أعرف أوغادا يعيشون طويلا ولا يموتون فجأة ...

لقد عرفنا بعضنا منذ خروجي المحزن من الغابة .. احتضنتك ليلة الدخلة وشاهدتك وأنت تمارس فض البكارة الأولى بجوع قاطع طريق ثم عانيت من ممارستك الجنس فوقي كلما صفعك الموت وسرق أحبتك منك .. تحملت وحشيتك وأنت تنتقم من هذه الحياة القذرة بالجنس و الخبز و السهر .. تشربت عرقك وأنت نائم أدمنت نكهة حزنك وخوفك كلما تمددت فوقي وأغمضت عيونك وبكيت بعد تحديقتك الطويلة في السقف ..تلك التحديقة التائهة الباحثة عن الله في كل زوايا السقف ..
تمدد عليّ اليوم وبعد ثلاث سنوات من غيابك شخص لا أعرفه لكنه يحمل نفس تفاصيل حزنك وتحديقة عيونك القديمة ونفس لون شخيرك ورائحة الحبق في ضراطك ... أيضا لم يكن يتحدث كثيرا وهو نائم ..مثلك تماماً .. لوهلة ظننت أنه أنت سوى أن وزنه وطوله أقل منك بكثير ..
هذا الشخص قرر أن ينام مكانك ويمارس تقلبات أرقك طوال الليل ويشرب الماء بعد الساعة الواحدة ليلاً .. مثلك تماماً ... أكتشفت أنه أبنك بعد أن بدأ يمارس العادة السرية فوق الجانب الأيمن مني ويطلق نفس مفرداتك الجنسية الوقحة ويفكر في مضاجعة كل نساء القرية دون استثناء ...تأكدت أنه أبنك عندما سكب حممه اللزجة وقال : اللعنة ..هذا فيه مضيعة للوقت ...
قد يبدو لك الأمر في غاية الغرابة أن أزورك في الحلم وأتحدث معك ..لكن صدقني هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني التواصل فيها معك ..
تحياتي
سريرك
.
.
سأنام مفتوح العين أقصد أنني سأترك عيني مفتوحتين وأغمض يداي المرهقتان من حك ذقني طوال اليوم وأنا أفكر بالطريقة سريعة لمواجهة المستبدون بعنجهية الاغبياء الذين يعتقدون أنهم ولدوا كباراً فجأة من فروج أمهاتهم ...لقد شوهوا حتى خيالي المنهك اصلاً لفرط النهايات العديدة ... أبناء الغبار والسخط و اللعنات لقد كانو يؤنسون بعضهم البعض في تمزيق وجهي بينهم لكنهم لم يجرؤا على النظر إلى عيوني مباشرة ... لو أن أبن عاهرة تائبة منهم نظر في عيوني لوجد تابوته مرصع بالظلمة الأبدية ... لا شيء يستر نوايا الفتك ولا رغبتي في تعليقهم من أشيائهم المتدلية الصغيرة الضامرة بين أفخاذهم ... لو أن أبن .....
وأنتِ يا باسقة القمح أيتها المتفردة بعنقكِ المقدس و بملامحكِ المتجددة سأضحك غداً نكاية بنصال سكاكينهم التي ستنحت صمتي كلما هربت من موتي السابق إليكِ ...
و ضحكي معي...
و لا تزعلين
أن مضى هالليل و في عيونك أنين
أنصتي مره لحزنك
أسمعي غيثار لحنك
واسألي نفسك بعد ما تسمعين
هالفرح موجود لكن مدري وين
هالفرح ساكن بداية
في نهايات
السنين
ولا
تزعلين
.
.
.
.
البائع في مكتبة جرير وضع الكتاب الخطأ في الكيس اللعنة إنه كتاب طبخ ... لاحظت ذلك بعد أن رجعتُ إلى البيت .. تذكرت ابتسامة السيدة اللطيفة التي أخذت كتابي حول تجربة هيرمن في التفككية والبنيوية ولا أعلم ماذا ستفعل المسكينة بكتاب النقد الأدبي الهائل و المعقد فيما أمسك أنا كتابها هذا إنه مجرد كتاب طبخ ...
.
.
ثلاث ملاعق ملح و ملعقة كزبرة مطحونه وقليل من زيت الزيتون توضع قبل قلي الدجاجة .... أيتها الدجاجة سأعيدك إلى الحياة ...أنتظري
.
.
رشدي الغدير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق