Translate

السبت، 12 ديسمبر 2009

بابا لماذا يتحول وجهك الى شيء اخر كلما أبتسمت شيء مرعب ومخيف





همست أبنتي شريفة النظيفة في أذني اليوم قالت بابا لماذا يتحول وجهك الى شيء اخر كلما أبتسمت ... أنت نادرا ما تبتسم وكلما أبتسمت توشك على البكاء لا تغضب مني بابا لكن انا اعرف انك متجهم لسبب مجهول بالواقع انا اعتدت على رؤيتك غاضب طوال الوقت لذا لا أريدك أن تبتسم حتى لا أفقد الخيط الخفي الذي يربط وجهك في خيالي وحتى أتذكر أنك موجود في مكان ما كلما ذهبنا للنوم بدونك وقالت شريفة أيضا نعم يا بابا أنا اخاف من فرحك العابر لأنه يخفيك عدة ايام ولا نجدك في الجوار كلما ابتسمت نصاب بالهلع حتى أن برهوم يتساءل عن عجائب تصرفاتك غير القابلة للتفسير هل تتذكر عندما ظهرت في التلفزيون كان برهوم يبكي ويحاول الدخول الى الشاشة ليلمس وجهك كان يمرر اصابعه بانتظام على الشاشة وهو يناديك طلب من روزان ان تبحث معه عن الباب الخفي خلف التلفزيون الذي يعتقد أنك دخلت منه حتى بعد أن انتهى البرنامج كان يراقب التلفزيون وينتظر خروجك لم ينم تلك الليله ولم يغسل أسنانه لمدة طويلة ومع ذلك كانت أسنانه بيضاء تماماً مثل أسنانك هل تعلم أنه طلب مني عدم اطفاء التلفزيون كان يخاف عليك من السواد في الشاشة قال أنك ستغرق داخلها وتموت مثل النملة التي تموت في ثقب الجدار الخفي حاولت اقناعه انك بخير لكنه .... يبكي حتى وهو يأكل الشوكلاته كانت دموعه تختلط بها







هل حدثتك عن غضب روزان منك قالت لي روزان أن الجن خطفوك قبل سنه نعم خطفوك الى اسفل الأرض من فتحة البلاعة في الشارع وتم تغييرك اقصد انهم وضعوا شخص اخر يشبهك شخص يلبس نفس ملابسك ويغيب عن البيت ورائحته مثل رائحتك أنت تعرف الرائحة التي اقصدها تشبه القمح الذي لم يخبز بعد حتى صوتك تم استنساخه في الشخص الاخر تقول روزان انك في الحقيقة لا تضرب أحد لكن الشخص الأخر يصرخ كثيرا ويحدق في الاشياء الصغيره ويثير رعبها كما انه صامت أكثر منك أقصد أنه صامت حتى وهو نائم فيما كنت أنت تهذي وتتمتم في سريرك وتتحرك أكثر مما ينبغي







قلت لها يا شريفة النظيفة عندما يفقد الإنسان الثقة بالأشياء حوله يكون سلوكه فاقدا لإرادة الحياة، فاقدا لكل مقدرة على المواصلة التي تعطيه المعنى المتسامي، كيف تكون الحال سوياً إذا لم يرَ في الوجود سوى النقطة السوداء المعتمة التي تعكر صفو الحياة من كل ما هو جميل، ومن كل ما هو بريء، ومن كل ما هو متسامي؟!.لكن أعدك أن لا أبتسم رغم أنني كنت أظن أنكِ تحبين أبتسامتي هل حقا أبتسامتي تخيفك الى هذا الحد ثم أن الجن كائنات غبية جدا ولا يمكنها خطف شخص سمين مثلي واخذه الى
العالم السفلي من خلال فتحة بالوعة في الشارع ولو حدث هذا لن أقبل أن انزل معهم الا بدرج او سلم نظيف يا شريفة صدقيني أنا هو أنا فلا تقلقي







قالت شريفة حسناً يا بابا
هل حدثتني عن الرسالة التي كتبتها لأخي برهوم سأنقلها له
قلت لها نعم يا شريفة خذي رسالتي هذه وضعيها تحت وسادة ابراهيم
الرسالة
حسناً يا ابراهيم
أنت غاضب مني أعلم انك الآن تلعنني ألف لعنة و تصب على شبحي ألف تميمة … و الحق معك فأنا أكره نفسي كلما فكرت بما فعلته بك لكن هل اطمع في بقية من سعة صدرك التي اعرفها صدقني لم اقصد ما فعلت كنت اعتقد أن الدنيا لونان فقط ابيض أو اسود , صواب و خاطئ , حلال و حرام , عيب و مسموح هي حماقة المسلمات التي تعلمتها من جوف العزلة لم انتبه لما بين الاسطر اغفل دائما عن الخفايا اجهل اهميتها لك حسناً ساعترف
انا اجاهد في اخفاء وجهي الاخر عنك انت لا تعلم هذا وجهي المتوحش سليل الخفاء والعصيان والموت لن تصدقني ان قلت لك انني ااشعل نيران التوبيخ داخلي فقط كي لا تشعر ببروز وجهي القبيح المندس بين طياتي
مثل لعنة اكتسبتها من موت الناس حولي باستمرار اكاد اشعر انني سبب موتهم وهذا يؤلمني قال لي عمك احمد انك بكيت كثيرا اكثر مما ينبغي وكنت تفزع كلما انهمر الماء من عيونك بألم لم تعهده قال لي ايضا انك تهرب الى القبو وتمسح الغبار عن صورة جدك وتتحدث معه عن تصرفي الاحمق معك اعلم جيدا انك لن تغفر لي تصرفي ابدا لكن انا اطمع فقط ان لا تهرب مني كلما سمعت صوت خطواتي وانا اصعد الى غرفتك يؤلمني ان افتح الباب
وانا اشم رائحة
خوفك
وكرهك لي



 





قالت شريفة
بابا أن برهوم الطفل يحمل………أنفاسك
سحر قسماتك
شعاع روحك هل هناك رسالة اخرى اضعها تحت وسادته
قلت لها نعم قولي له عليك ان تعلم انني شخص لا يعرف انه هو
شخص يسقط باستمرار ويكره المكان يركل احلامه ويركض الى جهة لا يعرفها
ليس ضعيفا ولا جبان بل هو شخص لا يعرف انه هو فقط عاملني على انني تائه
مثل جندب في غابة واحفر في باطن الكف نقوش جديدة وحاول ان لا تشبهني كثيرا
فقط كي تختصر مسافات الخوف وتصل الى مكان ما مكان مختلف احبك
واعشق
حتى كرهك لي
رغم انه موجع







قالت شريفة
لماذا لا يمكننا فهمك بسهولة يا بابا
لماذا ندخل في اهازيجك ونخرج بخفة اكثر دون أن نلتقط شيء نتحدث فيه عنك لماذا نشعر بالخوف منك لماذا لا تتكلم مثل كل الناس لماذا لا نحتفظ بذكريات مشرقة عن تواجدك معنا لماذا كل من حولنا يكرهونك
قلت لشريفة .... انا شخص لا يعرف أنه هو عليكِ ان تعتادي على عدم تمكنك من فهمي طوال حياتك




--------------


رشدي الغدير

هناك تعليق واحد:

  1. لطالما اعجبنى صدقك ووضوحك ورغبتك فى اناره دهاليز معتمه يود الكثيرون ان يبقوها كذلك..والان..تدخل الينا بكلام جديد..الاب عندما يتكلم بلسان عاشق وحساسيه فنان وفطنه انسان لم يسمح لعقله الا بتلقى ما يريد فعلا.

    ردحذف