زملائي في الشركة يجهلون كل شيء عني حتى عندما تذهلهم طريقتي في كتابة الخطابات الرسمية والمفردات الصعبة وتراكيب الجمل المحبوكة في عناية التي تخرج عنوة رغم حرصي على سجنها داخل العلبة بين الكتفين يبادرون بسؤالي من كتبه لك يا رشدي فأبتسم وأقول لهم ساعدني أحد الأصدقاء عبر الهاتف ...من المؤلم أن أعيش بأكثر من شخصية في هذا العالم الشخص المتمرد الذي تسكنه الوحوش وتقتات على روحه هو نفسه الموظف البسيط الذي يزعم أنه مجرد فراغ ...فراغ ممتد لا ينتبه له أحد
.
.
أخلع وجهي كل صباح وأذهب إلى الشركة أعمل مع الموظفين الذين لا يعرفون شيء عني غير أنني موظف عادي جداً يتأخر كل صباح ويلوذ بصمته ولمدة ثمان ساعات لم أعد أذكر السياق الذي قلت فيه هذه الجملة ذاكرتي ممسوحة ولا أعرف كيف ومتى مسحتها كنت أتمنى أن لا أفعل شيئا في حياتي سوى الكتابة وبذاكرة متوهجة ونقية... هذا الحلم غير قابل للتحقق خاصة في ظل ظروف مثل ظروفي ...اللعنة على ظروفي
.
.
قبل سنوات كنت أعمل في شركة ملاحية أتصل بي مدير قسم الشحن طلب مني الحضور فورا في مكتبه ..وضع جريدة الجزيرة وقال هل هذا أنت..أول عربي يفوز بجائزة بولندا للشعر .. هذه جائزة عالمية ...وأنت تعمل في وظيفة حقيرة هل حقا هذا أنت
.
.
نعم أنا
.
.
لا أحد يفهمني غيركم
انتم فقط
من يعرف حقيقتي
وتمزقاتي
ومخاوفي
.
.
.
.
أحبكم
وأنوي قتلكم
يوما ما
.
.
سأعود لحياتي البائسة
وأخلع وجهي كل صباح
.
.
.
.
رشدي الغدير
ربما اجد بيننا شيئا مشتركا من ناحيه طبيعه العمل والتعامل مع من حولنا ولاكن الفرق انك استطعت كتابه هذا الواقع وانا فشلت ,,,,
ردحذفساستمر في قرائه يومياتك فربما التعاسه كالوان قوس قزح مختلفه ولاكنها ملتصقه ,,,
هيمو