Translate

الجمعة، 15 فبراير 2013

أغسل صحون طعامي بنفسي .. كل ليلة

يا كل العابرين والمطلّين من نوافذ الباصات العمومية .. أيها الشارع الطويل المزدحم ببقايا خطوات الناس وسعالهم .. أيها الرصيف الثابت و الواضح كالنهد في خيال المراهقين .. يا أعمدة الانارة العمياء .. هناك رجلاً يسير بينكم كل يوم تقريبا .. يحمل العبء على كتفه .. تتبادلون معه التحية أحيانا .. لكنكم لم تلحظوا صمته الأبدي ورعشة يده ولا حزن عيونه البنية .. لم تفكروا في السبب الذي جعل رأسه منحني إلى اسفل وهو يمشي بينكم ...على فكرة هذا الرجل هو شاعر عظيم و سيموت يوما ما ولن يفتقده أحد ...
.
سوف أغسل صحون طعامي بنفسي .. سأنظّم الأشياء المبعثرة في حجرتي وأزيل الغبار وأقتل الصراصير كلها .. سوف أمتنع عن شرب الخمر مع الأوباش وسأمتنع عن التدخين والسهر حتى الصباح وسأتوقف عن الصراخ في وجهك والإلحاح في طلب المال منكِ ... عودي يا أمي وأعدك أن أصلي و أصوم مثل كل المؤمنين وأحب الله رغم أنه لا يكترث بي ... سأتحدث معك عن حزنك وأمنياتك وذكرياتك ولن أقاطعك يا أمي ..سأستمع لكِ حتى تنامي ... فقط عودي يا أمي
.
أعلن من هذه اللحظة أنني سأكون شخصا طيبا أيها النبلاء و سأستمع لنصائحكم مثل الأنبياء الذين تحتم عليهم الإصغاء إلى نصيحة الله لتجنب الفظاظة وجلافة الأخلاق لتنجح رسالتهم في الناس ..سأستمع لكم كالتائب بين يدي الأنبا حزقيال قدس الله روحه الطاهرة في الملكوت ... ساستمع لكل نصائحكم بولاء سكان عمان الذين يعتقدون أن السلطان قابوس امتدادا للكون و أنه ولد في بقعة من أصقاع المجرة ... سأستمع لنصائجكم مثل ما يستمع مراهقي الشيعة في القطيف لخطابات الشيخ نمر نمر من خلف جدران المعتقل الصامت ..سأستمع لكم مثلما تشحذ مؤخرة الفنانة شمس الكويتية تقوسها النوراني من ترانيم شيوخ الطريقة النقشبندية وهم يهزون رؤسهم طربا لحالة الوجد والحلول بين ثنايا نهدها الوضاء الطاهر الذي لم يخلق مثله في البلاد...سأستمع لكم ......اغربوا عن وجهي الآن
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق