Translate

الأربعاء، 29 أبريل 2009

القديسة التي نزلت من السماء خلسة

 


 



حسناً ايها النبلاء دعوني احدثكم عن القديسة السماوية التي نزلت الى الارض البارحة
بما انني اقطع المسافة الصحراوية بسيارة اصغر من ان تحتمل جسدي الضخم
رغم انني اشعر برابط جميل وحميم مع هذه الكوريلا السريعة الى حد ما كلما دست على دواسة البنزين تصدر صوت مذهل يشبه هسيس النارنج في القصبة الهوائية لحسناء تبكي رحيل حبيبها
انا الان متوقف في محطة بنزين اشرب كوب قهوة سريع
واشاهد صورتها
تلبس نظارتها الشمسية بثقة مثل الاميرات تعرف ان الشمس لا تحسن النظر الى الناس بغير الاحراق عندما اقتربت البارحة من موقع الازمة خرج المكان من منطقية الزمن احسست حقا انني اخف من واقع العبء على كتفي تماما مثل ارسبطري من ارسباطره اخفي رماح الموت ونصالي المسنونه في جيب ثوبي الايمن اقتربت منها اعبر الرمل الناعم وادهلز المسافة بثبات محموم
كنت اراقب اصابعها النحيلة وهي تمد الي كيس  فيه قنينة الماء بشكل ما شعرت انني في واحة وانها سليلة الرمال تسقيني من جرارها المصفوفة همست بعذريتها تفضل
لصوتها تدرجات تشعل الفتنة وتمنح الاتزان ترنح السكر اقصد ان صوتها في الجوال يمدد الروح لتتسع بينما صوتها في الواقع يمدد الاتساع ليتحول الى ارواح منداحة بين السماء والارض  لفرط انوثتها كانت خصل شعرها تتقن حديث اخر
خصلة خصلة
تتدافع بمشاغبة نظارتها الشمسية
 كما ان تقوس جلوسها على المقعد الخلفي ينذر بهودج الملكة
كنت وحدي يا سادتي الكرام وحدي امامها عاري تماما
من نقائضي
كمن خلعها...
في قداس الظهيرة
استنفذت خبرتي في تقصي قوس قزحها كانت تتحدث بهمس وانا اصغي وهي لا تعلم انني كنت امسح تفاصيلها الباذخة بعيوني المدربة رغم احتراق نصف دماغي وتبخر الجزء الاخر وغرقي بعرق المسامات المجهولة وسطوة الشمس والارهاق الا انها منحتني طاقة سحرية في الرؤيا كانت شفافة لدرجة انني شاهدت عروقها المخضرة في معصمها حفظت تفاصيلها وتفاصيل المقعد بجانبها وضعت اشيائها عليه حقيبة وحذاء وحديثها عن الحب


شفتها السفلى بدعة لا يمكن الا اتباع تعاليم طقوسها سقطت عيوني سهوا علىها كدت اشعر بملمس احمر الشفاة الخفيف الذي تضعه رغم ان المسافة بيني وبينها لا تمنحني هذا النوع من اللذة لوهلة خلتني اجلس بجانبها واحدثها عن خدوشي الصغيرة وعن بكائي في الليل وحيدا وعن عادتي السيئة في غرس السكين في ذراعي ومراقبة الدم يقطر بانتظام
وعن تمردي على ذاتي ومحاولتي للانتحار مصعوق بكهرباء الثلاجة
وعن ضيق خلقي وتذمري المستمر من غضب والدي وكره الناس لما اكتب ومطالبتهم المستمرة لي بالتوقف عنها


قالت ايضا انها لا تعرف نوع العصير الذي احبه كدت اقول لها ايتها الخوخة انا شجرتك
انا حقلك ومواسم اقحوانك ارجوكِ عودي الى فمي مثل قميرة تتقن النوم بين الاسنان
كدت ايضا ان اطلب منها ان تضع يدها على خدي الايمن وسأدير لها خدي الايسر لتكمل زخرفة المساحة في وجهي بيسوعية متسامحة كدت ايضا ان اقترب منها اكثر لاستنشق رائحتها واطهر رأتي المسودة ببقايا الشيشة والمعسل كدت ان اجعلها تكرهني وهي القادمة لنجدتي


وبخت نفسي دون ان تعلم وقلت في داخلي ايها الوغد المستطيل الشكل القبيح كيف لك ان تخذل هذه القديسة وتستسلم لرغباتك المريضة اللعنة عليك فقط قبل يدها في خيالك وتذوق عنقها المفخخ بلذة الفقد في خيالك و حدثها عن رغبتك في تذوق ملح ركبتها في خيالك ايضا وعن موهبتك في قراءة الكف وفرز الخطوط المعقدة في يدها ولا تظهر لها انك اكثر الاوغاد اعجاب بها فلن ت
سامحك قديسة تجلب الماء والحياة لرجل ميت لا يهتم به احد مثلك
فقط دعها تمر بجانب وحش مثلك دون ان تندم
هكذا ايتها النبيلة
رحلت القديسة ...
دون ان افتك بها


رشدي الغدير


----------------------


حتى يتم فهم الموضوع كامل وبشكله الصحيح رغم ان لا شيئ في حياتي يحمل شكل واضح فعليكم بقراءة الادراج المعنون :


غرزت سيارتي امام موكب الملك عبدالله  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق