Translate

السبت، 12 ديسمبر 2009

تعلمت هذا الأمر في المعتقل عندما سجنت على خلفية بعض الكتابات





حسناً أيها النبلاء كنت قد وعدتكم أن اكمل كتابتي عن النهد الهارب قبل ايام سافعل هذا بالتأكيد لكن صدح سؤال في رأسي قبل قليل ودعوني اعترف أنني لم افكر بعد في سؤال مشابه إلا أنني أدرك بانه ثمة أختلافا جوهرياً بين ان يخطر سؤال يدهش اللحظة بوصفها الثورة اللحظية وبين سؤال اخر يتعلب وينجز من خلال تفكير متواصل أعترف ايضا أن مستويات الاستعمال الزمني خلقت لي بعض المشاكل فاردت بشكل خاص أن أتجنب ثقل الماضي المركب وهكذا كان سهلاً علي أن اعبر بالطريقة التي صيغ بها المحكي في النهاية عن الاشياء مثلما كنت افكر فيها او أدركها وأن أجد لها موقعا سرديا في اللحظة التي اتلفظ فيها أنا هنا أتحدث عن كتاباتي للحواريات السردية التي كنت أعتقد انها ومن خلال شكلها الأنطباعي المعتاد تمثل عائقا يقف في وجه القراءة خاصة عندما تكون الحواريات لن اقول الحوارات أجد أن مفردة الحواريات أنسب في الاستعمال هنا اقول عندما تكون مصاغة بطريقة
محكمة وفيها شخوص أقل كما انني أتجنب وبشكل خفي الوقوع في ما يشبه الاتجاه المحاكي الناجز خاصة في إعادة الانتاج الزائف لكلام الشخوص لم أعتمد عدم المباشرة لانني اريد أن ابتسر والخص واذهب للفكرة بسرعة واعترف ايضا أن المشكلة الكبيرة التي أعترضتني اثناء الكتابة هي التمكن من الوصول الى جعل السرد في الحواريات قادرا على التعبير وعن العديد من الاصوات خاصة صوتي انا رغم عدم ذهابي في نهاية النص الى ترك القارئ يخبط خبط الاعشى وسط التباس قوي اعتقد انه يتعلق برغبة المحكي الاستراجاعي وبان بداية المحكي المسرود لا تقدم الا في النهاية هذا الأمر مرهق جدا ولا املك أن اخرج منه بالواقع دعوني اعترف أنني مستمتع به أعتقد أنها لحظة كونية في الكتابة تمنحني التحدي والاستلذاذ الفكريين اللذين لهما علاقة بتمزقات ماضية حدثت في طفولتي أو في طفولة رشدي الغدير الشخص الذي يحاورني ويسكن داخلي ورغم هذا فالبنية الاستدلالية في نصوصي المسرودة تنبعث منها هرمونية تجعلني أعيد القرائة لنفسي بذهول عجيب اعترف أنني معجب بنفسي الى حد الهوس وهذا لا يحرجني أبدا قبل أن أنهي حديثي السريع يجب ان اعترف أيضا انا رجل لا اكون على معرفة مطلقة بطبيعة اشتغال المجتمع الذي احاول الاندماج داخله الا عندما اهاجمه انا فقط اهاجم كل ما يحدث بجواري ودون توقف هي طريقتي في فهم المجتمع واعلم أنها لا تعجبكم لكن عليكم أن تدربوا أنفسكم على تقبلي أمر اخر من سيوجه لي نصيحه فيما يتعلق بهذا الامر فساكشف له مؤخرتي وليختصر الموضوع ويغرب عن وجهي وليتذكر لم تلدني أمي لأبحث عن سعادة الناس ورضاهم ... هذا شيء لا يهمني ابداً

أمر أخر يجب الأنتباه له قبل أن يطلق أحدكم الحكم المتسرع ضدي كما هي العادة لقد نشأت هذه الحوارات والكتابات أساسا على خلفية ما عشته وما تمكنت من جمع بعض الملاحظات بشأنه وما يترتب على التجربة من تداعيات اخرى لقد قادتني هذه الأحداث الى الخروج بمجموعة من التأملات التي باشرتها بكيفية جد متعمقة على كل حال ستجدون أن هناك العديد من العناصر المرتبطة بالجانب السيري الا أني في نهاية المطاف اضع السارد خارج الذات الخفية وأحاول أن اختفي وبشكل فيزيائي في التفاصيل ستجدون ايها القراء الأعزاء أنني أجنح الى الأيمان في قرارة نفسي أن حياتي العادية معقدة وصعبة للغاية وقد أكتشفت أن افضل طريقة لتجنب أي مشكلة محتملة هي أتباع مذهب عدم امتلاك أي شيء يذكر لقد وجدت حريتي في هذا المعتقد وفي سياق الحياة المألوف أعتقد ان ثمة طريقتان ليكون المرء حراً أن يصمد ويصارع في عدم امتلاك شيء أو أن يستسلم كلية لتيار الحياة الجارف وملذاتها وأن يتشبث بالأشياء المادية دعوني أخبركم سرا مهم لقد تعلمت هذا الأمر في المعتقل عندما سجنت على خلفية بعض الكتابات لقد تمكنت وانا في السجن من ملاحظة أن المعتقلين الذين فقدوا حرياتهم منذ وقت بعيد قد انتهوا الى رفض امتلاك أي شيء مهما كان أنهم يمنحون الاخرين أي شيء يقع تحت ايديهم رغبة منهم في البقاء منفصلين واحرار لدرجة أنهم يرفضون الاحتفاظ بكأس زجاجي لأن الكأس ربما تتسخ وتحتاج من ينظفها أو قد تتكسر فيشعر السجين أنه فقد شيء وأن الشيء قد امتلكه هو
بعد هذا الحديث هل موقفي واضح
حسناً أغربوا عن وجهي عليكم اللحمة
...........
كتبها رشدي الغدير كمحاولة للفهم لا أكثر


 

 

هناك تعليق واحد:

  1. ههههههههههههه

    اعذرني برغم كل الاسأ والالم الا ان فيك روح الدعابة وخفة الظل


    راااااااااااائع يارشدي

    الله يوفقك ويحفظك

    ردحذف