Translate
الثلاثاء، 4 يونيو 2013
ابتسامة صغيرة ..صغيرة فقط
الولد الشاحب الشكل الذي قطع المسافة كلها من دارين إلى النادي الأدبي في الدمام .. بعد أن لقن قدمه لغة الرصيف سكن التعب ملامحه قبل أن يقف أمام الباب محتاراً كيعسوب ماء أبله..وجهه مرهق رغم وميض البهجة الخافتة أسفل عيونه ...يرتدي ثوباً أبيض يزيد من قوة تهكمه على المكان .. شحذ شكيمته كلها ليدفع الباب ويدخل متفرسا بما ينتظره في الداخل ..حزمة قصائده تطل من رأس حقيبته البنية كالصيصان الصغيرة تتنفس أصوات الناس و المكان .. قرر أن يستقبل أول كرسي في القاعة ويجلس فيه دون أن يلتفت او يتكلم .. راح يستمع لشاعر كبير يقف على المنصة شاعر لا يعرف اسمه .. ابتسامة صغيرة من الشاعر الكبير كانت كل ما يلزمه للمشاركة في صخب التصفيق الحاد .. وبعد فترة قصيرة أدرك الفرق بين الهراء الذي يخفيه في الحقيبة وبين السحر الذي يسمعه من شاعر الأمسية الكبير .. ظهرت على ملامحه سخرية الضجر .. الضجر الذي دفعه ليعطي ظهره للجالسين ويخرج مسرعاً دون أن يتخلى عن صمته أو بقايا شعوره بالخجل ..ليعود بعد عشرين سنة لنفس المكان ويقف هو على المنصة كشاعر كبير يتفحص بعيونه المدربة نفس الكرسي الأول في نفس القاعة .. الكرسي الذي جلس عليه قبل عشرين سنة ليجد ولداً خجولا أخر يجلس على نفس الكرسي يتابعه بخوف وخشية منتظراً ابتسامة صغيرة ..ابتسامة صغيرة فقط ..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق