أنا: ليس أكثر من مكوثي طويلا أحدق في اصابعي بحثا عن همسة عابرة خرجت من فمها ولحسن الحظ كانت يدي قريبة ذاك اليوم من خدها يدي التي تمارس الإصغاء الى الزغب النائم تحت شفتها وقفز خصل شعرها الصغيرة كما لو انها تحاول الهروب الى أسفل عنقها الملتوي في التفاتةٍ طويلة ما يجعلني أدير وجهي بحثا عنها رغم انها غير موجودة أعتقد أنني أحبها أن لم يكن هذا هو الحب فماذا عساه أن يكون
أنا الاخر: أنت تتوهم هذا ربما بسبب حرمانك من الجنس و الكبت وفوران رغبتك الجنسية يقودانك الى توهم الحب عليك أن تنبه الى أن الفراغ الذي تركته خلفها يورق في وجهك ويجعلك تحدق في اصابعك بحثا عن خاتم فضي كان يسكن اصبعك رميته في البحر عندما هجرتك حبيبتك الأولى هو الفقد يقتات على خيال رجل مثلك يعيش وحيدا في مدينة الدمام الموحشة بزنابقها الذابلة وشوارعها المفخخة بالموت أكمل كأس الخمر وأذهب للنوم فلا شيء يستحق الأنتظار
أنا: افرغت نصف زجاجة الخمر ومسحت كل الذكريات من راسي لكن صورتها ماثلة أمامي حتى وانا امشي عاري بين الغرف أشعر بوجودها خلف الستائر في الاقداح الفارغة في ملابسي في صوت قطرات الماء الهاربة من السقف في وجهي في الكرسي الوحيد المبتعد عن الطاولة في هسهسة النوافذ أشعر انها تراقبني وتسمع حديثي هذا معك كل شيء ينفذ بسرعه سجائري صبري حتى الهواء في الغرفة أشعر انه يتسرب من ثقب ما في الجدار لا تضحك مني أرجوك أن قلت لك أنني أتعمد اغلاق الابواب ثم فتحها من جديد وأنا أحمل ايمانا كامل انني سأجدها نائمة في غرفة ما تعبث بي فكرة الشروع بمناداتها او الصراخ في غرفتي هذه
أنا الاخر: كل ما في الأمر أنك تمد يدك فلا تلمس غير رحيلها لا تسمع صوتها وهي بعيدة عنك ربما هي مشغولة في هندسة خطواتها الى سرير رجل اخر ربما ضاجعها وسل عجيزتها المنهالة وهي غائبة في اللذة بين يديه ربما صفع نهدها ودسه في جيبه وركلها برجله على خاصرتها أنت تعرف النساء يغريهن العنف على السرير وانت يا رشدي فاشل في التقاط اشاراتها حتى أنك لم تكن تميز اضطرابها لم تكن تننتبه الى رائحتها وهي تشعل اسمك في فمها وتحاول صب لعابها على جبينك لم تكن تليق بشغفها للقسوة لم تكن كافي لها في الواقع هي لم تكن معجبة بك بالنسبة لها كنت مجرد رجل عابر لا يلفت الانتباه ولا يهتم به أحد فقط مارس نسيانها اغرق وجهها في كأس الخمر سيذوب في الداخل وستذهب للنوم وتستيقظ ولن تجدها
انا: حسناً يا أنا معك حق سأنهي كأسي واذهب للنوم ولن أهتم بتفسير سبب التصاق صوتها في كل شيء اللعنة أنا رجل لا يصلح للحب
--------------
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق