علاقتي في وطني كعلاقة المناديل بالزكام

حلمتُ البارحة أن بعيراً التهم حنجرتي ثم قال لي : لنهرب الليلة سأرمى في حضنك آلاف الطرق البعيدة والوجوه التي لاتعرفها ثق بي ولو مرة واحدة يا رشدي فالدمام مدينة من مخاط ستبقى فيها حتى إن خرجت......الغريب حقاً أنني استيقظت من النوم بألم في حنجرتي وفوضى عارمة اجتاحت الغرفة ..وكأن قطاراً مر في منتصفها.. مرت ساعة ونصف وأنا احاول كتابة أي شيء يشفع لي عندكم في هذه الصفحة الغبية... لساعة ونصف وأنا عاجز تماماً عن كتابة أربع مفردات تشكل فكرة تافهة أستعملها للدفاع عن نفسي فقط .. أنتم لا تعرفون أن للكتابة حتميات ومسارات لا يد لأحد بها داخل رأسي .. حتى أنا لا يمكنني التحكم فيها او مجابهتها او ترويضها او حتى مضاجعتها .. لا فائدة من بقائكم هنا .. يمكنكم المغادرة .. او محاسبة البعير الذي التهم حنجرتي في الحلم البارحة ....اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
خياراتي كثيرة للعشاء يمكنني طهي كل الأفكار التي راودتني اليوم ..أشعر أني مكترثٌ جداً بمكان الصحن في المطبخ ..لكنني لا أملك مطبخ ...أحتاج المزيد من الدعاء فلقد بالغت بالخير و بالغت في الذنوب حتى أنني أغضبت الله وأغضبت الشيطان في نفس الوقت ...ذلك لأن علاقتي في وطني كعلاقة المناديل بالزكام ...تعيساً أنا أشاهدُ وجه البحر وفي داخلي ألفُ سفينة تائهة لا تعرف الجهات ..أيها الوطن ..أغرب عن وجهي او تقدم لأضعك كعشائي الأخير ..وأنتم يا شلقات النعاج لم يبق عندي حذاء أخيط نعله بنصائحكم ..وفروا نصائحكم وأجلسوا معي ندخن وطننا الأبله في لفافة ..
.
.
وها أنا أترك مائدة العشاء لأراقب نمو الشعر حول رسغي ومن ثم أكمل صحن البيض بنصف شهية والكثير من الدهشة ..كم من فصام الشخصيات أعيشه أنا وأنا ...كتابتي ركيكة ومكررة وأفكاري مجترة لأنني أقلد نفسي في كل شيء سأبول على هذه الصفحة الآن وسأضحك كما أفعل دائماً .. إنها تمطر في الأسفل ..البارحة كدت أخسر معركتي مع نفسي.. قاتلت وكأنن قتلتني ..قاتلت بأسناني بأنفي بأطرافي كلها ورحت أدافع عن النصر الوحيد الذي بقي لي وهو أنا ...ثم ماذا ؟ ..أه نعم التهم البعير حنجرتي ثم قال لي تعال أهرب معي ؟
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق