Translate

الخميس، 6 يونيو 2013

أشياء صغيرة تهددني بالرحيل او البقاء او الموت

309555_2333982682129_1626664755_2335708_819045231_n


أنا لست وحيداً في هذه الغرفة ولا أحتاج إلى تعاطفكم او شفقتكم البلهاء يا أبناء البشر الضعفاء وها أنا أتناول بسكويت الزبدة مع الشاي وبجانبي عارضة أزياء فاتنة وجدتها في مجلة قديمة تحت الطاولة ... ببساطة فتحت صفحة الأزياء وقمت بدعوتها إلى بسكويت زبدة مع الشاي وعلى حسابي طبعاً وفي غفلة من والدي الميت الذي يقف عند رأس السرير كل ليلة دون أن يتحدث معي ...


- ما أسمكِ
- اسمي كلوديا يا سيدي
- منذ متى وأنتِ حبيسة داخل هذه المجلة -
- لا أعلم يا سيدي ..لكن الفتاة في صفحة المكياج كانت تبكي -
- لماذا ؟-
- لأنها تريد الخروج من المجلة بعد أن سال كحلها يا سيدي-
- سأخرجها غداً لتتناول معي العشاء -
- سيدي من هذا الرجل الذي يقف عند رأس السرير -
- آه .. هذا أبي .. هو رجل طيب لا شيء يدعوك للخوف منه -
- لماذا لا تدعوه لتناول البسكويت معنا يا سيدي -
- هو لا يحب البسكويت ....
.
.
رأسي مليء بالوساوس .. لدرجة أنني كنت أتحدث إلى الطاولة الصامتة التي أمامي .. أيتها الطاولة ليس لديكِ أدنى فكرة كم أنتِ محظوظ أنكِ طاولة .. ليس لديكِ وعي ولا وساوس ولا أحد سيهددكِ بالرحيل او البقاء او الموت .. كما أن الغبار يزيدكِ وقارا و حشمة ... الوعي ليس إلا لعنة تحول حياتي إلى مجرد أفكار ورغبات لا أجيد تحقيقها ....
.
.
مرت ساعة ونصف وأنا أحاول خلق مساحة إنسانية وهمية بيني وبين الطاولة ...خلقت لها فما صغيرا بأسنان بيضاء لكنها لا ترغب في الحديث .. منحتها أسما وهميا لأناديها به كلما شعرت بالوحدة و الموت في هذه الغرفة الحقيرة .. لكنها لم تتحدث معي فيما رحت أنظر إلى الكائنات الصغيرة التي تمشي على الجدار بأرجل مهتزة لتسقط وتعاود الصعود لتمشى مرة أخرى على الجدار و بين نظرات عيوني التي تركتها على الجدار البارحة ثم رحت أخاطب الكائنات الصغيرة : أيتها الصراصير ليس لديكم أدنى فكرة كم أنتم محظوظون أنكم صراصير .......
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق