Translate
السبت، 30 نوفمبر 2013
الأحد، 24 نوفمبر 2013
أمضي بخطوات بطيئة نحو موتي الأخير
كلما أردت المسح على فرو القطة اللطيفة التي تقف أمامي تماماً تبدأ بالحفر في التراب بجانب قدمي اليمنى وتأخذ وضعية التبرز .. أضع رجلي فوقها وبهدوء أتحسس صوت طقطقت عظامها أسفل حذائي .. أحيلها إلى بقعة من الخراء و الدم و الفرو الذي رغبت حقا أن المسه بحب ... البارحة طلبت من البائع سكيناً حادة ...لكنه الأحمق ظن أنني سأقتل نفسي قال لي أخرج من المحل ولا تنس ذكر الله .. خرجت مسكوناً برغبة عاجلة في التبول .. وها أنا أعجز عن تقطيع البصل لأكمال هذا الطبق الحقير ... بلعومي مزدحم بكلام لا طائل من قوله عن حثالات العالم القديم ولا سكين عندي ولا قطة اتحسس فروها بحب
...
.
.
تسألني أحدى الفتيات في الفيس بوك : هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...
- من أين إذاً يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
الرجل الذي قدم لي سيجارة في سجن غرب الدمام أعترف لي أنه ضاجع أخته قبل أن يقتلها لكنه للأمانة لم يتركها على الأرض بل حمل جثتها ورماها في البحر وأنه ظل يتوسل إليها ان تسامحه طوال الثلاثين سنة المنصرمة ... أضع يدي على رأسه وأمسح دموعه فيما حارس السجن يوبخني لفرط لطفي مع ثلاثة مجرمين قتلوا أمهاتهم بعد أن ضاجعوهن خلسة .
يسألني حارس السجن .... هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...
- من أين إذاً يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
النساء في العمارة يعصرن من أثدائهن حليباً وافراً في قنينة زجاجية ملساء وكل يوم أنهض بتثاقل كبير إلى الباب ... أفتحه دون حذر ولا أجد احدا في الخارج سوى قنينة حليب مع قطعة جبن.. أنظر إلى السماء و أبتسم .. أمضي بخطوات بطيئة نحو موتي الأخير أحزم حقائبي الكثيرة أضعها فوق ظهري ..
أتخذ دوري في طابور الخبز يسألني الخباز قبل كل رغيف ... .... هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...
- من أين إذاً يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
رشدي الغدير
الجمعة، 22 نوفمبر 2013
علة النسائم وشهوة الأرواح وديباجة البقاء
بلا اكتراث .. تتنفسين ولا تعلمين أنكِ علة النسائم وشهوة الأرواح وديباجة البقاء ... واغني لك
==== كلما جيتك هواجس انثني مثل الوطن
رغم أنفي صار وجهي مثل زحمة هالمدينه
==== ما فطن لي غير حزني ومافطن لي لو فطن
ما قطع كل المسافه شخص احمق ما تبينه
====همي انساني بوجودك واشبع بلمسك وأظن
ما يكفي شخص مثلي لو نسى بجيبك ايدينه
.
.
بلا اكتراث ..يتجلى تقوس ضحكتك ولا تعلمين إلى كم خيال نحتاج حتى نهندس الأحلام لخلق كون مماثل ..واغني لك
كفي ترتخي لك باب
== وتراب يهز لي كتفي
وجهي يعرف الاغراب
== وغراب بداخلي مخفي
لساني يرفض الاحباب
== خذلني وذقت به حتفي
.
.
بلا اكتراث ..يهتز صوتك ولا تعلمين حينها ماذا يحدث لشياطين الانس والجن .. واغني لك
نزف دمي
نزف دمي
قبله شفافك
طهرت فمي
نزف دمي نزف دمي
وصار الليل نباح ... كلاب
والهث في المسافه
واسكبك ديمه
عقيمه دنيتي
بدونك عقيمه
ورغم الي في بعدك ذاب
اجيلك بالعطش غيمه
احبك
حتى لو خنتي
احبك
وارجع لصمتي
.
.
بلا اكتراث تتكلمين ولا تعلمين أن ثمة ملك يغبطكِ على قلامة الشهد الكامنة بين اسنانك والحنجرة ..واغني لك
يا جنتي
فكي خيوط احكايتي
وستأنفي صمت الدخان كوني المكان
ولا تضحكي
من حيرتي
صدري وطن اشواق و انفاسي رحيل
مكسور غصني وما يميل
بشعل من شفاهك جحيم
لا تكذبي
ان هزتك دمعة سؤال
او صرخ رمشك ... تعال
لا تكذبي
.
.
بلا اكتراث تنتقلين من مكان إلى اخر ولا تعلمين أن الأرض تتسربل بما تتركانه قدميك من اثر حتى تعم البركة ..واغنيلك
أصحابي ...يمدون الجدار ..أحجار
ويبكوني عزائي دم
أعزائي
نسوا أنهم سقوني سم
وخانوا فيني الأسرار ...
جداري كذبته أحجار
أنا من كثر ما خان الرفيق وخانني وجهه
حسبت ان الخيانة ماء
حسبت ان الحياة .. لعنة على الاحياء
.
.
يا من تؤثثين زوايا روحي غداة كل صلاة تنسكب الجهات شطركِ وكأن البوصلة معدن لا يشي بقبلة غير غرتكِ البهية ...وأغني لك
مهما شلت في ضلوعك
لا يمكن ابد تقسى
لملم حزنك وأنسى
بقايا ذكرى في دموعك
شظايا قلبك المكسور
اهجر صمتك النازف
من أعلى نجمة في عمرك
ومثل أوراق
اطوي ليلك المظلم
نهار أشواق
تعلم من جديد أتحب
تحن وتعطف وتشتاق
.
.
ثمة قطيع من نور يحج إلى وجنتيكِ غداة كل صباح يا قران الفجر ...واغنيلك
من سرق الحب مني
وحط بيدي معركة
ضاع عمري وفي النهاية
حربي كانت فبركه
يا اكون او لا اكون
مسألة جدا مهمة
في نظرهم مضحكة
القلم هذا بايدي
ادري انه مو قلم
هذا نار وجمر روح
وبحر يمشي بلا قدم
القلم هذا صديقي
بلل ايدي بالوهم
.
.
عجباً لهذا البحار نجا من كل المحيطات وغرق في مقلتيكِ مولاتي ..سبحان من آتاكِ نافلة الحسن أيتها الشهية ... وأغنيلك
يا نايمة في
غربتي
يا بنت أنتي
لي سهادي و مرقدي
يا اية أثبات الجمال السرمدي
يالمؤمنه بكفر السواد
الأبجدي
مدي شراعك
أبحري بي واغرقي
لا أعرف مالذي جاء بي دافقاً بكل هذا الشوق ..تركت كل شيء خلفي ولم التفت حتى وصولي هنا يا صولجان الوجد والجمال والفتنة سينقضي اليوم هناك كما كان عليه دائماً أن ينقضي بما يشبه العقوبة ممرغاً بسخافتهم بثرثرتهم بعوالمهم المتسخة المشرّعة على آخر ما توصلت إليه أرواحهم من غفلة ممهورين بسعادتهم التي تملأها حروفي في قلوبهم ..حروفي التي تنداح أقصاهم ..هاتي يدك يا قمحية الروح وامسحي
كل شيء حد التوحش امسحي جبيني ... سأغمرني بك ...سأغمرني بك
يا قران الصبح وديمومة الحب عليكِ حقا أن تخبزي من حنطة ضحكتكِ رغيف يقتات به المشرد والعابر والمسافر والغريب سأهدي كل منهم قضمة واحدة لا يجوع بعدها أبدا ومن ترياق ريقك اللزج الرقراق اسكبي قدحا لي لا يشرب منه احد غيري فقط لتتطهر روحي ولا يصيبني الزكام والموت ومن خدك المنهال اشعلي فتيل الدنيا وسأغني مثل نيرون وغيثارتي هي ثغرك سليل اللذة والغياب بعد أن احرق مدينتي و ثيابي ولنهدكِ مزيج من تحايا الوجد والقنوط ..ولقلبك تبتسم كل المحيطات ...
.
.
رشدي الغدير
الخميس، 14 نوفمبر 2013
أقل قدر من الهزيمة
نكاية بكم سألقي التحيّة على براميل الزبالة نهاية الشارع وسأترك صفحتي في الفيس بوك مفتوحة بعد موتي كنافذة أبصق بها عليكم من السماء ... سأضع صورة قضيبي الميت في الانستغرام ليحصد اللايكات المتتالية دون توقف وسأعمل رتويت في تويتر لكل الشتائم التي أطلقتها على ظلالكم القبيحة صباح يوم الجمعة من كل شهر ... بعد موتي سأنال منكم ومن السفلة الذين سرقوا أقلامي في المدرسة .. سأرحل بتأكيد ولن تأخذوا مني سوى نظرة اشمئزاز تبرر صمتي القديم عن حماقاتكم المتراكمة في ردودكم الغبية التي تضعونها أسفل نصوصي أيها السفلة .. لقد كنت وحيدا وخائفا أتمسك جيداً بحذائي لأني بدأت أشعر بأن الحياة تمر من تحته ، ولكن في النهاية لابد أن تنتهي معاناتي معكم وتبدأ روحي بالتحرر من وجوهكم المندسة في الممرات الخلفية ...كم كانت أمي على حق عندما صفعتني بموتها الأخير وتركتني وحيدا في حياتكم الدنيا لأكتشف بنفسي حجم سخافتكم وحدسكم المفرط بالخراء ...
.
.
كل الأشياء التي كتبتها كانت الغاية منها أن تمكنني من عبور هذه الحياة وبأقل قدر من الهزيمة ثم أرحل بهدوء .. وكأن شيئاً لم يكن .. لا أستطيع أن أفسر سبب فشلي في تفادي ظهور سلسلة من المخلوقات الغبية في حياتي ..مخلوقات غبية سرعان ما تعلمت الكلام وأفسدت خيالي .. لقد كانت حياتي معكم سلسلة من عثرات الحظ يا أبناء البشر التعساء والنساء هنّ الأسوأ ..رغم أن طقطقة أصابعي أهم عندي من فروج النساء واحتساب مواعيد دورتهن الشهرية .. الشعراء الرديئون وحدهم من يشعرون بحاجتهم للنساء لكن الأنبياء المؤجلين سرعان ما يكتشفون خبث وسذاجة وسطحية النساء ... أعلم أن الوقت لا يحتمل الآلام الشخصية الخاصة بي رغم أنني أختزل كمية هائلة من الأسى في وجهي .. وأعلم جيداً أن ثمة كراهية عالقة بيننا كصرخة خفية ..نعم أعلم هذا جيداً ..
.
.
بالأمس وضعت السم متعمدا في شقوق الجدران الصغيرة للصراصير ..رغم أن الصراصير صامتة ولا تتحدث لكنها تستطيع أن تصدر أصواتاً مزعجة وهي تأكل وتخرج فضلات صغيرة .. قبل قليل وجدت الصراصير قد ماتوا وعلى هذه الحال لم يبق في حياتي أي كائن حي يشاركني الصمت في هذه الغرفة الحقيرة ...
.
.
رشدي الغدير
الأربعاء، 13 نوفمبر 2013
أغربي عن وجهي
كنت دائماً ما أرى المرأة البائسة تتسول في نفس المكان ..اشارة تقاطع شارع الملك سعود تحديداً ..كنت لا أستطيع أن أمتنع عن النظر إليها ومقارنتها بنفسي، هي وحيدة في الشارع تتسول من الناس ما يرتق جوعها .. وأنا في غرفتي الحقيرة أشحذ من الأوغاد في الفيس بوك و الانستغرام و تويتر ما يبدد وحدتي الأزلية ... (أغربي عن وجهي ) هذا ما قلته لها عندما أقتربت من نافذة سيارتي ... ويبدو أنها لم تسمعني جيدا لأنها التصقت أكثر في باب السيارة ونظرت مباشرة في عيوني .. قلت لها : لن أعطيكِ شيء .. قالت : أنت أكبر حيوان ..وهي تغوص في عباءتها السوداء مبتعدة ..
.
.
لم أنم تلك الليلة شعرت بالحزن وبالفراغ وبدأت أسمع صوت طنين المرأة البائسة في أذني : أنت أكبر حيوان ... أقنعت نفسي أن هذه المرأة حمقاء لأبعد الحدود وليس لديها عقل ولا تعرف شيئاً عني اطلاقاً .. في اليوم التالي جاءت تلك المعتوهة في عباءتها السوداء ونقابها الضيق من جديد .. أغلقت نافذة سيارتي قبل أن تصل لكنها وضعت يدها على زجاج النافذة ... قلت لها لن أعطيك شيء أرحلي ... قالت أنها تريد أن تعتذر عن شتمها لي بالأمس لكنني لم أكترث بها وبقيت تطلب مني انزال نافذة السيارة حتى تحولت الاشارة إلى اللون الأخضر ثم مضيت بسرعه ...قلت في نفسي لابد أنها حمقاء لتظن أنني أهتم بإعتذارها من عدمه
.
.
مرّ يومين ولم أشاهد المرأة البائسة عند اشارة المرور ..صرت أنظر من نافذة السيارة بين الحين والآخر لأتأكد من أنها ستظهر في أي لحظة ...لكنها لم تظهر ... بل ظهر رجل كبير في السن يبدو عليه المرض .. بعد أيام أختفى .. لم أكن أعلم أنه والد المرأة البائسة وأنه مريض جدا ويحتاج لاجراء عملية في القلب ولم أكن اعلم أن المرأة البائسة دهستها سيارة و فارقت الحياة في نفس اليوم الذي وضعت يدها على نافذة سيارتي ..ولم أكن أعلم أنها أبنته الوحيدة وأنها ضحت بكل شيء من أجل والدها المريض ... أدركت أن هذه المرأة لم تكن تأتي لتتسول...ربما كانت تشفق علي..ربما أكتشفت حقيقتي أنني أكبر حيوان...
.
.
رشدي الغدير
رحمها الله واسكنها الجنة
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)