Translate

الاثنين، 11 فبراير 2013

دعونا من التفكير بالكريم كارميل

r-3


كنت غبي جداً في مراهقتي المبكرة ..غبي لدرجة أنني كنت أظن أن الفتيات الجميلات لا يصبن بالزكام وأنما ينزل منهن في الحمام هو كريم كراميل وليس خراء .. ..ثم ماذا حدث .....دفعت حياتي كلها في محاولة تصديق هذا الوهم .. حاولت حيازة القدرة الخارقة على حماية هذا الوهم في داخلي .. منذ المرحلة الابتدائية وحتى الآن ظللت أتمسك بغبائي الجميل لأنه يحميني من الداخل او لعله يحمي إيماني الساذج بضرورة التمسك بما تبقى منه في داخلي ....في النهاية ...لم يكن كريم كراميل ...بل كان خراء ...خراء فقط ..اللعنة ...هذا فيه مضيعة للوقت .


أشعر برغبة محتدمة في كتابة نص جديد لكنني عاجز عن تصوّره إذ أفتقر إلى الأفكار المحددة كما أنني ليس لدي ما أقوله وكل شيء في حالة ثبات وجمود بالنسبة لي .. كل القرائ ينتظرون مني أن أبادر باتخاذ قرار حاسم بالبدء في كتابة النص لكنني غير متأكد تماماً مما ينبغي فعله .. لذلك أنا أماطل و أسوّف و أكذب و أخدع في محاولة يائسة لكسب الوقت..لطالما حملت هذا الاعتقاد بأنه إذا استطعت تأجيل الأشياء لفترة كافية فإن الوحي سوف يعود إلي ويلهمني ..لقد فقدت قدراتي على التحكم في واقعي لذلك أنا أقف أحياناً متفرجاً على ما يحدث لا خالقاً لما يحدث .. متفرجاً فقط ...ما يحزنني أنه لم يكن كريم كراميل ... اللعنة .. هذا فيه مضيعة للوقت .


دعونا من التفكير بالكريم كارميل ... في كتابي (حسناً أيها النبلاء ) الصادر من مصر كنت أتحدث في أحد نصوصي عن غدري المسخ الذي يسكنني .. قلت أن ما يريده المسخ في بؤسه و شقائه هو أن يكون مقبولا في المجتمع و معترفا به لكن المجتمع يرفضه... في هذا المسخ يوجد شيء إنساني يصعب اكتشافه لكنه موجود ..يقول المسخ موجه حديثه لي : ستكتشف أبنتك أخيرا بأن والدها لم يكن ساحرا بل مجرد رجل عادي يسكنه المسخ .. المسخ الذي صنع هويته الحقيقية وخلقها كإله ..المسخ الذي منع هزيمة الآباء على يد أبنائهم .. المسخ الذي سيفتك بروحك ويعجل موتك إن أنت أنكرت وجوده ... حسناً ما أريد قوله هنا أنني حقاً أشعر بالندم لكتابتي حول المسخ ... هذا كل شيء ...ماذا تنتظرون أغربوا عن وجهي ..فوراً .


رشدي الغدير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق