Translate

الاثنين، 3 يونيو 2013

ما حاجتي أنا للحكمة ما دمتُ شاعراً عظيم أيها الحمقى البلهاء

45760_1475418099548_1656570184_1151876_4028343_n




توفي هذا الصباح جارنا أبو ناصر الذي أرغمني في مراهقتي على شرب بول الناقة كي أشفى من الداء المزمن في معدتي ... خضعت لعملية غسيل معدة في المستشفى بسبب أحماض بول الناقة التي أحرقت مريئي وخرجت من أنفي .. بعد خروجي من المستشفى قررت أن أنتقم منه و حين ما شاهدته يسير إلى منزله يحمل في يده أكياس الأرز و الطحين قذفته بحجر ثقيل متوسط الحجم ثقب رأسه من الخلف فوقع على وجهه وتهشم أنفه فيما رحت أركض مثل مجنون وبدون توقف وهواجسي المزمنة تتشكل داخلي كي تتحول إلى ارهاصات شعرية بعد سنوات قادمة .. الغريب أنني رميته بالحجر قبل عشرين سنة ولم تخرج من جسدي رائحة ندم على هذا الأمر ...وعندما سمعت خبر وفاته هذا الصباح بكيت بشدة وبحرقة مؤلمة .. بكيت حتى أنني شعرت بطعم بول الناقة في فمي وكأنني شربته قبل قليل ... رحمك الله يا أبو ناصر ... رحمك الله أيها الوغد
.
.
قبل سنه توفي أسوأ أصدقائي على الاطلاق داهمته نوبة انخفاض في الضغط كما قال لي ولده .. لقد كنا مقربين من بعضنا لدرجة أننا تعلمنا التدخين والسهر والكسل وكل الأشياء السيئة في نفس الوقت .. وكجواسيس في مركز مخابارات محلي كنا نغطي أسرارنا ونخفي خطواتنا وننظف فوضى بعضنا البعض ... كنا نزعم أنا خطايانا جميلة ونادرة مثل النساء الوفيات في مدينة الدمام ... ولفرط حزننا كنا سنسرق الدمام ونمضي بها إلى المنامة لنشرب البيرة الخالية من السكر في شارع المعارض .. رحمك الله يا صديقي ورحم الله عيونك الودودة التي تشبه اللهفة في أرواح زوار الأولياء الصالحين... مر عام على موتك وأنا لا جديد لدي سوى أني توقفت عن التدخين و الخمر و النساء و الملح في الطعام ... واشتقت لك أكثر.... سحقاً لك أيها الوغد..
.
.
لا أخفيكم سراً أيها القراء و المتابعون أنتم تبدون أسوأ أشخاص قد أعيش معهم في هذه الحياة او أسافر معهم في طريق طويل وخطير وممل.. أنتم فعلياً ومن منظوري الشخصي وبرغم الفروق الطفيفة فيما بينكم تنزلقون كلكم في خط واحد نحو برميل الزبالة نهاية الشارع .. سحقاً لكم ... صدقوني أن فكرة بقائي معكم في هذه الحياة هي فكرة ساذجة مثل إطلاق نكتة واحدة على نفس الشخص مرات متتالية .. كل من أعرفهم يموتون واحداً تلو الأخر وأنتم لا أعرف أسمائكم ولا أعلم أن كنتم موتى أم أحياء ترزقون ..لذا يمكنكم أن تغربوا عن وجهي بعد أن تحزموا حقائبكم وتحملوا عيونكم بعيداً عن هرائي الممتد في هذا المكان ... فوراً


قد يقول أحدكم أيها القراء أنه ليس من الحكمة أن تثور في وجه من يمارسون القراءة لك بشكل مستمر ...أه ..نعم الحكمة ... الحكمة .. أنزلت سروالي وتبولت عليها قبل قليل .. كانت الحكمة تصرخ تحت وابل أحماضي الحادة … ولم أستمع إليها ..مسكينة الحكمة كم أشفق عليها .. ما حاجتي أنا للحكمة ما دمتُ شاعراً عظيم أيها الحمقى البلهاء …
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق