Translate

الثلاثاء، 18 يناير 2011

أصبحت معتادا جداً على هذا النوع من كائنات الله التي لا تفهمني ولن تفهمني

 



قبل قليل أجتمع الشعراء الشعبيين حولي في منتدى الشعر النبطي بالدمام لتتم محاكمتي ومسائلتي حول خروج كتاباتي عن القيم الشعرية ..طبعا تم التخطيط المسبق لهذه المحاكمة منذ حوالي اربعة أشهر أو يزيد جمعوا ما تطاله يدهم من قصاصات الصحف ومواقع الانترنت التي تنشر نصوصي بشكل منتظم بعضها لا أعرفه والبعض أزوره بنفسي


حاولت فقط أن أحافظ على الهدوء المزيف الذي يمتطيني كلما تكالبت الجيوش على قصعتها الهدوء الذي يرهقني المريب في الأمر أنني أنا القصعة الليلة وتباً لي من قصعة لها قعر ولا تلمع وبنشوة النطاسي المحترف جمدت وجهي على إبتسامة فارغة يمكنها تلقي كل نظراتهم الحانقة بمرونة لا يمكن وصفها ..هم يعلمون أنني قليل الإبتسام وقليل الضحك وقليل الصبر ... هم يعرفون كل شيء عني تقريباً لكنهم يجهلون شيء واحد وهو متى يخرج عليهم الوحش النائم في داخلي ذاك الذي تسبب في دخولي المعتقل لأكثر من مرة بالواقع حتى أنا أعجز عن كبت رغباته الدموية في تمزيق كل شيء يقع في يده ...


وبدون مقدمات قام أحدهم وأقترب مني وقال : يا رشدي أنت تعلم أنك تطاولت على القيم والأخلاق في كتاباتك وما وصلنا منها جعلنا في حيرة من أمرنا بتنا لا نعرف من أنت وما هي ديانتك وما هو مذهبك ولا توجهك السياسي في أكثر من نص لك هاجمت حماس والحركات الجهادية الشريفة في العالم العربي ثم هاجمت حزب الله وامريكا وحتى اليونان لم تسلم من لسانك وكثيرا ما نجدك تتهكم على إمام وخطيب المسجد الذي تصلي فيه الجمعة وطبعا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ثم نجدك تهاجم الشعر النبطي الذي يمثل تراث الجزيرة العربية وتراثك أنت بالواقع نحن لم نفهم سببا واحدا يدعوك للكتابة بهذا الشكل .


كنت منصتاً جداً لهذا الشاعر وهو أحد الأصدقاء وتربطني به علاقة متعثرة نوعا ما قلت له :هل تقصد أنكم لم تقفوا على فهم محدد لكنه تجربتي أيها الشعراء هل يمكنني طلب كأس ماء أشعر أنني سأتحدث كثيراً وسيجف ريقي لطالما كان الحديث مع كائنات تشبهكم ينشف ريقي ويشعرني بالغثيان أرجوكم لا تعتبروها إهانة أنتم تعرفون أنني مباشر أكثر مما ينبغي عليكم حقاً تحمل وجودي بينكم الليلة ...حسناً أيها الشعراء الشعبيين هل يؤلمكم عدم الوقوف على فهم محقق ومتزن لما أكتب هذا يؤلمني أنا أكثر صدقوني لا يستطيع شاعرٌ أن يواصل المتابعات الكتابية الخالية من الحرية فالعمل الشعري يجر إلى حيرة نظرية حادة لا خروج منها إلا بالمضي في ألعمل نفسه وبحرية أكثر هذا ما أعتقده انا لا استطيع أن انجو إلى النهاية من قلق أن اكون مفصل لتجربتي الخاصة التجربة التي توقعني في كراهيتكم رغم أن محبتكم لي لا تهمني كثيراً وأنتم تعلمون هذا جيداً


قال أحدهم : رشدي نحن نطلب منك أن تتوقف عن الكتابة يا أخي أنت شوهت المشهد الثقافي في المنطقة ثم أنك طردت من كل المنتديات وشطبت عضويتك من كل المواقع الأدبية متى ستنتبه إلى أن توقفك هو الحل الوحيد


التفت إليه وبنصف إبتسامة ثم أردفت : سأخبركم بأمر مهم أيها الشعراء الشعبيين كنت في بداياتي الشعرية وبعد كل نص أكتبه أغمض عيوني وأحاول الدخول في الورقة أحاول تلبسها دعوني أوضح هذا لكم كنت أصر على أكل الورقة وألتهامها بحرص اضعها في فمي وألوكها مثل تيس الحضيرة الوكها بحب مثل مراهق يموسق القشرة الميتة لحلمة فتاة خائفة وقعت بين يديه وفي غفلة منها ولفرط النشوة قالت له ألتهمني ..فألتهمها حتى تلاشت في فمه ..هذا بالضبط ما يحدث بيني وبين القصيدة فكيف لكم يا سادة أن تتورطوا في طلبكم الغريب مني وأنتم تعرفون أنني سأرفضه بل سأركله في وجوهكم ... أن أتوقف عن الكتابة هل أنتم مصابون بمرض خبيث لا أسم له تالله أن علاجكم عندي ثم أطلقت ضحكتي وقمت من مقامي وأنا الون وجوههم بضحكتي الرشيقة وقلت لهم : أسمعوني جيداً لقد توقت فترة عن الكتابة و الرؤيا وشعرت بالموت … ثم عدت من جديد لكني لا أزال اتأمل في التجربة ككل وأرى أنه رغم الفوارق الذاتية بين القصائد المختلفة، ثمة محركات مشتركة وأجوبة أكثر من شخصية واشتراكاً ثقافياً وفنياً رغم القتل والطرد المستمر وشطب العضويات وضياع الجهد المتواصل وعدم تقدير ما أقدمه ...اللعنة أنا لا أطمح بغير منحي الحرية التي أستحقها ... هل نصوصي لا تعجبكم حسناً هذه مشكلتكم أنتم
ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ….
وهل طرد وشطب بعض المواقع الملونة لعضويتي وحذفها لنصوصي تعتبر دليلاً على وجوب توقفي الفوري عن الكتابة هل أنتم شعراء حقاً بدأت أشك في هذا ما أنتم الا عبدة للأعلام ربما لكن بقدر الالم هل يسمح لي بالحديث عن بعض الجروح النائمة وبدون مقاطعة .. لا اعلم كيف وصلكم هذا الخبر لكنه صحيح فنقطة ضعفي هي ثقتي المفرطة بالاخرين وإدراج المفاهيم الخاصة بعلاقتي بهم ألستم معي أنَّ المفاهيم هي انسراب لوعي لم نشارك في تسمية حدوده بل حملناه بكل مخلفاته ونقائضه دون أن نلتفت لمآزق المفاهيم و لعجزنا عن تسمية ما نشعر به من وحدة وموت أنا أعالج هذا كله في الكتابة ... يؤسفني أن أبلغكم بعدم جدوا النقاش معي أن كان الهدف هو منعي من الكتابة ..سأغادر المكان شكرا لضيافتكم


.
.
.
رشدي الغدير
r0509932227@hotmail.com
..........
خارج لعنة المنع من الكتابة
.
.
مرة اخرى مالذي يزعجني ...
.
.
.
لا شيء يزعجني أنا تقريبا أصبحت معتادا جداً على هذا النوع من كائنات الله التي لا تفهمني ولن تفهمني ...أنا شخص غير قابل للفهم ...
اشعر بصداع خفيف في وسط جمجمتي وفي الشق الايمن
هل
يجب علي
القلق حيال هذا أيضاً


.
.
رشدي الغدير‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق