Translate

الاثنين، 2 يوليو 2012

أواظب على تلقين الأطفال أغاني القدماء الجديرة بدمعة عابرة

 


 


هذه الفتاة الدوسرية الصغيرة هي غدير بنت أختي أتصلت قبل قليل وقالت لي : كالي رستي أنا أهبك تأااال بكره أيد ميلاتي: (خالي رشدي أنا أحبك و أريدك أن تأتي غدا هو عيد ميلادي ) فما كان مني غير إخفاء الوحش وارسال قبلة صغيرة لوجنتها .. غدا عيد ميلادها ماذا أشتري لها ؟؟ أنا بائس جداً في مثل هذه الأمور .. هل أشتري لها كتاب ام فرن ام تلفزيون ام ماذا ...


.


.


لقد قررت أن أحكي لها عن الدمام .. مدينة الحب والنفط والوجع والبخور ...


.




.




قبل خمسة وعشرون سنة تقريبا كان ثمة ثلاثة أولاد مفلسون جداً يركبون دراجاتهم ويتجولون في أحياء الدمام القديمة ... توقفوا عند حلاق هندي اسمه عارف ( في حي عبدالله فؤاد ) نزل أحد الأولاد من دراجته وطرق بابا الحلاق ... لقد طلب من الحلاق خمسة ريالات ليشتري بها ثلاث علب بيبسي وكيس بطاطس لأصحابه سيتقاسمونه بفرح ... بعد خمسة وعشرون سنه عاد نفس الولد ليحلق ذقنه عند نفس الحلاق وليعطيه خمسمائة ريال ثمن الحلاقة ...قال الحلاق عارف : يا سيدي ثمن الحلاقة عشرة ريالات فقط ... لكن الرجل قال : هذه لك يا عارف لقد كنت لطيفا معنا قبل خمسة وعشرون سنه ... كان الولد الذي كبر هو الفنان راشد الماجد ... والأصدقاء الثلاثة هم أنا والشاعر صلاح المتعب ... .. شكرا يا راشد الماجد لأنك لم تنسى الحلاق عارف ...


.


.


الدمام .. يا مدينتي الحزينة ... وحدي أرتب شوارعكِ القديمة .. أنظف أكواب الشاي المتسخة على حواف أرصفتك ... أتجول بين أعمدة الأنارة المنحنية أمسح عنها الغبار ... أصنع ذاكرة تبتسم لكائنات منقرضة لا أحد يعرفها غيري ... أتردد بين العدامة و العمامرة و حي الدواسر و أحياء لا جدوى من ذكر اسمائها ... أواظب على تلقين الأطفال أغاني القدماء الجديرة بدمعة عابرة .. وبكل ما أحمله من شجاعة حمقاء أموت بالطريقة التي أشاء أينما أشاء في الوقت الذي أشاء .. الدمام أيتها القديسة التي تنام فوق 700 مليار برميل نفط لكنها تنام دون لحاف ... تعالي لندخن الحكمة ونضحك ونبكي ونتشارك الصلاة على الأرواح الهاربة من مقابرك الضيقة جداً ... هل تقبلين بي زوجا لكِ أيتها الفاتنة ...


.


.


رشدي الغدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق