قط يلتهم ذيله .. لفرط الجوع

أنام كل ليلة مع كائنات متوحشة لا سبيل للتفاوض معها ...تحاصر رأسي ..و كعاهة مستديمة تلتصق بي بعد أن أستيقظ ... في الصباح أتعامل مع أبناء البشر الضعفاء بمزيج بارد بين الرعب والتعاسة الذي أتقن عمله ببراعة .. أتحدث عن نفسي بنبوءة تثبت وجودها وتقتل الفرح بعنف عائلي رغم أن أبناء البشر الضعفاء لا يجدون في وجهي غير ابتسامة تلقائية يمكن نسيانها بسهولة ويسر ...و كالمعتوه أبحث في الدمام عن شخص يشبهني في حي الدواسر تحديداً أشاهد رجلاً يمسك بأبنه متلبساً برائحة سجائر قذرة ..عندما يشير الولد إلى الله في السماء ويبكي ويقسم أن زملاء المدرسة تركوا رائحة سجائرهم على ثيابه قبل رحيلهم .. تسقط من السماء صفعة أبوية على وجه الولد ليدرك الولد أن الله لا يكترث به .. ولن يكترث به ..يستسلم الولد لذات اليد التي صفعته وهي تجذبه بعنف وتمزق ما تبقى من إيمانه القديم ....عيونك البنية تعود لك .. عيونك تلون المشهد تنظر بحب إلى الولد وهو يودعك سعيداً ومبتسماً لك ..لأنه أكتشف قبل 54 سنة عدم قدرتك على التخلص من كائناتتك المتوحشة ولا يمكنك التفاوض معها ...تحاصر رأسك و كعاهة غبية تلتصق بك بعد أن أستيقظ ..
.
.
غمرتني رغبة سعودية جداً بالتنكيل في أي شيء ..فرحت أنكل بالمنديل أيما تنكيل ..لدرجة أنني جعدته بقسوه وبصقت فيه دون هوادة ورحت أمسح فيه حواف الأشياء دون عواطف ولا أهداف ..هل كان يعلم من صنع المنديل في مصنع المناديل أي مصير يتربص بالمنديل ...ياله من سؤال فلسفي فادح أيتها المناديل ....سامحني أيها المنديل على حماقة لا أقصدها فأمي التي اختفت من الحياة رغم جمال عيونها البنية لم تعلمني كيف اسقي دموعي للمناديل ...
.
.
اللعنة .. استيقظت قبل قليل من النوم بفزع قط يلتهم ذيله لفرط الجوع .. .. وبما أنني مدعي نبوءات تافهة أتملص بها من تهمة الإلحاد التي تلتصق بي لأنها لم تجد من تلتصق به غيري في العائلة .. عدت إلى غرفتي الساعة السابعة إلا ربع محملاً بصداع خفيف و وقح جداً ذلك لأنه لا يؤلم ولا يغني من جوع ...اغتسلت بسرعة من غبار شوارع الدمام و من بقايا نظرات العابرين المدسوسة في وجهي ... وضعت جسدي على السرير عارياً تماماً .. داعبت قضيبي الميت وذكرته بأول بنت جرب معها أنتصابه الكامل قبل أكثر من ثلاثين سنة لكنه لم يكترث لكل محاولاتي معه لهذا رحت في نوم عميق .. وهنا حدثت الكارثة لقد حلمت بأنني نائم وأحلم بأنني نائم و أنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم ...ياله من حلم ساذج لا ينتهي ...... سأعود إلى النوم و أحلم أنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم وأنني نائم وأحلم بأنني نائم
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق