Translate

الاثنين، 2 ديسمبر 2013

أنتم أغبياء ... أليس كذلك؟

IMG_20130915_031606


كنت أفتش في عيوني عن النظرة الأخيرة التي ترقد خلف البؤبؤ و الحدقة مثل بقعة قديمة على جدار .. ولم أجدها .. اضطررت لتقشير البرتقال من الداخل بحثاً عنها وأنتهى بي المطاف عاريا من جلدي
وبقلب متهتك لفرط الخشب .. وها أنا أرتجف مثل عملة مزورة في يد صيرفي عجوز .. السؤال الوحيد الذي يشغلني هو : لماذا هذا الماء شفافاً ولماذا هو ماء في الأساس ... دعكم من هذا الهراء حول مهارتي في تبديد وقتي الهائل والغير مهم .. منذ زمن قديم كنت أشعر بالضجر فأخترعت لي اسماً مستعاراً فشعرت بالضجر أكثر فاخترعت لعبة اسمها الشعر .. ولاحظت أن اسمي المستعار يتنكر بهيئة الشعر ويهاجم وجهي في المرآة دون أن أشعر بالترف او بالحزن المناخي المتكرر ... فما كان مني غير ازالة كل المرايا من الشقة لهذا فأنا أبحث وأفتش في عيوني عن أي نظرة منسية و بنبرة تكاد تكون واحدة وبصوت واحد وبشغف واحد و الكثير من الضجر ...
.
.
بالطبع ثمة فارق بين أن أكون شاعرا او أن أكون عاشقا .. الشاعر يلاحق الأثر لا الشيء لكن ليرصف الفجوة بين الظل و الجسد بين الروح و الرغبة بين الموت والفناء وبين الفرح و الصمت ...أما العاشق فهو غبي ومتحنط يجلس في الهوامش كالنافذة و الستارة و الباب ... لهذا ثمة اختلاف بيني و بيني من ناحية الهشاشة على أقل تقدير ...دعكم من هذا الهراء حول الشاعر و العاشق في النهاية أنا نفس الشخص الذي يحمل أضداده وبكامل الضجيج .. ثم أنني فاشل في الحب وعاجز عن منح السعادة لأي أنثى تافهة في هذه الدنيا ... سأعترف لكم بشيء غير مهم .. عندما أكتب عن مدينة الدمام فأنا أكتب عن رأسي نفسه ... ثمة ذاكرة بعيدة تهضم كل أفراحي المؤقتة وتحيلني إلى جحيم الحاضر فأجد نفسي مجرد موظف حقير لا يكترث به أحد لن أزعم أن في هذا نبوءة او حدس متكهن كل ما في الأمر أنني كنت أعرف مصيري من قبل منذ أن أكتشفت أنني شاعر ... لهذا رحت أدرب نفسي تدريباً يومياً على الموت و اعتزال العالم الخارجي وعن الاختلاط بهذا الكم البشري الهائل الذي يسكن رأسي .. اللعنة لقد أخبرتكم أن مدينة الدمام هي رأسي ..
.
.
لماذا أشعر أنكم أغبياء جداً ولا تفهمون حديثي معكم ...
.
.
أنتم أغبياء ... أليس كذلك؟
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق