Translate

الأحد، 6 ديسمبر 2009

أعتذر للخروف الجميل


تماماً كما كنت أظن كل شيء رتيب ونمطي وعادي جداً في هذا العيد كل شيء سار كما خططت له وجهي تجمد على ابتسامة ساذجة وكل امنياتي لم تتحقق بعد ولا اعتقد ان ثمة وقت لتحقيقها رجل مثلي يثقل الخطوة نحو الخمسين بأحلام قليلة وطموح متلاشي كما انه يعاني من النقرس ويضع في جيبه درزينة حبوب وادوية لا يعرف اسمائها ولا يهتم بشيء ابدا ...


 اليوم جلدنا الامام بخطبة عصماء في صلاة العيد وقال اتقوا الله عباد الله ثم جلدنا نفس الامام بخطبة صلاة الجمعه وقال اتقوا الله عباد الله مرة اخرى وانا نصف نائم وداخلي ينطلق سؤال مبتور أيها الامام ماذا افعل انا في المسجد بنصف وجه نائم اذا كنت لا اتقي الله وانا هنا مثل تمثال متهدم اشخص خلفك واصلي بيقين المستسلم المتبع اخفي داخلي كل انتباهات الحلاج والنفري والبغدادي ...


 رائحة الذبائح والدم تفوح من ثيابي اشعر انني سكين جزار تتحرك لم احسن تعليق الذبيحه وسلخها اليوم دون قصد نحرت الخروف بشكل غير متزن فضربني ابن التبن والشعير على ساقي وسقطت فوقه والدم يتسرب من رقبته وهو ينظر الي ..  لكمته على وجهه وانا اشتم والعن كل الخراف البشريه في هذا الكون اكره شيء واحد وهو قطب كرشة الخروف من اعلى وجز امعائه واخراج ما تكور في معدته وسكب كل شيء في دلو احمر هذا مقيت كان اخي احمد يراقبني وانا اتوجس خيفة ان تعود الحياة للخروف ويضربني على ساقي ربما اخذ السكين ووكزها في رقبتي وسلخ جلدي لا يمكن ان اثق بجثة خروف منتقم قيمته 1800 ريال تماما هي قيمة البلاك بيري الذي اتمنى شرائه لوالدتي حوذية السماء التي تحولت الى اكثر الكائنات غضبا مني لفرط غيابي المستمر عنها لكن ماذا ستفعل أمي العجوز بلبلاك بيري وهل ستفتح التشات وتتحدث مع صديقاتها في الرياض بالواقع امي غير مهتمة كثيرا بلبلاك بيري اعتقد انها تريد الأي فون الجديد ...


 غيرت ملابسي وغسلت شعري بشكل سريع لبست ثوب ابيض ابيض جدا مثل اي وغد سعودي جاهدت في اخفاء خدوشي الصغيره وجروحي السوداء ورسمت ابتسامة ساذجة وذهبت لبيت كبير العائله كنت قد صقلت خدي بشفرة موس حاد ولا اعلم لماذا رافقتني نظرة الخروف وانا احلق ذقني كنت المح عيونه في المرآة بشكل واضح ..  اللعنة هل حقا اشعر بالذنب ...


نظرات ابناء عمومتي من الغدير قاسية جدا اشعر بحرارة في ظهري وانا اتجول في مجلس العائله اسلم واقبل على اشخاص لا اتذكر اسمائهم احاول فقط ان اكفر عن القطيعة بيني وبينهم كنت مبتسم جدا ودون سبب كنت اضع يدي على الجدار واصمت ثم اعود لجولة جديدة الامر متعب جدا كلما جلست على الكرسي واعتقدت ان جولة القبل والمجاملات انتهت اكتشف انني لم اقبل واسلم على نصف الموجودين اللعنة عليهم كم اكرههم واكره غبائهم الموروث ماذا أفعل بكل هذا اللحم والطبيب منعني من تناوله انا مصاب بالنقرس أيها النبلاء مرض الملوك بأمكان نصف كيلو لحم ان يقتلني اللعنه هل كتب علي ان اعيش هذا النوع من المفارقات في كل عيد ...


 قال لي شيخ العائله المعصوم دام ظله الشريف ان الناس تتكلم عن فضيحتي ودخولي السجن قبل ايام قال انني نذير شؤم على العائله وان اللعنة ترافقني وانا اهز رأسي مثل احمق كنت اتخيله عاري وهو يتحدث تخيلت ايضا عدد البثور والدمامل حول جهازه التناسلي وشيئه المتدلي يطل مثل رأس سحلية مريضه هذا دفعني لأبتسم في وجهه وهو يوبخني ويطلب مني التوقف عن كتابة الشعر الماجن وعن الزج بوزير الثقافه وخادم الحرمين في احلامي كنت ابتسم فقط واهز رأسي مثل احمق  ...


اللعنة كيف لهم ان لا ينتبهوا لوجودي ابناء عمومتي الاوغاد غادرت المكان دون حتى ان يهتم بي احد شعرت انني اخف وزنا واكثر سرعة لم التفت ولا أظن ان احدا التفت الي ركبت سيارتي مدمنة الورشة وخلعت شماغي ومنحت نفسي متسع من اللعن والشتم واطلقت ضحكة عاليه وانا ادير المحرك شعرت بدغدغة في رأسي تحركت بسرعه دون وجهة محدده فقط غادرت المكان مثل وغد يركل احتمالاته ويضحك لوهله نجح العيد في منحي شعور الخلاص لدقائق قليله


هل انتهى العيد
حسناً
كان الامر
مقيت
الان ماذا علي أن افعل


.


.



انا فقط اريد أن اعتذر للخروف الذي قتلته اليوم الصباح عن اللكمة التي وجهتها له لم اقصد ان الكمه وهو ينازع في روحه
الغريب ان صورته امامي وهو ينظر الي بخوف
اللعنة انا لا اصلح لشيء ابدا
 ان الملايين من الخرفان ذات الرجلين تقتل كل ثانية فيذهب بها الي الجزار لتقطع افكارها وميولاتها وحريات تعبيرها اربا اربا اربا حتي ينعزل الفكر عن الذات فتصبح بذالك مادة خاملة لا تتمتع بقابلية للتحليل
...........


رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق