Translate

الخميس، 26 يوليو 2012

أنا الذي لا تفسير لصمتي ولا ينبغي لي أن أكون

 سكان المبنى المجاور لا يعرفونني .. تتدفق اللعنة بيني وبينهم بدون سبب واضح ... يستحلون الحر والحرير ومواقف السيارات لانفسهم ... أضطر لركن سيارتي في الهزيع الأخير من الشوارع الخلفية ... أنا الذي لا تفسير لصمتي ولا ينبغي لي أن أكون ... كلما اغلقت علي باب سيارتي أشعر أنني أغلق علي تابوتي لأعود في الليل أبحث عن قبر خالي أضعه فيه ... وكلما اعتراني أصابني بالغباء ..أجول باحثاً عن بقعة وطن صغيرة خالية ليست لاحد و كل ما أملك في يدي وقدمي عشرون إصبعاً فقط ... عشرون إصبعاً فقط يا أبناء الكلبة ... أتركوا لي مكانا اركن فيه سيارتي يا أبناء الكلبة ... هل أبدو لكم كأحمق لا يملك سيارة .. يا أبناء الكلبة


.

إن عدم تناولي صحن كبدة حاشي صباح الأثنين قبل ذهابي إلى مكتبي يشبه عدم القيام بالمداعبة الزوجية والتمهيد الفسيولوجي الجيد قبل الإيلاج ... أعشق كبدة الحاشي والحاشي هو البعير المراهق بعد تخطيه مرحلة الحوار الطفولية وقبل بلوغه مرحلة الفحولة المتمردة .. لعلمكم الحاشي إذا كبر وصار فحل وظهرت له أنياب فإنه قد يقتل شريكة حياته ويمزقها ... أخته البكرة وأمه الناقة وجدته فاطر ..ولعل جذوره الأبلية تعود للوضح او المغاتير او الصفر او الشعل او لعل نسبه مرتبط بعفراء او برصاء او قمراء او ملحاء ...في النهاية هو حيون لا عقل له و سيحوله الله إلى تراب يوم القيامه ...أتركوا لي صحن كبدة حاشي يا أبناء الكلبة

.

نومي متقطع و قليل مثل نوم الكلاب ... قبل دقائق كنت قد قررت أن أموت (صدقاً أقول لكم ) لكنني أجلت موتي قليلاً .. في الواقع أنا أجهل ما ينتظرني بعد الموت .. أقصد أنه حتى هذه اللحظة لم يعد أحدا من الموت ليحكي لي ما صادفه هناك وماذا يوجد بالضبط ... الأموات .. يالهم من أوغاد يذهبون بلا رجعة .. حسناً هل أموت الآن أم أموت فيما بعد .. ومَنْ أنا حتى أموت ؟ شاعر فاشل .. رجل تسجنه الأحجار في صدره .. مدمن البطيخ .. سيد الأوهام .. المختنق بشحومه المتراكمة ..الجار الصامت الذي لا يبتسم ...قاطع اشارات المرور الطيب جداً .. من أنا حتى أموت ؟ ... أنا لا شيء ... مجرد وغد جائع لم يأكل شيئا منذ البارحة ...أتركوا لي موتاً ممتد وشهي يا أبناء الكلبة 

.

رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق