كلما فتحت نافذة غرفتي وجدت مصباح الشارع المكسور ينظر مباشرة إلى كتفي ..أفكر جدياً في أن أهبه عيني ليضيء ...عندما رأيت الضباب لأول مرة في مدينة الدمام ظننت بأن الساعة قد حانت ..رفعت يدي إلى السماء و قلت :أيها الرب ..ماذا سيحدث لمصباح الشارع المكسور ؟ .. وها أنا أكتب هذا الهراء وأنظر إلى المصباح وأبتسم ...
.
.
في عيون القراء أبدو يائسا تماما من كل شيء ..رغم أنني أكتب لهم دون أن ألتفت لاحتباس البول الذي يفاجئني ويدمر حواسي الأخرى .. أكمل الكتابة بحرص وروية وبمثانة محتقنة أعبر بين نقطتين .. ورغم هذه التضحية التي قد تسبب لي تسمما في الدم او عطبا في الكلية ما زال القراء يظنونني عابثا فقط .. يحدث لي هذا عندما أفرغ صندوق الرسائل الخاصة في الفيس بوك وأجد أن أغلب رسائل القراء فيها تهجم شخصي .. القراء يشبهون الفئران التي نهشت صدور الدجاجا قبل أن تنتف ريشها في الهواء .. لا بأس .. لا بأس .. سأدعهم يثرثرون ريثما أعبئ الزمن في زجاجات البيبسي الفارغة غير عابئٍ بانفعالات القراء الغبية ... وسأهب عيوني لمصابيح الشوارع المكسورة وذراعي لأعمدة الإنارة العرجاء ...
.
.
في الكتابة وحدها أفتح حواسي كثقوب ..أتسلق جدران الممكن و المستحيل على رؤوس مجانين لهم شكل النحلة .. النحلة التي وجدت بقايا أمعاءها في العسل .. العسل الذي لم أتذوقه في حياتي .. حياتي التي تترنح كالهواء بين أصابعي ... أصابعي التي تشير إلى ضدي ... ضدي المتنافر معي والذي يتحدث معكم دون هوادة ... لم أكن أعرف أنني أنا هو مصباح الشارع المكسور حتى وجدت ورقة في جيبي كتب عليها : أيها المصباح المكسور لا تترك شارعك وتتجول في شوارع الأخرين ... فما كان مني غير اخراج علبة سجائر من رأسي وشرعت أدخن حتى تجمد دمي وتيبست عروقي و وقفت أنظر مباشرة إلى كتفي من نافذة غرفتي وأقول : كلما فتحت نافذة غرفتي وجدت مصباح الشارع المكسور ينظر مباشرة إلى كتفي ..أفكر جدياً في أن أهبه عيني ليضيء ...
.
.
رشدي الغدير
Translate
الجمعة، 20 ديسمبر 2013
مصباح الشارع المكسور
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق