Translate

الجمعة، 21 يناير 2011

أخلع وجهي كل صباح


زملائي في الشركة يجهلون كل شيء عني حتى عندما تذهلهم طريقتي في كتابة الخطابات الرسمية والمفردات الصعبة وتراكيب الجمل المحبوكة في عناية التي تخرج عنوة رغم حرصي على سجنها داخل العلبة بين الكتفين يبادرون بسؤالي من كتبه لك يا رشدي فأبتسم وأقول لهم ساعدني أحد الأصدقاء عبر الهاتف ...من المؤلم أن أعيش بأكثر من شخصية في هذا العالم الشخص المتمرد الذي تسكنه الوحوش وتقتات على روحه هو نفسه الموظف البسيط الذي يزعم أنه مجرد فراغ ...فراغ ممتد لا ينتبه له أحد
.
.
أخلع وجهي كل صباح وأذهب إلى الشركة أعمل مع الموظفين الذين لا يعرفون شيء عني غير أنني موظف عادي جداً يتأخر كل صباح ويلوذ بصمته ولمدة ثمان ساعات لم أعد أذكر السياق الذي قلت فيه هذه الجملة ذاكرتي ممسوحة ولا أعرف كيف ومتى مسحتها كنت أتمنى أن لا أفعل شيئا في حياتي سوى الكتابة وبذاكرة متوهجة ونقية... هذا الحلم غير قابل للتحقق خاصة في ظل ظروف مثل ظروفي ...اللعنة على ظروفي
.
.
قبل سنوات كنت أعمل في شركة ملاحية أتصل بي مدير قسم الشحن طلب مني الحضور فورا في مكتبه ..وضع جريدة الجزيرة وقال هل هذا أنت..أول عربي يفوز بجائزة بولندا للشعر .. هذه جائزة عالمية ...وأنت تعمل في وظيفة حقيرة هل حقا هذا أنت
.
.
نعم أنا
.
.


لا أحد يفهمني غيركم
انتم فقط
من يعرف حقيقتي
وتمزقاتي
ومخاوفي
.
.
.
.
أحبكم
وأنوي قتلكم
يوما ما
.
.
سأعود لحياتي البائسة
وأخلع وجهي كل صباح
.
.
.
.
رشدي الغدير

هناك تعليق واحد:

  1. ربما اجد بيننا شيئا مشتركا من ناحيه طبيعه العمل والتعامل مع من حولنا ولاكن الفرق انك استطعت كتابه هذا الواقع وانا فشلت ,,,,
    ساستمر في قرائه يومياتك فربما التعاسه كالوان قوس قزح مختلفه ولاكنها ملتصقه ,,,

    هيمو

    ردحذف