب النظيفة وعدت لممارسة الهذيان القبيح ..كان علي أن أتوقف منذ اللحظة التي سبقت دهس السيارة التي كانت أمامي ..أفكر بالفقراء و الطيبون الذين يموتون بمحض إرادتهم و أفواههم مبتسمة لأنهم شهداء ..أشاهدهم على اليتويب وأتخيل الموت يبتسم لي بخبث ...
.
.
رشدي الغدير

فشيخ مرخ العنبجة

21246_4915420329974_1883773157_n



قضيت البارحة في قرية فشيخ مرخ العنبجة ..سكانها لا يعرفوني ولا يكترثون بي .. حاولت الذهاب معهم في نسيان أوسع .. ولقد كان نسيانا في منتهى القسوة .. اقد أكتشفت أن الوطن نكتة سخيفة لا يضحك عليها أحد في هذه القرية .. يسالني فحاط وهو شاب مراهق لم يتجاوز العشرين بعد عن أسم ناقتي ..قلت له يا فحاط نحن في الدمام لا نقتني النوق ولا نركب الجمال ..قال : يال حياتكم البائسة .. يال حياتكم البائسة ..

.

.

سألني فحاط : ماذا تفعل في الدمام إن لم يكن لديك ناقة تحبها.. قلت له : يا فحاط أنا في الدمام كائن هلامي.. كائن لا يستجيب لضرورة أنه كائن هلامي يشتغل للعبور بأقل قدر من الحياة إلى جهة الموت ... لقد تركت في الدمام كل رغباتي الملغومة بالامحاء و فتات خدوشي الصغيرة التي لا تُرى .. حتى أنت يا فحاط لا تعرف عني شيئاً غير أنني غريب مسافر عابر في قريتكم .. قال فحاط : ماذا سيقول عنك أهل الدمام إن لم ترجع لهم ... قلت له : يا فحاط سيقول الجميع إنني هربت كالجبان ... ما همّي يا فحاط وأنا أنظر ورائي ولا أجد ما يستحق العودة ...


.

.

قبل خروجي من القرية أجتمعت بصبيان القرية وقلت لهم : صباح الخير ايها  التلاميذ النجباء سيكون درسكم اليوم حول المراة وكيف يجعلها الرجل خادمة تطيعه وتمتثل لاوامره و كالخاتم في اصبعه... عليه فقط أن يخونها باستمرار ..المراة تحب الرجل الخائن وتحترمه لان السيطرة على قلبه مهمة مستحيلة نعم فكلما كررت خيانة امرأة تحبك أكثر ... وتذكروا أيها التلاميذ أن الرجل الوفي تعامله حبيبته معاملة الكلب الوفي و اذا وثقت المراة في قلب الرجل ذهبت إلى غيره لتتسلي وملاحظة مهمة قبل أن أذهب من هنا أيها التلاميذ الشطار تذكروا اذا تمكن حب امرأة من قلوبكم اجهِزوا عليه بالصمت الذكي و الغضب الجائر هكذا فقط تستمر قلوب النساء نابضة بالحب إلى ما لا نهاية وفقكم الله في حياتكم العاطفية ايها التلاميذ النجباء ... تحياتي لقلوبكم الخائنة النبيله....

.


.


رشدي الغدير

الثلاثاء، 24 ديسمبر 2013

كل ما في الأمر أنني ...

 

 

 

89

 

كل ما في الأمر أنني مشغول في تنظيف رأسي من الأوغاد ..فوجئت أثناء سرد أسمائهم القبيحة أنهم يشبهونني جداً حتى في طريقة مشيهم أثناء النوم ..والغريب أنني وجدت داخل رأسي ريش حمام قديم ومغبر، ودهشت كيف جاءت حمامة إلى رأسي دون علمي.. ووجدت رسائل حب كتبتها في زمان ما... ووجدت خوفي الوقح الذي داهمني في اللحظات الحاسمة من حياتي السابقة و عثرت على مشاعر القلق متكومة في زاوية رأسي لكنها مقطعة ومهمشة جدا...و وجدت حذاء قديماً جداً وحين قسته على قدمي اكتشفت أنه ليس حذائي ؟ .. ورحت اسأل نفسي عن سبب وجود هذا الحذاء في رأسي .. إنها مأساة أن أكتشف بعد مضي معظم العمر أن الأشياء التي في رأسي لا تنتمي لي بتاتاً وأن أجمل عاداتي هي أنني كنت أستخدم ورق القصائد : لنكش الأنف من الداخل واخراج القرف الملتصق الذي يضايقني أثناء الكتابة ...
.
.
كل ما في الأمر أنني كنت خلال السنوات الكثيرة التي عبرت لم أتوقف لتنظيف رأسي بشكل جدي ..لهذا رحت أستعد لفصل الأهمال القادم وأجبرت نفسي على النسيان ذائع الصيت ..النسيان الذي ينقذني من الألم و الندم والجوع ..وبعد أن تعبت من إصلاح ذات البين في رأسي تمددت على سريري الفاخر الذي وجدته داخل رأسي .. ويبدو أنني أطلت في التمدد لدرجة أنني عندما صحوت لم أجرؤ على البحث في رأسي عن نفسي وكأنني أصبحت غريبا عني، بالأحرى لم أعرفني لهذا فأنا لم أجدني ..كل ما في الأمر أنني مشغول ..في البحث عن نفسي ...
.
.
كل ما في الأمر أنني كنت أنظف رأسي من الأوساخ الكثيرة و وجدت : أصدقاء سفلة ...عاهرات جميلات ... عاهرات مثقفات ... عاهرات فقط ...علب سردين أكلت نصفها ... أجنحة دجاج مقلية ... سيارة بورش حمراء ... صرصور يزحف مبتسما على جدار رأسي .. نباح كلاب ... أعداء يجوبون رأسي دون هوادة ... قصائد غبية ... سامحيني يا أمي ...فتاة القمح تبتسم ... إبريق الشاي ... أغنية قديمة ... ارغفة خبز لم أكمل أكلها .. سحقا لك .. رشدي أنت ولد لا تصلح لشيء ... لا تضربني يا أبي ...دراجة نارية ... خزعبلات ... باب مسجد ... مخالفات مرورية ... داهمني إحساس غريب وأنا منخرط في أعمال التنظيف داخل رأسي : لماذا أصبحت لا أهتم بمن أحبهم و بمن أكرههم و لماذا أتخيل نفسي ميتاً ..رغم أنني ميت تماما حتى أنني مازلت مبتسما رغم موتي الواضح ....
.
.
كل ما في الأمر أنني ميت أحاول التشبث بذكرياتي القليلة ...فقط ...
.
.
رشدي الغدير

الجمعة، 20 ديسمبر 2013

مصباح الشارع المكسور




IMG_20130816_165227



كلما فتحت نافذة غرفتي وجدت مصباح الشارع المكسور ينظر مباشرة إلى كتفي ..أفكر جدياً في أن أهبه عيني ليضيء ...عندما رأيت الضباب لأول مرة في مدينة الدمام ظننت بأن الساعة قد حانت ..رفعت يدي إلى السماء و قلت :أيها الرب ..ماذا سيحدث لمصباح الشارع المكسور ؟ .. وها أنا أكتب هذا الهراء وأنظر إلى المصباح وأبتسم ...
.
.
في عيون القراء أبدو يائسا تماما من كل شيء ..رغم أنني أكتب لهم دون أن ألتفت لاحتباس البول الذي يفاجئني ويدمر حواسي الأخرى .. أكمل الكتابة بحرص وروية وبمثانة محتقنة أعبر بين نقطتين .. ورغم هذه التضحية التي قد تسبب لي تسمما في الدم او عطبا في الكلية ما زال القراء يظنونني عابثا فقط .. يحدث لي هذا عندما أفرغ صندوق الرسائل الخاصة في الفيس بوك وأجد أن أغلب رسائل القراء فيها تهجم شخصي .. القراء يشبهون الفئران التي نهشت صدور الدجاجا قبل أن تنتف ريشها في الهواء .. لا بأس .. لا بأس .. سأدعهم يثرثرون ريثما أعبئ الزمن في زجاجات البيبسي الفارغة غير عابئٍ بانفعالات القراء الغبية ... وسأهب عيوني لمصابيح الشوارع المكسورة وذراعي لأعمدة الإنارة العرجاء ...
.
.
في الكتابة وحدها أفتح حواسي كثقوب ..أتسلق جدران الممكن و المستحيل على رؤوس مجانين لهم شكل النحلة .. النحلة التي وجدت بقايا أمعاءها في العسل .. العسل الذي لم أتذوقه في حياتي .. حياتي التي تترنح كالهواء بين أصابعي ... أصابعي التي تشير إلى ضدي ... ضدي المتنافر معي والذي يتحدث معكم دون هوادة ... لم أكن أعرف أنني أنا هو مصباح الشارع المكسور حتى وجدت ورقة في جيبي كتب عليها : أيها المصباح المكسور لا تترك شارعك وتتجول في شوارع الأخرين ... فما كان مني غير اخراج علبة سجائر من رأسي وشرعت أدخن حتى تجمد دمي وتيبست عروقي و وقفت أنظر مباشرة إلى كتفي من نافذة غرفتي وأقول : كلما فتحت نافذة غرفتي وجدت مصباح الشارع المكسور ينظر مباشرة إلى كتفي ..أفكر جدياً في أن أهبه عيني ليضيء ...
.
.
رشدي الغدير

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

لا تبتسم أرجوك يا أبي ...

IMG_20130914_115002

الفتاة الصغيرة التي صفعتها على فمها قبل سنوات عندما وقعت عليها متلبسة بدمغ شفاهها بقلم حُمرة لأمها قفزت بسرعة وأصبحت في العشرين .. كان عليّ أن أكون هناك لأمنعها من التحول إلى امرأة فاتنة مكللة بالورد ..كان عليها البقاء متمسكة في طفولتها وأن لا تكبر أبدا .. وها أنا اليوم أصاب بالضجر و الوحدة مثل كرسي قديم في بيت امرأة مسافرة أنصت لدوران المفتاح في قفل الباب متلهفا لمؤخرة تمنحني معنى لحياتي المتخشبة ... ينتابني شعور الخيبة وأنا أستمع إلى مقطوعات موسيقة قديمة مشوشة على« اليو تيوب» ... تعالي هنا يا أبنتي سأحدثك عن رجل وحيد كلما شعر بالضجر راح يمسح الغبار عن الظهيرة فيما التراب يسقط من يده مباشرة إلى فمه الشاسع ...
.
.
- لا تبتسم أرجوك يا أبي ...
- لماذا يا أبنتي ؟
- أنت نادرا ما تبتسم وكلما أبتسمت أكتشف أنك لست أبي الذي أعرفه ...
- لم أفهم يا أبنتي ...
- أنت متجهم دائماً لسبب مجهول .. في الواقع أنا اعتدت على رؤيتك غاضبا طوال الوقت لذا لا أريدك أن تبتسم حتى لا أفقد الخيط الخفي الذي يربط وجهك مع الأشياء في مخيلتي ...
- حسناً يا أبنتي .. أعدك أن لا أبتسم ...
.
.
سألتني أبنتي عن الجرح في كتفي .. لم يك مجرد جرح عادي حفره بغدر طائش الطرف المدبب لحقيبة الصبي المدرسية التي كان يحملها معلقة على ظهره كل صباح منذ أربعين سنة تائهة .. أقنعت أبنتي ان الجرح في كتفي هو ختم النبوءة وأنني نبي مؤجل ما زال ينتظر رسالته من السماء .. الرسالة التي لم تعد صالحة لهذا الزمن .. الجيد في الأمر أن أبنتي تصدق كل تفاهاتي وتأخذها على محمل الجد … لفرط الثقة ربما … او لعلها تهزء بي في داخلها وتعتبرني مجرد أحمق ..
.
تعلم أبنتي جيداً أنني لا أحتاج إلى معجزة من الله لأكون متواجدا دائما في حياتها الدنيا و حتى لا يبدأ وجهي في التلاشي فجأة من ذاكرتها .. قد لا أكون جديرا بمعجزة من الله لتبقيني على نفس الشكل خاصة في وجود كل الشيعة و السنة التعساء والفقراء والمحتاجين في العالم … سأموت يوما ما وستصبح أبنتي يتيمة .. ليس عليها أن تحزن أو تتعايش مع موتي هي فقط تحتاج أن تشاهد التلفزيون كثيراً .. وستنساني بسهولة ..
.
أنتم لا تعرفون شعور الأب الذي تعتقد أبنته أنه يمتلك تفسيرا لكل شيء … فيما هو يجهل نفسه ويخاف من ذكرياته الدموية ويبكي قبل النوم كل ليلة على الأشخاص الذين قتلهم ….. يقول لنفسه : أيها الوغد عليك ألا تتورط مطلقا بالفخ الذي يكشف عن طبيعة عملك كقاتل مأجور أمام أبنتك … لا تتحدث كثيرا وأحذف أجزاء من شخصيتك أمامها ..و ابتسم مثل كل الأباء البلهاء في العالم … اللعنة …هذا فيه مضيعة للوقت 
.
.
رشدي الغدير

الاثنين، 16 ديسمبر 2013

لم يعد لدي أحد اتحدث معه

 

 

7972aa8a65e911e381ee0e1a2586fc7b_8

 

أقف أمام باب شقتي متوتراً .. شيء ما يمنعني من دفع الباب واجتياز المسافة التافهة إلى الداخل .. يمر موكب صغير من النمل بجانب حذائي في صمت ..ولا نملة واحدة تلقي علي السلام رغم أنهم يسرقون فتات الخبز الذي أتركه متعمدا أسفل الطاولة .. أضع المفتاح في جيبي وأستدير عائداً إلى الشارع … وجوه الناس تبدو الآن متشابهة و جاهزة للموت أكثر من أي وقت مضى .. أشاهد والدي الميت يمشي على الرصيف وهو يدخن سيجارته الهائلة .. لا ألتفت إليه .. أكمل طريقي … تمر أمي الميتة في جانبي ولا التفت إليها رغم ارتعاش الحزن في وجهي ورغبة ملامحي في الالتصاق بها ..لكن لا التفت … أكمل طريقي … تدمع عيناي … أقول في نفسي أنهما ميتان ولهما الحق أن يفعلا ما يشاءان .. خشيت إن نظرت إليهما أن يتوقفا عن أن يبدوا أحياء هكذا…




.
.
لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن افتعالي لمظاهر السعادة أمام الناس .. لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن خوفي من باب شقتي الأعمى الذي ينتظر مني أن أغرس في رأسه عيون ساحرة ليشاهدني كلما توقفت متوتراً أمامه .. لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن سخافة مرور مواكب النمل في جانب حذائي … لم يعد لدي أحد اتحدث معه عن لهفتي في إلقاء التحية على والدتي الميتة في الشارع و طلب سيجارة من والدي الميت كلما شاهدته يمشي على الرصيف ..الحياة لم تعد تسمح لأحد أن يخصص وقتا من أجلي … قدرتي على الاحتمال تتناقص تدريجيا .. وحدها الساعة في معصمي تعرف جيداً أن نهايتي تقترب وأنني مجرد رجل ممزق يحاول التوصل لهدنة مؤقتة مع عقربي ساعة نشيطين ومفترسين …
.
.
أنا المشتت مثل صرخة عالقة في حناجر المقتولين داخل الحروب الطائفية بين الشيعة والسنة .. كيف لي أن أستعيد نفسي التي قسمتها كرغيف خبز بين أطفال العائلة …قضيت حياتي في امتحانات صعبة ومرهقة قبل أن أدرك ماذا أريد تحديداً ولكن بعد فوات الآوان … أقف على شفير النهاية مثل إله يكتشف أنه غير معني بأديانه السماوية التي تكفر بعضها البعض ولا يحفل لكل هذه المذاهب بين المسلمين .. أشعر بالخيبة مثل ساعي البريد الذي أكتشف أنه كان يسلم الرسائل الفارغة إلى الأموات .. وبثقة عصفور يفضل القفص الضيق على هراء الطيران والحرية أقف أمام باب شقتي متوتراً وخائفاً .. ثمة شيء ما يمنعني من دفع الباب واجتياز المسافة التافهة إلى الداخل … شيء ما … لا أفهمه …
.
.
رشدي الغدير

 


 

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

أنتم أغبياء ... أليس كذلك؟

IMG_20130915_031606


كنت أفتش في عيوني عن النظرة الأخيرة التي ترقد خلف البؤبؤ و الحدقة مثل بقعة قديمة على جدار .. ولم أجدها .. اضطررت لتقشير البرتقال من الداخل بحثاً عنها وأنتهى بي المطاف عاريا من جلدي
وبقلب متهتك لفرط الخشب .. وها أنا أرتجف مثل عملة مزورة في يد صيرفي عجوز .. السؤال الوحيد الذي يشغلني هو : لماذا هذا الماء شفافاً ولماذا هو ماء في الأساس ... دعكم من هذا الهراء حول مهارتي في تبديد وقتي الهائل والغير مهم .. منذ زمن قديم كنت أشعر بالضجر فأخترعت لي اسماً مستعاراً فشعرت بالضجر أكثر فاخترعت لعبة اسمها الشعر .. ولاحظت أن اسمي المستعار يتنكر بهيئة الشعر ويهاجم وجهي في المرآة دون أن أشعر بالترف او بالحزن المناخي المتكرر ... فما كان مني غير ازالة كل المرايا من الشقة لهذا فأنا أبحث وأفتش في عيوني عن أي نظرة منسية و بنبرة تكاد تكون واحدة وبصوت واحد وبشغف واحد و الكثير من الضجر ...
.
.
بالطبع ثمة فارق بين أن أكون شاعرا او أن أكون عاشقا .. الشاعر يلاحق الأثر لا الشيء لكن ليرصف الفجوة بين الظل و الجسد بين الروح و الرغبة بين الموت والفناء وبين الفرح و الصمت ...أما العاشق فهو غبي ومتحنط يجلس في الهوامش كالنافذة و الستارة و الباب ... لهذا ثمة اختلاف بيني و بيني من ناحية الهشاشة على أقل تقدير ...دعكم من هذا الهراء حول الشاعر و العاشق في النهاية أنا نفس الشخص الذي يحمل أضداده وبكامل الضجيج .. ثم أنني فاشل في الحب وعاجز عن منح السعادة لأي أنثى تافهة في هذه الدنيا ... سأعترف لكم بشيء غير مهم .. عندما أكتب عن مدينة الدمام فأنا أكتب عن رأسي نفسه ... ثمة ذاكرة بعيدة تهضم كل أفراحي المؤقتة وتحيلني إلى جحيم الحاضر فأجد نفسي مجرد موظف حقير لا يكترث به أحد لن أزعم أن في هذا نبوءة او حدس متكهن كل ما في الأمر أنني كنت أعرف مصيري من قبل منذ أن أكتشفت أنني شاعر ... لهذا رحت أدرب نفسي تدريباً يومياً على الموت و اعتزال العالم الخارجي وعن الاختلاط بهذا الكم البشري الهائل الذي يسكن رأسي .. اللعنة لقد أخبرتكم أن مدينة الدمام هي رأسي ..
.
.
لماذا أشعر أنكم أغبياء جداً ولا تفهمون حديثي معكم ...
.
.
أنتم أغبياء ... أليس كذلك؟
.
.
رشدي الغدير

الأحد، 1 ديسمبر 2013

سأتخلص منكم حال حصولي على كامل النسيان الذي تحتاجه ذاكرتي

IMG_20130912_032512

لا أعرف من أنا بالضبط. لكنني أعرف أنني خليط من أوجاع قسرية تراكمت في جنون الأسئلة ... تضايقني الجدران وتفزعني أصوات الأطفال كلما سافرت في البيت من غرفة إلى غرفة ...أحصد الأعداء و الأصدقاء وأخفي عنهم هويتي الحقيقية وملامحي القديمة .... الأجوبة قد تأتي قاتلة حينما يكون السؤال وقحاً وعاري .. اخاف الله وأحبه وأريد رؤيته والتحدث معه في الضوء رغم أنني كائن الليل الأبدي هذا ما يقوله المجنون الذي في رأسي كلما أخذني في بغتته الطائشة وأستقبل الشياطين بذراعين مفتوحتين ليخرجهم فيما بعد من ثقب في ظهري ... أعشق الأرصفة النظيفة الملساء لأنها تتيح لفمي السنة كثيرة ...
......
انا الكبير بعالم الشعر والفن !
===== انا الوحيد اللي بالأنداد ندي !
انا الرضيع اللي نبت له مية سن !
===== وانا المخرّف والحلاوه بيدي !
انا الحزين اللي يقولون له غن ّ
===== وانا السعيد اللي ملا الدمع خدي ! !
وانا الذي لا يمكن وصار ممكن !
====== ودي ولا ودي ! اعرفه وودي !
.
.
وقعت في غيبتي الصغرى عندما رأيتهم يخبؤون بلادهم في جيوبهم الأنفية ويمشون أمامي دون هلع رغم سيلان خيوط الذكريات من وجوههم القاحلة ..تهاوت ضحكاتي على الطريق ولم تصلهم ..فغرت فاهي بدهشة لهم ولم يدخلوا فيه .. رأيت امرأة تبكي لأن ياسمين قبرها لا يكفي لكل هذا الموت فأعطيتها وعداً خالصا في أن أوزع خطواتي على فبرها موتاً موتاً ...
.
.

أخبرتكم من قبل انني مزيف جداً و أنكم ترون نسخة أجمل مني دائماً .. وهذا يجعلني تعيسا لأن الصورة الذهنية التي في أدمغتكم عني هي تلك الصورة الرائعة التي أقدمها لنفسي بعد تعديلات الفوتوشوب … هذا يشعل مشاعر الكآبة في نفسي ويجعلني أنعزل أكثر عن العالم .. أدرك أن صداقاتي الإفتراضية في الانترنت واسعة و لكنها ضحلة و أني على إستعداد تام لمقايضة كل أصدقائي الوهمين في الأنترنت و الذين لم أرهم في حياتي في مقابل صديق واحد حقيقي يمد يده لمصافحتي دون أن يضع لايكاته الكثيرة على وجهي … أنتم مجرد وهم .. سأتخلص منكم حال حصولي على كامل النسيان الذي تحتاجه ذاكرتي .... أغربوا عن وجهي ثكلتكم امهاتكم ولم يبك عليكم أحد ...
.
.
رشدي الغدير