.
.
همست قبل قليل لوجهي في مرآة السيارة التي تتوسط الزجاجة الأمامية قلت يا رشدي هل اقتربت اليوم من ضعفك وقلة حيلتك وملامحك الذليلة وأنت تتسول الاصدقاء في حياتك القصيرة أن يتصدقوا عليك بأكاذيب تحتال فيها على هذا البؤس الذي يتلبسك ويختنق بك يا رشدي اللعنة على هذه الحياة التي تحيلك إلى متسول حقير
.
.
قلت لنفسي أيضاً أنت يا رشدي غبي الى اخر حدود الغباء وانشوطة الحماقة الملتفة حول رقبتك ستقتلك يوما ما لكن هذا الغباء ليس جديدا عليك حتى في المدرسة كنت اكثر الكائنات صمتا ودمامه إلى الحد الذي بدأت تلفت أنظار الطلبة، وتثير أسئلتهم وخوفهم من مغبة الإقتراب منك والتحدث معك
.
.
وقلت لنفسي ايضاً كنت يا رشدي تشعر بالخوف يلتصق بحواف البيت وفيما كنت مندس تحت السرير لفرط الرعب فتحت عيونك وأنت تتوهم بأنك محاط بالنيران من كل صوب، فما كان منك إلا أن قذفت بنفسك من النافذة المفتوحة لتسقط على رأسك وتذهب في غيبوبة استمرت اربعة ايام وثلاث ليال
.
.
وبعد الغيبوبة فتحت عيونك في المستشفى وابتسمت مثل احمق وجد نفسه تحت نهد الممرضة المحجبه وهي تقول لك ما اسمك فجاوبت بكل غباء اسمي رشوود فضحكت الممرضة وقالت لك شاطر يا رشوود وها أنت في الاربعين وما زلت تبحث عن انثى تبلل جفاف روحك وتهمس لك شاطر رشوود أيها الاحمق
.
.
قلت لنفسي ماذا كنت أعمل بالضبط هنا ؟ هل كنت في حجرتي؟ أم على البحر أمشط شعر الافق واهديه قميصي ؟ أم كنت أضحك مع أصحابي ؟ أو كنت أحدق في النافذة ؟ والنيران تشتعل في عيوني ثم ماذا نعم قفزت الى النافذة مثل جندب صغير يحاول الخلاص الخلاص الذي بحثت عنه في لغة الموت نعم أعترف انا غبي وأحمق ولا اصلح لشيء
.
.
لست في مزاج جيد لسماع تراهات شخص يسكن داخل رأسي شخص يحملني وزر كل الاخطاء في هذا الكون صدقني أيها الصوت ما حدث كان فوق احتمالي فقط اخلع نفسك من الداخل والا قتلتك بالخمر مثلما افعل دائما …. اللعنة
.
.
سأذهب ....