Translate

الاثنين، 31 مارس 2014

متعثرا بحافة كأس فارغ

DSC_1248



أيها الحمقى ..أنا شاعر عظيم وأنتم تافهون لهذا سأبوح لكم بأشياء خلتها مدفونة في قعر الجيف المنهوشة الأحشاء في رأسي .. الشعراء الأخرون أبناء العاهرة ربيتهم كالكلاب في بيتي وكنت أطعمهم العظام و الأفكار الثورية و الصور الشعرية وعندما برزت اسمائهم صاروا يرمقونني من بعيد ولا يقتربون مني ..أبناء العاهرة .. لقد خذلوني ..بت أحرق ملابسي الداخلية كي لا أنقل عدوى الشعر لأحد ...بت أتلفت كثيرا كالمشبوه في شوارع الدمام الداخلية ..أتمسك بطعم القبلة الأولى لمراهقة سمراء ذابت بين ذراعي قبل ثلاثين سنه ..أستغل الوقت الضائع مختبئاً في ثلاجة معطلة ..أستمني على ظلال النساء اللواتي سرقن ابتسامة الطفل من داخلي ..أتبرع بكليتي للنمل ..أبصق على الجدران البيضاء ..أشتم الأمهات قبل النوم ...أفرغ دموعي في مرحاض الحمام مع بقايا الخراء العائم الذي كنت أدفعه بأصبعي كي يغرق .. أرتمي كالباب المخلوع في منتصف الغرفة ...وأبكي ..
.
.
أنا الذي لا تفسير لصمتي ولا ينبغي لي أن أكون .. أستسلم كالرهينة لهذا الحزن ..متعثرا بحافة كأس فارغ أسقط من السماء والحبل معقود حول عنقي ..أجرب طريقة أخرى للموت ولا أنجح ..استأجر غرفة ضيقة في الدمام ..أختبر فداحة النوم وحيداً دون غطاء ..والدي الميت ينظر إلى الحبل المعلق في السقف ويبتسم ...أخبره أن الخطة لم تنجح لكنني سأحاول من جديد ..وسأموت دون مبرر كافي ...وصيتي الأخيرة نقشتها على نعالي لتضج بها شوارع الدمام القديمة ..أعد الأيام بحذر كمن يحصي أسنانه المخلوعة ..سأموت قريباً يا أبناء العاهرة الشعراء الأخرين وسأجهز مقاصلكم في جهنم ...
.
.
اليوم لقنت ولدي ابراهيم الحكمة كلها ..وبثقة عمياء راح يقصف الوجوه البلهاء التي تستدير حوله بجدارة الشتائم الأبوية التي أسبغتها عليه ..أخبرته أن الحياة لا تتسامح مع الأنبياء و الشعراء وأبنائهم ..وأن الهذيان دون سبب واضح هو أمر صحي جداً .. وأن الشهامة سخيفة وغبية وعليه نسيانها كلما انتفضت في عروقه الصغيرة ...وأن قبضته اليمنى خلقت فقط لتحطيم عظام الأوغاد أبناء الظلام الذين يسرقون أقلامه في المدرسة ..وأن الشيطان سيتآمر مع الملائكة ضده أثناء نومه ..وأن الكون ينتظر فرصة واحدة ليصفعه دون هوادة ...وأن تطبيق النكتة البذيئة أهم من الضحك عليها ...أقنعته أيضاً أن يستمع لصوت الوحش في داخله ويتصالح معه وأن يصقل سكين متعته لينحر الضجر قبل النوم وبعده ...
.
.
رشدي الغدير ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق