Translate

الاثنين، 22 يوليو 2013

أعرف أوغادا يعيشون طويلا ولا يموتون فجأة ...

r-3


لقد عرفنا بعضنا منذ خروجي المحزن من الغابة .. احتضنتك ليلة الدخلة وشاهدتك وأنت تمارس فض البكارة الأولى بجوع قاطع طريق ثم عانيت من ممارستك الجنس فوقي كلما صفعك الموت وسرق أحبتك منك .. تحملت وحشيتك وأنت تنتقم من هذه الحياة القذرة بالجنس و الخبز و السهر .. تشربت عرقك وأنت نائم أدمنت نكهة حزنك وخوفك كلما تمددت فوقي وأغمضت عيونك وبكيت بعد تحديقتك الطويلة في السقف ..تلك التحديقة التائهة الباحثة عن الله في كل زوايا السقف ..


تمدد عليّ اليوم وبعد ثلاث سنوات من غيابك شخص لا أعرفه لكنه يحمل نفس تفاصيل حزنك وتحديقة عيونك القديمة ونفس لون شخيرك ورائحة الحبق في ضراطك ... أيضا لم يكن يتحدث كثيرا وهو نائم ..مثلك تماماً .. لوهلة ظننت أنه أنت سوى أن وزنه وطوله أقل منك بكثير ..


هذا الشخص قرر أن ينام مكانك ويمارس تقلبات أرقك طوال الليل ويشرب الماء بعد الساعة الواحدة ليلاً .. مثلك تماماً ... أكتشفت أنه أبنك بعد أن بدأ يمارس العادة السرية فوق الجانب الأيمن مني ويطلق نفس مفرداتك الجنسية الوقحة ويفكر في مضاجعة كل نساء القرية دون استثناء ...تأكدت أنه أبنك عندما سكب حممه اللزجة وقال : اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت ...


قد يبدو لك الأمر في غاية الغرابة أن أزورك في الحلم وأتحدث معك ..لكن صدقني هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التواصل فيها معك ..


تحياتي
سريرك
.
.
سأنام مفتوح العين أقصد أنني سأترك عيني مفتوحتين وأغمض يداي المرهقتان من حك ذقني طوال اليوم وأنا أفكر بالطريقة سريعة لمواجهة المستبدون بعنجهية الاغبياء الذين يعتقدون أنهم ولدوا كباراً فجأة من فروج أمهاتهم ...لقد شوهوا حتى خيالي المنهك اصلاً لفرط النهايات العديدة ... أبناء الغبار والسخط و اللعنات لقد كانو يؤنسون بعضهم البعض في تمزيق وجهي بينهم لكنهم لم يجرؤا على النظر إلى عيوني مباشرة ... لو أن أبن عاهرة تائبة منهم نظر في عيوني لوجد تابوته مرصع بالظلمة الأبدية ... لا شيء يستر نوايا الفتك ولا رغبتي في تعليقهم من أشيائهم المتدلية الصغيرة الضامرة بين أفخاذهم ... لو أن أبن .....


وأنتِ يا باسقة القمح أيتها المتفردة بعنقكِ المقدس و بملامحكِ المتجددة سأضحك غداً نكاية بنصال سكاكينهم التي ستنحت صمتي كلما هربت من موتي السابق إليكِ ...
و ضحكي معي...
و لا تزعلين
أن مضى هالليل و في عيونك أنين
أنصتي مره لحزنك
أسمعي غيثار لحنك
واسألي نفسك بعد ما تسمعين
هالفرح موجود لكن مدري وين
هالفرح ساكن بداية
في نهايات
السنين
ولا
تزعلين
.
.
.
.
البائع في مكتبة جرير وضع الكتاب الخطأ في الكيس اللعنة إنه كتاب طبخ ... لاحظت ذلك بعد أن رجعتُ إلى البيت .. تذكرت ابتسامة السيدة اللطيفة التي أخذت كتابي حول تجربة هيرمن في التفككية والبنيوية ولا أعلم ماذا ستفعل المسكينة بكتاب النقد الأدبي الهائل و المعقد فيما أمسك أنا كتابها هذا إنه مجرد كتاب طبخ ...
.
.
ثلاث ملاعق ملح و ملعقة كزبرة مطحونه وقليل من زيت الزيتون توضع قبل قلي الدجاجة .... أيتها الدجاجة سأعيدك إلى الحياة ...أنتظري
.
.
رشدي الغدير

الأحد، 14 يوليو 2013

كلما اعشوشب الكلام على سفحها .. تصقل وجهي بفجيعة اللهفة

36959_1421750637895_1656570184_1017949_7333776_n


التعيسون: أنا ومن يمارسون القراءة لي دون أن تنبت الأغاني في عيونهم وعلى ظهور أقدامهم المنسية .. أودع صرامة الحذر وأستحلب الوخز من الترقب في حديث الخبز وأضع تنهيدة ليست لأحد الون جفالة الثياب بصرامة الوقار وأتذرع بحرارة المصافحة لنشيج الوطن و أربي همهمات خلف الأبواب بجسارة الغريب ... وفي نهاية اليوم أبحث عن حيرتي في عزلة زائفة ..عزلة لا تليق بكائن يشاهد العالم من خلال ثقوب في أصابعه ....اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
أفتح الباب الوحيد بحنكة الترجل لأخلق الفرح العابر للموتى وفي الاستراحات القليلة أدرب الزمرد على اللمعة الموجزة القصيرة ثم أودع بطولاتي الأخيرة أضعها في زجاجة من البلاهة أعلق الأوسمة على صدور الجدران العارية سحق زعفران الحديث بحنطة الشوق لفتاة القمح النادرة .. فتاة القمح يطيب لها الغيث كلما اعشوشب الكلام على سفحها .. تصقل وجهي بفجيعة اللهفة وترصع أخشابي بفمها المقدس لزهرها المهجة ولمهجتها تبسط القبيلة كواكبها ... فتاة القمح ليس كمثلها شيء ...
.
.


وكانت كلما أندلع حنينها الكوني انحصرت حنجرتها بدمعة طوفانية تغرق الخزانة و الأشياء لتخدش الجدار برهافة اللحم والأظافر تنقش عقيرتها إلى ما بعد القيامة و النفخة الأخيرة فتورق ... وما أن تورق حتى يتكاثر الرمق على تلة القلب وبخفة المواعيد المتأخرة لتؤثث الركعة على مشارف السكينة دون مآذن تنتفض المساجد من خاصرتها تشي بالظلام لفتك القمح المارق أسفل نحرها تسألني في الغبطة عن غيمتها المدسوسة في فمي فأصرخ هامساً في اذنها البعيدة :


أستحلفك .. ظلي النايم عجز يرفع الشمس ...
أستحلفك .. ماتت حقول الكلام وما نبت همس
أستعطفك .. وأشحذ بقايا لمستك ...
واجمع غيومي لك مطر ... وأصابعي خمس ...
.
.
تبتسم وديانها فأكمل :


كانت حياة الماء والنار والملح
عانقتني ..نبت في خدي القمح
.
.
تبتسم ...


ودعتها وكانت صباح وحكي وأفراح(ن) وهمس
وبلمسة وحدة ودون لمس
ارخت على كتفي ...
أحدى عشر كوكب وشمس ....
.
.
ت
ب
ت
س
م


.


.
رشدي الغدير

السبت، 13 يوليو 2013

أبحث عن ظلي في مزبلة القرية

11632_1266162016743_6342074_n


بسذاجة أرنب أبيض يتقافز فوق رؤوس الناس أرتب جوع الصياد إحشو له البندقية وإغمض له عيونه اليسرى و أطلب منه أن يأخذ نفسا عميقا ويقتلني فوراً..
.
.
المارة في المدينة يقسمون أنهم شاهدوني في السوق والهواء يصطدم في وجهي وأنني سقطت وحاولت النهوض لكنني زحفت على الهواء وأبتعدت مرتفعاً حتى وصلت غيمة فعصرتها لفرط العطش
.
.
هرشت أصابع قدمي ثم حككت رأسي ببلاهة فتعرف حذائي على كتفي ومذ ذلك اليوم وهما يشربان الشاي على سفح صدري العاري من الزيارات العائلة وهذا يزعجني
.
.
خرجت هذا الصباح كنت أكيداً هذه المرة من إغلاق الباب خلفي ثمّ ابتلعتُ المفتاح لأن العتمة خدعتني وظننت يدكِ حمامة عندما كنتُ وحيداً وخائفاً
.
.
بعد أن غادرتني لم يتغيّر شيء..فقط ظهرت لي أنياب وبزغت من تحت جلدي مخالب والتهمت نصف سكان الدمام البارحة وما زلت جائعاً لرائحة عنقكِ المقدس
.
.
لا أبتسم حتى في صور العائلة لأن الرجل الذي كان يخبئ وجهه خلف الكاميرا هو أوّل من حاول قتلي بعد أن شم رائحة دمي ..توقف عن التصوير يا أبي
.
.
لست وحيداً فقط أنا وحيد وأحمق هذا ما تعنيه بالضبط محاولاتي المضحكة في أن أبقي وجهي مبتسماً داخل هذا الوطن الأبله ..أيها  الوطن أنا لست عدوك ورغم كل هذهِ الجثث على سريري ما زلت كلما أغمضت عيني أحلم كطفل يبتسم يا وطني


.
.


رشدي الغدير

الاثنين، 8 يوليو 2013

أريد أن أدفع ثمن الشمس لله وأتصدق بها على الفقراء غداً

317844_277797345591830_100000847018366_793736_1018500037_n


تبقي القهوة في فمي لوقت أطول حتى عندما قفزت سمكة ابنتي من حوضها الزجاجي وقررت أن أسبح أنا في الحوض مكان السمكه فقط لتبتسم أبنتي شعرت بنكهة القهوة في فمي ... حتى عندما ذبلت الزهور المرسومة على فستان أبنتي ورحت أبكي فوق الفستان متعمدا كما علمتني الغيمة وعج المكان بالنحل شعرت بنكهة القهوة ... أنني أشعر بنكهتها كلما جمعت لعابي وبلعته دفعا للشبهات ولأزيزه الحامض المتكدس تحت أسناني الصفراء الفاقع لونها ..يالها من قهوة تضاهي النساء اللواتي لعقت قنباتهن المزركشة في حياتي الدنيا كلها ...
.
.
قلت لأطفالي تعالوا نتفرّج على صور من طفولتي ..هذه الصور لي وأنا أضحك وأبكي وأضحك مرة أخرى و أبكي .. ، بعد عشر دقائق انصرف الأولاد للعب وبقيتُ وحدي مع صوري أضحك وأبكي وأضحك مرة أخرى و أبكي ..
.
.
أريد أن أدفع ثمن الشمس لله وأتصدق بها على الفقراء غداً ..
.
.
قبل قليل فتحت عيوني وسط ظلام دامس أدركت بأن صعوبة التنفس وتعرق ظهري ولسع الناموس للمكشوف من جسدي هو الذي أيقظتي من نومي , لاأدري لماذا باغتني شعور ظلامي بأنني في قبر .. إنطفاء الكهرباء وتوقف المكيف عن سرد حكاياته الباردة هذا بالتحديد ما عزز شعوري بالموت .. اللعنه هاهو الصيف يزحف إليك يا رشدي و يتحلق كحبل مشنقة حول رقبتك وأنت لاتستطيع تفسير سبب انقطاع الكهرباء قبيل رمضان بيوم واحد ...أفكر بأجدادي الأوائل كيف تسنى لهم ممارسة الجنس في وسط هذا الظلام والحر و الغثيان ... كل الإحتمالات التي اقترحتها على نفسي لأغير من هول الكارثة لم تؤثر في حقيقة ما حدث ...لقد قطعت الكهرباء عن الحي والحرارة في هذه اللحظة تفوق 42 مئوية وبطارية الابتوب على وشك السبات ..اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
رشدي الغدير



أنام فوق الكراسي الحزينة في الحدائق العامة ومن بعيد ابدو كملك ميت ..

تركت دعواتي لكم معلقة في جدران مسجد حارتنا اليوم .. مسجدنا المحاصر بالاسمنت .. صدقوني لا أعلم من أين سيمر كلامي إلى الله؟ ...كان بجانبي رجلا يكلم نفسه ويبكي و سمعت رجلا أخر يطلب من الله أن يقضي على زوجته بالموت السريع الطازج ليرتاح من قرفها و سمعت رجلا يسأل الله زوجة صالحة ليستمتع بقرفها وتنكيدها و سمعت رجلا يشتم بشار الأسد و السيد حسن نصر الله ويطلب من الله أن يقضي على كل الرافضة أبناء المتعة في العالم ... كنت أسمع دعاء المؤمنين وأفكر بكل هذا الاسمنت الذي يحاصرنا ... خرجت أحرث إسفلت الشوارع بحثا عن مسجد لا سقف له فوجدت المدينة منشغلة عن نفسها بالدعاء تحت سقف واحد ...
.
.
كلما شرعت في كتابة قصيدة عظيمة راودني إحساس بأني مراقب.. أتلفت حولي وأستدير فلا أجد احد ... أعود للكتابة وبعد أول شطر من القصيدة العظيمة أشعر أن هناك من يتفرج عليّ ... أجدني أتوقف رغما عني .. أصرخ في الفراغ : هيه أنتم دعوني وشأني ؟؟
ماذا تريدون مني لقد لامست أنامل الحرمان و ابتسمت ... أعتنقت السلالم المستقيمة وتركت لكم المصاعد الكهربائية و ابتسمت ... قدمت قدمي اليسرى وقبضت على ذراع الوهم ولم أشتكي لأحد و ابتسمت ... ماذا تريدون من رجل يبتسم طوال الوقت ...
.
.
وأنا ...أنام فوق الكراسي الحزينة في الحدائق العامة ومن بعيد ابدو كملك ميت ...يمشي النمل على وجهي يجمع ملامحي للشتاء القادم
.
.
رشدي الغدير

أعيش وحيدا كالنظرة المحايدة في عيون الناس

36796_1452697131538_1656570184_1093094_812055_n


قرّرت الهروب من صوتي .. لقد أقنعت لساني بالفكرة فلم يعد يستجيب لي .. بل إن لساني تطور وتشكل داخل فمي وتحول إلى يد صغيرة لها أصابع وكلما هممت بالحديث خرج لساني وصفع الشخص الذي أمامي دون سبب واضح .. حتى عندما سألني أحدهم عن سبب صمتي خرج لساني وصفعه على وجهه .. لساني أفسد علاقاتي الاجتماعية مع سكان مدينة الدمام ... أكتب لكم هذا الكلام بلساني الذي يحسن الطرق على أزرار الكيبورد ببراعة وسرعة ... لكني مجرد صعلوك يزف اللعنات ويشتم القطط الميتة بجانب براميل الزباله ... لا أدري إن كانت القطط ميتة ام نائمة ولا أدري إن كان يوجد كائن آخر تحول لسانه إلى شيء أخر داخل فمه وجرده من أشيائه الصغيرة عندما تجاوزت درجة الحرارة خمسين وماتت القطط
.
.
أمام باب شقتي قبل قليل انتابني شعور غريب جعلني أطرق الباب بسعادة عارمة.. رغم أنني أعيش وحيدا كالنظرة المحايدة في عيون الناس... حدث هذا و أنا أعلم أن لا أحد سيجيب أو سيقول : من في الباب ... ورغم هذا ظللت واقفاً منتظراً بكل أدب وخجل .. وضعت المفتاح في الثقب وتراجعت إلى الوراء قليلاً .. ابتسمت وقلت شكراً ثم دخلت .. بالطبع هي اللحظات التي يوحيها الدفء الكامن في دمي وهو يحن إلى صوت آخر ويد آخرى تفتح الباب بذعر ربما .. لو كانت الأشياء الصغيرة العابرة تطيعني لعلقتها حول عنقي وطرقت كل الأبواب بعنف وسعادة وبكثير من الامبالاة ... اللعنة .. هذا فيه مضيعة للوقت .
.
.
كلما هممت بكتابة قصيدة عظيمة أصاب بحالة تثاؤب تؤدي بي إلى النوم دون أن أكتب شيئا يذكر ....
.
.
ماذا يحدث لي ...
.
.
رشدي الغدير

كقاطع طريق منزوع من سلاحه

عندما عدت إلى طاولة الطعام سألتني أبنتي روزان عن السيدة التي استوقفتني وتحدثت معي عند مدخل المطعم قلت لها إنها مجرد امرأة لا أعرفها تسأل عن مكان حمام السيدات فقط .. و كشجرة تهرب من الحطاب غرست عيوني في الصحن هرباً من أي سؤال أخر قد توجهه أبنتي ... بالكاد تمكنت من إستعادة صمتي القديم.
.
.
ياله من احراج تستوقفني فجأة عيون مصافحة كنت سبب دموعها قبل سنوات


"مساء الخير يا رشدي !"
"كيف حالك ؟ منذ سنوات لم أرك ولم أسمع أخبارك
-- تنظر إلى ابنتي : "صار لك بنت ما شاء الله ".


أصحّح " بل ثلاثة وهم هناك ينطرون إلينا .. يجب أن أعود لهم ".


- تقول: " أنتظر أريد ان اتحدث معك ؟


أبلع غصتي : لا حديث بيننا ولا تفكري بالأقتراب من طاولتنا وإلا سحقتكِ أمام الجميع .. تعرفين جيداً أن لا أحد يعبث معي ...


- تقول : ماذا حدث لك يا رشدي ؟ أين الرجل الذي كنت أعشقه ؟ ...


وكقاطع طريق منزوع من سلاحه أبتعد عنها وأنا أردد في نفسي : رشدي الذي تعرفينه مات منذ تزوجتي صديقه أيتها الخائنة ....


.

.

رشدي الغدير

هاتوا لعناتكم كلها ...

كقدر أعمى أمسك قصائدي القديمة تلك التي كتبتها في مراهقتي المبكرة أضعها على الأرض .. اتأملها بسخرية وأنا أردد : ما هذا الغباء ؟ما هذا الهراء؟وبحكمة متوهجة أنزل سروالي وأبول على كل قصائدي القديمة وأمسح خرائي بالقصائد التي لم تحرقها أحماضي الحادة ..
.
.
أنا شاعر عظيم أيها العالم القذر ويوم ما سيقف الحنفية و المالكية والشافعية و الحنبلية و الصوفية والاثنى عشرية والزيدية والاسماعيلية والدرزية والعلوية والاباضية كلهم عن بكرة أبيهم ليبصقوا على قبري وأنا أضحك على غبائهم الفطري قبل البعث و بعده ....
.
.
اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
رشدي الغدير

يالها من فتاة ..يالها من فتاة ...

فشلت في تعطيل القنبلة المزروعة في السيارة المفخخة التي تقف أمام باب العمارة , العمارة التي أسكن فيها ... للأسف لقد انفجرت في وجهي وها أنا أعجز عن مسح كل هذه الدماء من على مخيلتي ... حاولت أن أقنع جثتي الممزقة أن الحياة ليست سيئة على الاطلاق و أن الصور التذكارية المعلقة على جدران غرفتي تصلح لإعادة تركيب الأشلاء و الأطراف و وضعها في مكانها الصحيح في أقل من خمس دقائق ...لحظة أين قلبي ؟ .. أه يالي من أحمق لقد تركت قلبي في حقل القمح حيث كانت الفتاة التي أحبها تبكي وتضحك وتصمت وتضع فخ ثغرها على وجهي فيما كانت تعلم وبشكل مؤكد أن يدي أكبر من قدمها اليمنى بخمس دقائق فقط ...يالها من فتاة .. يالها من فتاة ..
.
.
مثقفة جميلة صبوره وأقصر مني طبعاً و في وقت الأزمات والحاجة تُظلل عينيها ابتسامة رقيقة، ضاحكة، لكنها حزينة و عظيمة وما عدا ذلك كانت تستحق العبادة – هي فقط لا شريك لها و كما يجدر بالمرأة أنْ تكون الهة من فرح ... ...يالها من فتاة .. يالها من فتاة ..
.
.
..ياللي علمتيني
إن الفرح
وان اكتمل
.. ناقص
تمرني عيونك
.. ريحة قهوة
في نغمة هيل
تتراقص
وبظل الفرح ..
بدون الهمسة في نظرتك
ناقص ....
.
.
رشدي الغدير


يرفعني في الهواء دون أن يمسك يدي

ابتسامة العم فرج رافقتني اليوم .. كنت أشاهدها في كل مكان تقريباً ... عندما قرروا حرق منزله وهو بالداخل .. ظلت النيران تواصل الاشتعال وتلتهم البيت عن أخره .. فيما كان يطل من النافذة وهو يبتسم .. لم يهرب ولم يصرخ ولم يستنجد بأحد ..فقط ظل واقفا ومبتسما حتى التهمت النيران ثيابه .. أخرجوه متفحماً تماماً ورموا جثته في البحر لأنهم رفضوا أن تدفن جثته في مقابرهم ... .. في اليوم التالي من موته حرقا شاهدوه أكثر من مره يمشي على الماء ويبتسم ... شاهدوه يعبر الجدران بخفة ليختفي تماماً .....
.
كنت طفلاً لم أفهم وقتها سبب كراهيتهم لرجل طيب يبتسم لي دائماً ويعطيني الحلوى ويمسح بيده على رأسي ويرفعني في الهواء دون أن يمسك يدي ...
.
.
رشدي الغدير

التدبير المجهول ... إلهي جداً ...

28511_1403223414726_1656570184_978017_6471657_n


للأسف مازلت على قيد الحياة وبكامل الوعي والهزائم و الخدوش و التمزقات الداخلية كلها .. كلما حدث هو أنني أستسلمت لتدبير مجهول لا أعرف عنه أكثر من أنه إلهي جداً ... الله ينفذ خططه وأنا صامت كالصحراء ..أعرف أنه لا يوجد ما يمكنني عمله حيال هذا الأمر غير بقائي عاجزاً ومستسلماً أمام القضاء و القدر مثل كل المؤمنين في العالم .. ربما لا أحتاج سوى لبذل قليل من الجهد في تقبل الوضع السائد في حياتي حتى قيام الساعة ... ..أعرف جيداً أن لا سبيل لعودة الماضي ولا يمكنني تصحيح كل أخطائي قبل موتي المحتم ولا يمكنني الاستفادة من كل هذه الذكريات في رأسي او الأسماء النائمة تحت لساني ... سأموت في النهاية وستتبدد رغبتي الشرسة في معرفة الخطط الغيبية التي كانت تحاك لي دون معرفتي .....
وماذا بعد ....
.
.
أحاول الكتابة عن الأرواح القديمة التي تسكن غرفتي وكلما اقتربت من تكوين فكرة هلامية حولها .. تباغتني مؤخرة ممشوقة تفزعني وتعيدني إلى نقطة الصفر من جديد ... حاولت إقناع المؤخرة الممشوقة أن تطرد نفسها من خيالي حتى يتسنى لي الكتابة عن الأرواح القديمة دون ازعاج لكن المؤخرة الممشوقة تضع الفخ وتراقب وقوعي فيه .. .
.
.
لوهلة ظننت أن الأرواح القديمة التي تسكن غرفتي هي مجرد مؤخرة ممشوقة تقفز من خيالي لتوصل لي رسالة مفادها أن كل المؤخرات الممشوقة لا تموت بل تحلق وتتجول في غرف الشعراء دون هدف واضح ... .. اللعنة هذا فيه مضيعة للوقت
.
.
أحاول أن أتشبث بيقيني الهش و أن أكون أختصاراً للأشياء الحقيقية و الكاذبة في حياتي لتنساق خلفي الأشياء إلى مثواها الأخير ...لحظة ( مفردة أتشبث ثقيلة وباردة ولا تليق بأناقتي هذا المساء وحتى لو استبدلتها بأتمسك فأتمسك تبدو لي ساذجة جداً و مستهلكة ) لا مفر من أتشبث لكن هذه المفردة لا تعجبني ولا رغبة لي في كتاببتها ... أحتاج مفردة جديدة ... فوراً
.
.
رشدي الغدير