Translate

الخميس، 17 أبريل 2014

اشربوا هذه الكأس معي ..

IMG_20130912_032512


أزور قبر أمي كل يوم ممسكاً بكيس صغير وضعت فيه عباءتها السوداء كي أغطيها بها عندما تقوم القيامة وتبعث أمي من قبرها ...أكره رؤية أمي الفاضلة عارية يوم البعث و النشور ...أنا الذي لا بداية لي غير قصائدي الركيكة التي تثير سخرية النقاد وأعجاب المراهقات ..أعلق وطني كالذبيحة بعد أن أفتح ثغرة بين عصب العرقوب والساق ..أكمل سلخ وطني واسحب اليدين والرقبة من الجلد ثم أقوم بشق الجلد من المنتصف كي أدخل أصبعي وأدفع أمعاء وطني إلى الداخل قبل أن أقطع الصفاق وأصل إلى القفص الصدري وسط وطني ..اكز بطن وطني بأصبعي الهائل مخرجاً الكرش والأمعاء ..تجتمع الكلاب في رأسي حول وطني المعلق ...ارمي لهم الأمعاء وأنام جائعاً وخالياً من الأمل كنقطة أخر السطر ..وطني أيها المتخم بالخراء ..تنتابني كالفجيعة كلما تجشأت في وجهي ..أنا المصاب بالصمت المزيف أبحث فيك عن مساحة صغيرة كافية لموت طويل...أنا صندوق الأمانات الفارغ أستجدي مآذن المساجد البعيدة لأدعية مجانية كي أدفن في قبر مفتوح لرجل لا يعرف كيف يموت ... أنا الذي يرمي قلبه المتحجر بين أرجل المارة في كورنيش الدمام ..يباغتني الخوف كلما سمعت صوت الغياب ينزلق خلفي ..أستجدي القطط كي تتشبث في لحمي وتصنع فاجعتها اليومية ..أستجدي الذباب كي يدخل فمي ويصنع غصة مرة في حلقي ..أستجدي البحر كي يلفظني كجيفة نتنة تتعفف عنها النوارس ويرفضها التراب ...أنا الناقم على كل شيء أمسك سكيناً حادة وأطعن الريح في كبدها ...أحصي عدد الأقدام العابرة في حلمي وأنتظر الموت كل ليلة ...كل ليلة ...
.
.
أيها الشيعة والسنة والأباضية والدروز يا أوغاد المذاهب التي تكفر بعضها بعضاً ..اشربوا هذه الكأس معي ..اشربوا ولاتنظروا الى السماء بعد الآن ..السماء مجرد سقف من فراغ لحياتكم الكئيبة ..أنتم حفنة بلهاء تستمرون في تمثيل مشاهد الخوف القسرية وتتمسكون بالوهم ولوم أنفسكم وجلد ذواتكم ليسيطر عليكم الأقوياء وليقتلكم ضعفكم الأبدي ... أشربوا هذه الكأس معي قبل أن تلعننا الشراشف المنحسرة عن أفخاذ أمهاتكم..أضع العشب في يدي وأصافح خوفكم الكامن ..خوفكم المنحوت كالنقوش القديمة في وجه جدي ...خوفكم الأقوى من صلة الدم ...خوفكم الذي يخرج من تحت ألسنتكم كالشتائم الطفولية ..خوفكم الثابت كالوجع في ذاكرة المراهقات المغتصبات ...أشربوا معي وسأهديكم قبلتي الأخيرة مع الذنوب الكثيرة التي لم أرتكبها ... أنا المقضوم بأفواه الدواب كأرغفة الخبز المتعفنة أسفل السلالم الخشبية تجترني القصائد الركيكة التي تثير سخرية النقاد وأعجاب المراهقات ..أزور قبر أمي كل يوم ممسكاً بكيس صغير وضعت فيه عباءتها السوداء كي أغطيها بها عندما تقوم القيامة وتبعث أمي من قبرها ...أكره رؤية أمي الفاضلة عارية يوم البعث و النشور ...
.
.
اللعنة...هذا فيه مضيعة للوقت ...
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق