منقوع في السكينة ودخان سيجارتي مثل حبل مدلى من السماء ينتشلني .. و كخيط صنارة يرفعني للأعلى .. يحدث هذا كله في غرفتي والأشياء الصغيرة تصيح بي : أرفعنا معك أرفعنا معك .. أتكور كجنين أدور على نفسي وأخرج من النافذة كفكرة هلامية ... اللعنة كل هذا بسبب ثلاث زجاجات من دواء الكحة ... ياله من دواء قوي اسمه ( منتكس ) .. من الرائع أن أثمل بما هو متاح في هذا الوطن المستيقظ ...
.
.
تقفون في صف طويل واحد .. تحاذون المناكب و الأكتاف .. تسدون الفراغات بالدعاء والخشية .. أيديكم على بطونكم للصلاة .. فيما تهرب الركعات من صلاتي الأبدية .. تهمس الشياطين في أذني : هيه أنت لا تدعهم يكتشفون أنك شاعر !! لا تبح بالسر داخل المسجد أيها الأحمق .. صدقوني لو كان الأمر بيدي لأطلقت سراحكم جميعا في هذه الشوارع المنحنية الممتدة أمامي مثل ثعابين ... أشعر بالشفقة على عيونكم المعلقة بالأفق .. تطلبون المغفرة وأنا خطيئتكم التي لا تغتقر ...فقط أخبروني أيها المصلين لماذا يكرهني الإمام ولا يرد التحية بأحسن منها ...
.
.
السلام عليكم أيتها الكائنات اللطيفة ... السلام عليكم يا أبناء البشر الضعفاء .. ما أجمل حياتكم الساذجة التافهة البسيطة ... كم أحسدكم على غباء حياتكم ... ليتني لم أتحول إلى مخلوق نوراني يحمل على عاتقه كل الهموم الكونية ... كم أشفق عليكم ... رغم أن وجودكم لا يزعجني اطلاقا ... السلام عليكم ... فقط ....
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق