أقل قدر من الهزيمة

نكاية بكم سألقي التحيّة على براميل الزبالة نهاية الشارع وسأترك صفحتي في الفيس بوك مفتوحة بعد موتي كنافذة أبصق بها عليكم من السماء ... سأضع صورة قضيبي الميت في الانستغرام ليحصد اللايكات المتتالية دون توقف وسأعمل رتويت في تويتر لكل الشتائم التي أطلقتها على ظلالكم القبيحة صباح يوم الجمعة من كل شهر ... بعد موتي سأنال منكم ومن السفلة الذين سرقوا أقلامي في المدرسة .. سأرحل بتأكيد ولن تأخذوا مني سوى نظرة اشمئزاز تبرر صمتي القديم عن حماقاتكم المتراكمة في ردودكم الغبية التي تضعونها أسفل نصوصي أيها السفلة .. لقد كنت وحيدا وخائفا أتمسك جيداً بحذائي لأني بدأت أشعر بأن الحياة تمر من تحته ، ولكن في النهاية لابد أن تنتهي معاناتي معكم وتبدأ روحي بالتحرر من وجوهكم المندسة في الممرات الخلفية ...كم كانت أمي على حق عندما صفعتني بموتها الأخير وتركتني وحيدا في حياتكم الدنيا لأكتشف بنفسي حجم سخافتكم وحدسكم المفرط بالخراء ...
.
.
كل الأشياء التي كتبتها كانت الغاية منها أن تمكنني من عبور هذه الحياة وبأقل قدر من الهزيمة ثم أرحل بهدوء .. وكأن شيئاً لم يكن .. لا أستطيع أن أفسر سبب فشلي في تفادي ظهور سلسلة من المخلوقات الغبية في حياتي ..مخلوقات غبية سرعان ما تعلمت الكلام وأفسدت خيالي .. لقد كانت حياتي معكم سلسلة من عثرات الحظ يا أبناء البشر التعساء والنساء هنّ الأسوأ ..رغم أن طقطقة أصابعي أهم عندي من فروج النساء واحتساب مواعيد دورتهن الشهرية .. الشعراء الرديئون وحدهم من يشعرون بحاجتهم للنساء لكن الأنبياء المؤجلين سرعان ما يكتشفون خبث وسذاجة وسطحية النساء ... أعلم أن الوقت لا يحتمل الآلام الشخصية الخاصة بي رغم أنني أختزل كمية هائلة من الأسى في وجهي .. وأعلم جيداً أن ثمة كراهية عالقة بيننا كصرخة خفية ..نعم أعلم هذا جيداً ..
.
.
بالأمس وضعت السم متعمدا في شقوق الجدران الصغيرة للصراصير ..رغم أن الصراصير صامتة ولا تتحدث لكنها تستطيع أن تصدر أصواتاً مزعجة وهي تأكل وتخرج فضلات صغيرة .. قبل قليل وجدت الصراصير قد ماتوا وعلى هذه الحال لم يبق في حياتي أي كائن حي يشاركني الصمت في هذه الغرفة الحقيرة ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق