أنطلق بسرعة انطلاق الخرافات من الأديان السماوية

ما زال الله يخلق لي حروباً لا نصر فيها ولا هزيمة ..مجرد أشياء أفعلها دون أن أملك الرغبة الكاملة في فعلها .. أقصد أنني افعلها على كل حال وسأستمر في فعلها .. كأن أكتشف أن أسمي لا يعنيني في شيء بل هو اسم اختاره والدي ليذكره بأبيه (راشد) فقط ...رغم أنه حاول تحريف الأسم ليمنحني صفة الفرادة التي دفعت ثمنها في المدرسة كصفعات متتالية من الطلاب الذين لم ينسجم اسم (رشدي) مع خلفيتهم البدوية جداً .. صفعات تراكمت على وجهي واستقرت كخدوش صغيرة لها رائحة ..كأن تكتشف أن معلم الرياضيات في المدرسة لم يكن يمسح بيده الطيبة على رأسك ليخفف من قسوة الظروف التي عركت طفلاً غريبا لا يحسن القاء النكات على القطط العابرة في الشارع بل كان يمسح رأسك لتسقط يده على مؤخرتك و يغرف منها خيالات تساعده على انجاز لحظات استمناء تناسب شذوذه السعودي جدا ليخرج لك قضيبه فيما بعد ويطلب منك أن تلمسه بيدك الصغيرة ..
.
.
استيقظت قبل قليل بهلع رجل نجى من حادث مروري .. لم أغسل وجهي ولم يكن عندي وقت لأسناني ولم أكترث حتى لذقني ..لبست ملابسي على عجل وكأن الريح من تحتي خرجت مسرعا وركبت السيارة وأنطلقت بسرعة انطلاق الخرافات من الأديان السماوية ..كدت أدهس ثلاثة عمال هنود يعبرون الشارع ب شكل غبي كما أنني كلت الشتائم البشعة لاشارة المرور والشوارع الفرعية ثم أكملت شتم الشيعة والسنة و مؤسسات الدولة الرسمية و مجلس الشورى و وزارة الزراعة و لجنة تقصي الحقائق ..وبعد وابل الشتائم ...تذكرت أن اليوم اجازة .....
.
.
ما حدث هو أنني ركنت سيارتي على جانب الطريق الصحراوي وخرجت مستسلماً للعاصفة الرملية التي ضربت مدينة الدمام المقدسة اليوم .. أغمضت عيوني ورحت أصرخ في العاصفة : طوبى لكِ أيتها الفتاة الشقية الغاضبة ..طوبى للرمل الذي يلسع وجهي ويتسلل إلى قصبتي الهوائية ويسد تجاويف جيوبي الأنفية ..طوبى لكل الأشياء التي تطير من حولي و لتذهب اشارات المرور المملة الى الجحيم ...وها أنا أبصق الرمل واتنفس بصعوبة وأحاول اخراج الرمل من اذني ومن فتحة الشرج المنسية ..لكنني أشعر بالسعادة وهذا هو المهم لقد أنتقمت من صفعات الطلاب ونباح اسمي علي في الطرقات المظلمة ومن خدوشي الصغيرة التي تفوح بروائح البكاء ...
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق