
أنا : صدقني يا حضرة الضابط لم أكن أقصد ما حدث كل ما في الأمر أنني حاولت نصح الشباب في المقهى ومنعهم من ضرب العامل الهندي
الضابط : لا تحاول أقناعي انك كنت تنصحهم نصيحتك الطيبة تسببت في خلع فك احدهم وفقع عينه وشرخ في جمجمته وكسر اسنانه الأمامية كلها والثاني دخل في غيبوبه بعد ان حاولت أنت ادخال يدك في فمه ونزع لسانه وقد كسرت له أنفه والثالث في حالة حرجة ويعاني من ارتجاج في الدماغ بسبب لكمك له لكمات متالية على راسه ولدينا شهود قالوا أنك كنت تصرخ بالفصحى وبكلام غير مفهوم وأنت تضربهم بشكل جنوني وانك مزقت ثياب احد الابرياء الذين حاولوا ايقافك ودفعته الى الجدار واقسمت عليه أن تدخل فستفعل به الفاحشه ناهيك عن تكسير الكراسي في المقهى على ثلة من الصبيان ولحسن حظك ان اصابتهم ليست خطيره كل هذا فقط لتقدم نصيحة لثلاثة مراهقين صفع احدهم عامل قهوة تافه أمامك
أنا : يا حضرة الضابط صدقني الأمر معقد ولم أخطط له لطالما لم تنجح كل خططي في انتشال نفسي من براثن الفشل نعم أيها الضابط النبيل أنا اكثر مخلوقات الله فشلا على الأطلاق حتى في اصغر الأمور افشل لك أن تتخيل فشلي في ترتيب حياتي وكبح جماح رغبتي في البقاء بعيدا عن كل شيء حتى في توقيت نومي أفشل دائما و أنام مفتوح العين وأكتشف نهاية الامر أنني كنت مستيقظ طوال الليل أفشل دائما في اقناع نفسي أنني حي أرزق فيما يصدر صوت داخلي يقول أنني ميت ولا أعلم عن موتي هذا أفشل حتى في المطبخ كلما سيطر
علي الجوع اصنع مكائد ملونه أسميها طعامي اللذيذ فيما أصاب بالغثيان لمجرد تذوقها حتى في علاقتي الاجتماعية انا فاشل كبير وأخسر الاصدقاء دائما خاصة النساء يا سيدي
الضابط :أيها الفاشل الكبير أتمنى أن لا تفشل في إيجاد شخص يقدم لك كفالة الليلة الان أخبرني ماذا حدث اليوم في مقهى ابو هيثم أيها الفاشل
أنا : كنت قد أتفقت مع صديقي ابو فارس على متابعة مبارة الهلال والاتحاد في مقهى ابو هيثم سبقني هو الى هناك أنت تعلم ان المقاهي تكون مزدحمة اثناء المباريات وصل ابو فارس قبلي بنصف ساعة وأتصل بي وللعلم يا حضرة الضابط هذه هي المرة الأولى التي يسبقني فيها صديقي ابو فارس الى مكان ما دعني أخبرك عن ابو فارس هذا وهو شاعر حداثي مغرم بالقراءة الماورائية او دعني اسميها الميتفازيقيات الخلابه لا تبتسم أرجوك يا حضرة الضابط فصديقي ابو فارس قام بعدة دراسات جميلة عن اسلوب الردم في طواسين الحلاج وعن الكثافة البنيوية في قصائد شارل وعن التفككيه في نصوص فولتير صدقني لا اعلم مالذي يغريه في عمل متعب مثل هذا
الضابط : دعنا من ابو فارس صديقك هذا والا وضعتك في الحجز وان رأيته وضعته هو معك هيا أكمل ولا تضيع وقتي تفضل
أنا : حسناً أيها الضابط النبيل ما حدث أن ثلاثة صبيان كانوا يجلسون في الجلسة المقابلة لجلستنا أنت تعرف هندسة الجلسات في مقهى ابو هيثم أشعر ان المهندس الذي هندس المكان كان شبه نائم او لعله كان يعاني من ضمور في خصيته لم يعجبني المكان ابدا يا حضرة الضابط حتى أن دورات المياه وضعها المهندس نهاية الممر ونوافذها الى الداخل هل تتخيل الرائحة الكريهة التي نستنشقها ونحن في غمرة المعسل والدخان يفضح المكان الأمر اشبه بدخول دهاليز مستنقعات اسمنتيه كما أن التكييف سيء جدا خاصة في ايام الازدحام يحدث كثيرا أن اتعرق يشكل مستمر أتحول الى جهاز تكثيف اغرق في نفسي وتلتصق ثيابي على جسدي واشعر بحكة اسفل قفاي ناهيك عن الباعوض الذي يقتات على رقبتي كلما ارتفعت الحراره ثم أن الذباب يضاهي عدد الناس هناك هل تصدق يا حضرة الضابط أنني عقدت اتفاقية خفية بيني وبين الذباب كنت في البداية اضجر واتضايق لفرط ازعاج الذباب لي لكن اعتدت على الأمر في النهاية وأكتشفت أن الذباب مخلوقات ودوده ومرحه ولطيفه جدا هل تصدق أنني اسكب بقايا كوب الشاي في الصحن واقدمه لهم كهدية مني يذهلني منظر تحلقهم حول الصحن وطريقة طيرانهم الرشيقة وأن حدث ووقعت ذبابة في الصحن اخرجتها باصبعي أمسكها بخفة وانفخ على اجنحتها نفخة حنونه ثم ادعها تطير
الضابط : هل أنت مجنون يا رشدي اقول لك اخبرني ما حدث في المقهى فتحدثني عن هندسة المكان وعلاقتك بالحشرات ومودتك للذباب وقبل هذا تحدثني عن فشلك وعن صديقك ابو فارس هل تعتقد أن لا عمل عندي غيرك اسمع يا مجنون سأضعك في الحجز
أنا :حضرة الضابط حدث الأمر في ثواني سريعه قام أحد الصبيان الثلاثة بصفع العامل الهندي المسؤول عن جلب الجمر ووضعه فوق رأس الشيشه أنا أتحدث عن العامل الهزيل الذي يبلغ تقريبا خمسين سنه أسمه بشير وهو طيب جدا ويعمل 12 ساعة يوميا وظيفته حقيرة جدا تخيل ان اغلب الزبائن هناك وهم سعوديون لا ينادونه الا بالكلب ويصرخون عليه تعال يا كلب جيب جمر روح يا كلب جيب جمر ... اقول ان المراهق صفع العامل لم أتمالك نفسي وانا جالس وصرخت في وجه المراهق وقلت له كيف لك أن تمد يدك على هذا المسكين فرد علي المراهق بسخرية وقال كيفي انا سعودي قلت له كونك سعودي لا يمحنك الحق في استعباد البشر فقال لي أنقلع يا شيخ لا يجيك كف على وجهك نظرت الى صديقي ابو فارس الذي همس في اذني رشدي دعنا لا نتدخل في امور لا تنفع دعهم أنهم مراهقين يا رجل وأنت في الاربعين دعهم ... في نفس الوقت نظر الي العامل بشير المصفوع على وجهه ودمعته وقعت في قلبي فالتفت الى الصبي الوقح هذا وقلت له اترك
العامل وشأنه قال لي سألكمه على وجهه هل تعلم ماذا حدث يا حضرة الضابط
الضابط : ماذا حدث اكمل
أنا : قام الصبي بلكم العامل بشير على وجهه الوغد وجه له لكمة سقط منها المسكين ونزف الدم من أنفه هنا انا لم اجد نفسي الا ممسكا بالمراهق وانا اقول له اللعنة عليك أيها الوغد هل تضرب المسكين نكاية بي صدقني يا حضرة الضابط لا أعلم كيف تحركت بهذه السرعة ولا أعرف اي خفة منحتني ايها السماء في نفس الوقت قام اصدقاء المراهق من مكانهم واحدهم كان يلكم ظهري وانا متجمد مثل وتد خشبي امسك رقبة صديقهم حتى قال احدهم لي كس امك فالتفت الى من شتم فرج أمي يا حضرة الضابط فرجها الذي خرجت منه مبللا بنشيجي المكبوت فرج أمي الذي منح والدي الحب والسعاة فرج أمي نافذتي الى الحياة نعم يا حضرة الضابط أنا اعتز بقرج أمي وأحمل داخلي توقير خاص للمكان الذي اشرقت منه روحي .... وعندما سمعت احدهم يشتم فرج أمي تحولت الى كائن مختلف اوقعت المراهق من يدي وذهبت الى الاخر كان اصدقائه يضربونني بالشيشة على ظهري وانا امشي ببطئ متجها الى من قال كس امي ودون ان انبس ببنت شفه كان الوغد يبتعد عني لم انتبه للدم النازف من مؤخرة رأسي بسبب الطرف الحاد للشيشة كل ما كنت اراه هو وجه من قال كس أمي وكان يهرب حتى اختفى بين جموع المتدخلين من رواد المقهى اختبئ خلفهم أبن الغبار حتى أنني لم انتبه الى ابو فارس صديقي وهو يسحبني من يدي فدفعته الى الارض ودون أن أنتبه لكمني احد المراهقين في رقبتي أعتقد أنه كان يريد توجيه اللكمة الى وجهي لكن بسبب طولي وضخامة جسدي اصابتني في مقدمة رقبتي وامسكته من يده وتلبسته تماما ثم هويت عليه بضربة على ناصيته وسحبته الى صدري مثل ملاك الرحمة كدت احتضنه كان رأسه تحت ذقني تماما وهويت عليه بضربة اسفل أذنه ثم على وجهه ورفعته الى السماء مثل بجعة مههوسة بالغيوم ورميته على حافة الجدار القصيرة بعد ان لونت وجهه بزرقة السماء من امطار يدي في نفس الوقت التفت خلفي الى الشخص الذي كان يضربني بالشيشه ومسكت الشيشه من يده ورفعته بيدي الى مستوى رأسي وسددت له ضربات متتاليه بمقدمة رأسي الى انفه ووجهه وحطمت اسنانه ثم رميته على نفس الجدار القصير بجانب صديقه كان همي الوحيد أن أمسك بمن شتم فرج أمي الذي يعشقه والدي دون ريب
الضابط : أكمل أكمل وماذا حصل بعد هذا
أنا: كان الناس هناك يحاولون حمايته مني وانا اقترب منهم واهذي بكلام لا اعرفه ولست مهتما بمعرفته كنت انزع الرجال عنه واحدا بعد الاخر كمن ينزع اغصان الشجرة حتى يصل الى هيكلها كنت كمن يخلع لحاء شيء ما ليصل الى اللب كنت منتظما جدا في مسك اي شخص يغطي رؤيتي ورميه بعيدا حتى وصلت اليه كان متقوس على نفسه لفرط الرعب انحنيت اليه وشددته من اطراف ثوبه قلت له أرني وجهك فلم يستجب لي فمسكته من بطنه وظهره ورفعته في السماء بحركة بهلوانية لا أعرف كيف اتقنتها هكذا مثل كيس فيه قليل من الرمل كاد يصل الى سقف المقهى كنت قد سددت له ضربة في معدته وهو في الهواء ثم رميته مثل قشرة موز صفراء الى الجدار وانطلقت اليه وانا انوي فصل رأسه عن جسده لم اتمكن من الوصول بسرعة الى رأسه كان الناس يمسكون يدي خاصة الشخص الذي تحدثت أنت عنه والذي مزقت ثيابه كان اكثرهم عنادا وجعلني عناده اهمل فريستي واتوجه اليه ومسكته من فمه قلت له ان تدخلت ومنعتني سافعل بك الفاحشة هنا وادس قضيبي في مؤخرتك ورميته بعد ان مزقت ثوبه باسناني وخنقته بيدي العارية لثواني منعت عنه التنفس ثم عدت للبحث عن فريستي الاخيره وجدته يحاول الهروب فركضت صوبه وكبست على بطنه بوزني كله وافرغت لكماتي المتتاليه على وجهه وصدره حتى غاب عن الوعي ثم عاملته بحب فرميت جسدي الضخم عليه ودهسته تماما اعتقد أن تنفسه تقف لثواني سحبته الى اصدقائه عند الجدار القصير ووقفت على رؤسهم وانتبهت الى ان شخص ما غرس سكين في ساقي
الامر حدث بثواني سريعه
الضابط : ستخرج بكفالة
أنا : حسنا هل اتصل بصديقي ابو فارس
الضابط : لا ارجوك انا كرهت ابو فارس هذا اتصل بشخص اخر ... بالمناسبة كم انتهت نتيجة المباراة بين الهلال والاتحاد
أنا : اعتقد خمسة أهداف للهلال وصفر للاتحاد
--------
رشدي الغدير
البرندقية و السفرجليات الحبنتكية !!
ردحذفحشرجات قلم يعشق أن يحشو في نصوصه العشوائية بعض من الكلمات التي تعبث بأدمغة عشاق الكلمات المبتذلة .. قرأت لك عدة كتابات و أشعار و لي فيها معك حديث خاص .. لست بناقدة محترفة و لست بكاتبة أيضا .. و لكن عندما أرى ما يثيرني تبدأ يداي تلقائيا بكتابة "طلاسم" في مدونتي السحرية.. أنا مجرد طفلة هوت القراءة وعشقت الغموض .. كثيرا ما تستهويني الكتابة الحرة .. الكتابة التي تكون بعيدة عن المونتاج .. فالعقل أحيانا مخرج مجنون يعبث بالشخصيات .. ما يروقني في كتاباتك الجنون بحد ذاته ..ناهيك عن الفكاهة .. ولا أخفيك سرا .. أني أجد قليلا من السخافة في بعض نصوصك .. فأحيانا أجد جمل أو كلمات دخيلة على النص و أحيانا أراها ثقل يهبط بالنص كما يهبط الثقل بالغواص.. سأخبرك لاحقا عنها أن أتحت لي الفرصة بمناقشتك .. قرأت بأنك حزت على جائزة لقصيدة باللغة العربية في بلد " أجنبي" .. ما أروع من أن تكرم بلغة أجنبية لعمل باللغة العربية .. انه أشبه بتكريم طبيب بين شوطي مباراة " الهلال و الاتحاد" مع وجود أطباء على المدرجات .. أيها " النبيل" إني اعلم علم اليقين أن الإنسان لا يقدر إلا إذا أصبح غريب .. لا تحزن .. فلست أول الركب و لا أخرهم .. تلك هي قافلة المبدعين "الأوغاد "..
^,^
عيييييييييييب والله عيب .. استح على وجهك .. الله يعين امك وابوك ياشيخ ..
ردحذفالله لا يفضحنا .. ولا يشمت غيرنا فينا آمين يارب ..
والله يا ابن الغدير اني ادخل لمتصحفك .. عشان اضحك واشوف كيف وصل تفكير ابناء بلدي !!
الله يهديك الله يهديك الله يهديك .. والا زي ماقالت العنود الأحمد صاحبة الرد الناري عليك .. وابحث عنه في قوقل .. الله يهديك والا يصطفيك !
وداعا رشدي ^^