لا أريد شيئاً أخر غير هذه السيجارة
لم أقصد دعك علبة البيبسي الفارغة المرمية في الشارع لكنني فعلت ..حتى عندما خرج لي المارد وهو يتثاءب لم أستغرب الأمر فكل ما يحدث حولي لا يعدو عن كونه محفز للمزيد من النعاس .. قال المارد : شبيك لبيك عبدك بين يديك .. قلت له : هل عندك سيجارة لو سمحت ... فأخرج من معطفه علبة سجائر ديفيدوف جولد وقال تفضل يا مولاي تبقى لك أمنيتان فقط .. قلت له : شكراً يمكنك العودة إلى علبتك أيها المارد أنا بخير ولا أريد شيئاً أخر غير هذه السيجارة ... ركلت العلبة حال دخول المارد فيها وأكملت طريقي ...
.
.
عندما تعلّمتُ التدخينَ صرت أسرقُ المال من جيب والدي لأشتري السجائر وعندما لا أجد المال كنت أسرق الدجاج المجمد من الثلاجة وأستبدلُه بالسجائر من عمال البناء في الجوار ..وعندما لا أجد سجائر أقف في منتصف الشارع وأشتم كل من يدخن سيجارة بأقبح الالفاظ وأتمنى له الموت ..لكان سرعان ما أنشغل بأموري التافهة وأعود في سياق النعاس العام لهذا المجتمع الأبله ..
.
.
اكتشفتُ الحشيش حين دخلتُ الثانوية واكتشفتُ أنّ أغلبَ البشر يحششون في الخفاء لكن الحشيش باهض الثمن وجعلني أشد بلاهة مما أنا عليه حتى أنني حاولت أقناع القمل في رأسي أن يهاجر إلى لحيتي او يستوطن في شعر عانتي لفترة مؤقتة ...لذلك استبدلت الحشيش بلعق فروج النساء في خيالي .. ولقد تمكن مني الأمر او لعلي أدمنته فصرت أرى وجه حارس المدرسة فرجاً و وجه بائع الخضار فرجاً وكل ما يتحرك في الظلالم هو فرج محتمل ..حتى عندما طلب مني مدرس الرسم أن أرسم شجرة رسمتها شجرة من فروج مما دعاه لصفعي وتوبيخي أمام الطلاب ....كنت عندما أعود إلى البيت أحمل في رأسي صور غير منسجمة للفروج افرغها على الورق كقصائد منسدلة وهذا هو سر كتابتي للشعر في وقت مبكر ..
.
.
أنا الآن في الخمسين أعاني من درزينة أمراض متراكمة داخل جسدي ...جسدي الذي لم أذهب به إلى مدينة ملاهي من قبل ... أفكر بالعودة إلى علبة البيبسي الفارغة لأدعكها وأطلب من المارد أن يأخذني إلى الملاهي ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق