Translate

الأحد، 24 نوفمبر 2013

أمضي بخطوات بطيئة نحو موتي الأخير

37530_1450506316769_1656570184_1085480_4690835_n


كلما أردت المسح على فرو القطة اللطيفة التي تقف أمامي تماماً تبدأ بالحفر في التراب بجانب قدمي اليمنى وتأخذ وضعية التبرز‏‏‏‏‏ .. أضع رجلي فوقها وبهدوء أتحسس صوت طقطقت عظامها أسفل حذائي .. أحيلها إلى بقعة من الخراء و الدم و الفرو الذي رغبت حقا أن المسه بحب ... البارحة طلبت من البائع سكيناً حادة ...لكنه الأحمق ظن أنني سأقتل نفسي قال لي أخرج من المحل ولا تنس ذكر الله .. خرجت مسكوناً برغبة عاجلة في التبول .. وها أنا أعجز عن تقطيع البصل لأكمال هذا الطبق الحقير ... بلعومي مزدحم بكلام لا طائل من قوله عن حثالات العالم القديم ولا سكين عندي ولا قطة اتحسس فروها بحب
...
.
.
تسألني أحدى الفتيات في الفيس بوك : هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...‏‏‏‏‏
- من أين إذاً‏‏‏ يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
الرجل الذي قدم لي سيجارة في سجن غرب الدمام أعترف لي أنه ضاجع أخته قبل أن يقتلها لكنه للأمانة لم يتركها على الأرض بل حمل جثتها ورماها في البحر وأنه ظل يتوسل إليها ان تسامحه طوال الثلاثين سنة المنصرمة ... أضع يدي على رأسه وأمسح دموعه فيما حارس السجن يوبخني لفرط لطفي مع ثلاثة مجرمين قتلوا أمهاتهم بعد أن ضاجعوهن خلسة .‏‏‏‏‏


يسألني حارس السجن .... هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...‏‏‏‏‏
- من أين إذاً‏‏‏ يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
النساء في العمارة يعصرن من أثدائهن حليباً وافراً في قنينة زجاجية ملساء وكل يوم أنهض بتثاقل كبير إلى الباب ... أفتحه دون حذر ولا أجد احدا في الخارج سوى قنينة حليب مع قطعة جبن.. أنظر إلى السماء و أبتسم .. أمضي بخطوات بطيئة نحو موتي الأخير أحزم حقائبي الكثيرة أضعها فوق ظهري ..
أتخذ دوري في طابور الخبز يسألني الخباز قبل كل رغيف ... .... هل أنت قادم من السماء حقاً يا سيدي ..
- لا...‏‏‏‏‏
- من أين إذاً‏‏‏ يا سيدي
- من الدمام ..
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق