Translate

الخميس، 5 أبريل 2012

حيثما كنت .. أكون ... كما لو أنني المكان كله ...

 



لقد تعاركت مع أبليس هذا الصباح .. ضربني على رأسي أبن النار فتساقطت كل الافكار التي جمعتها منذ سنوات عديدة على الأرض ... وفيما كنت أحاول توخي الحذر راح أبليس يجمع أفكاري المتساقطة و يضعها في جيب سرواله الخلفي ومضى دون أن يلتفت إلى الوراء ... حسناً يا أبليس أنت تعلم أنني أضعف ما أكون في يوم السبت لو كنت رجلا تعال لنتعارك مساء الأربعاء .. يالك من جبان ..


.


ثم تعثرت بظلي دون أن أقصد .. كدت أقع منكباً على وجهي ... لكن ظلي أعتذر مني بسخاء ... قلت له : ما لذي كنت تفعله قبل أن يخلقني الله أيها الظل النبيل ... قال أنه كان مجرد بقعة صغيرة حافية ومعتمة لا ملامح لها ... قال أيضاً أنه كان ينتظر خروجي من رحم أمي و أنه كان يراقبني وأنا أنمو مثل جميزة ... قال أنه صبر كثيراً حتى أقف على قدمي وأنا صغير ليلتصق بي ... و أن الهواء كان يدفعه بعيدا عني كلما أسرعت بالركض داخل دهاليز القرية المظلمة ... و دون أن أقصد رحت أضحك في وجه ظلي ذلك لأنني تخيلت شكله رغم أنني لم أكن مولوداً بعد ... ولأنه وقح مثل كل من أعرفهم .. صفعني بقوة وقفز إلى البحر.... حسناً أنتم لا تعرفون شعور رجلاً يتعارك مع أبليس صباح أيام السبت و يصفعه ظله ويقفز في البحر دون سبب مقنع ...


.


ياللهول حتى شقتي التي كنت أظنها المكان الوحيد الطاهر في هذا الوطن الفاسد تحولت إلى مكبا للنفايات ... اللعنة على حياة العزوبية ... جسدي تكيف على زاوية الغرفة الشمالية منذ سنوات ولم يعد بمقدوري الجلوس في أي مكان أخر .. حتى الصراصير التي تشاركني فتات الخبز والضجر ملوا وتركوني ، كان صعبا عليهم أن يتعايشوا مع رجلا لم يعد يعنيه أي شيء ، استجمعت شيئا من طاقتي حملت المكنسة الكبيرة التي تقترب من حجم رأسي و رحت أدغدغ شقتي ... وبعد كل هذا العمل ... ما زالت شقتي قذرة ... أريد زوجة سمينة وقصيرة تجلس فوق صدري وتراقبني وأنا أختنق .. فقط عليها تنظيف الشقة والعراك مع أبليس بالنيابة عني وعدم التعثر بطرف ظلي النائم بجانبي


.


رشدي الغدير 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق