أضواء الغرفة أقل توترا وزجاجة الخمر وفية جداً والأصدقاء حولي بإيمانهم الهش وضجرهم الممل وأنا مزدهر جداً مثل ملعقة نظيفة كل شيء هنا يؤدي إلى نفس النتيجة..أنا هنا مجرد ثقب خفيف أسكر في منزل صديقي الماركسي مع فلول الكتاب والشعراء طبعا سيغضب بعد قليل عندما يكتشف أنني كتبت هذا لكم هو الان في المطبخ يضع لنا العشاء ويتعقب كل همساتنا مثل الكلب البوليسي المدرب الذي هرب من صاحبه الأعمى
.
.
حواسي لم تعد تسعفني لمشاركتهم الحديث عني أنا ثمل إلى حد ما رغم هذا رنين أسمي يطربني في هذه الغرفة التي تزوجتنا عن حب .. صديقي يتلصص على الابتوب ..الأحمق يشاهد صورتي في الصفحة ويسألني من هذا القبيح الذي يشبه زوجتي قلت له هذا أنا ..قال لي روح وأنتي طالق ...أعتقد أنني سكران
وهم ... لم يمت أحد منهم .. الان يستشهدون بي ويتهامسون فيما بينهم بأنني أفضل شاعر يترنح وهو نصف عاري
.
.
أحد السكرانين فتح صفحتي من جهازه وأطلق الضحكات المتتالية على العراك الذي حدث بين النساء في صورتي وأنا عاري عندما كتبت حول الحلم الذي تحولت فيه إلى مهبل ..يقول صديقي بلسانه الثقيل لماذا لا تحل المشكلة وتتدخل بين صديقاتك قلت له إن تدخلت سأزيد الطين بلة .. أنا سكران ولا يمكنني كبح جماح الوحش الذي يسكنني ..أسكب لي كأس اخر وأرقص لي رقصة شرقية تطربني ثكلتك أمك
.
.
ما كان عليكِ أيتها الحسناء أن تظهري وصديقي ينظر في الشاشة أعتقد أنه اغرم بكِ و..و..و.يحاول دس رأسه في شاشة الابتوب ولعابه بلل الأزرار ولوحة المفاتيح بعد أن قام بلحس الشاشة وهو يتأوه بلهجة أهل سدير الأقحاح ماذا فعلتي بالرجل ..يقول تزوجيه وسيحول في رصيدك
60
الف دولار ...ستون الف ...أعتقد أنه سكران لا تصدقيه
.
.
لا أظن أن ذاكرتي ستسعفني بعد العشاء والخمر لأصدح ببعض القصائد ثم أنا منهك من الرياض والدمام والترحال بينهما قضيت نهاري كحمار أنفذ الأوامر بصمت ومن فمي كانت تسيل كل الوعود التي قطعتها لأمي المسكينة في عدم شرب الخمر مع اليساريين والماركيسيين والمغفلين ..قلت لأمي المسكينة أنني في أجتماع لدعم القضية الفلسطينية ولم تعلم أنني بعت كل القضايا بحفنة سعادة عابرة وأنني أقبل كأسي في حرص وهدوء
.
.
لا تقلقوا كل الموجودين أعمارهم فوق الأربعين وقدراتهم الجنسية ذابلة وأنا أولهم وحتى لو سخطني الله إلى مهبل في هذه الغرفة ساشعر بالملل لأنهم يعانون من العجز ...ولن يطربني أحد
.
.
سأقوم من مقامي وكاس الخمر في يدي ولا أعرف كيف سأعود إلى نفس المكان لكن لو حدث وفقدت الوعي سيكون عليكم إيقاظي لصلاة الجمعة حتى أستغفر الله وأتوب اليه عن هذا الأثم السريع والكبيرة الحقيرة اللذيذة ..
.
.
إن سألكم أحد عني قولوا له كل أطرافه سكرانه
فقط أنامله لا يؤثر فيها الخمر .. مثل درزينة مسامير تستعير الثقة من كتفه
.
.
أجيد الكتابة بشكل جيد وأنا سكران.. الأهم هو أنني أكون أكثر حرية حين اكتب وأنا سكران….لا، يجب تصحيح ذلك، اعتقد أنني أكون أكثر جراءه فقط وليس أكثر حريةأ نا حتى الأن لم استطع أن أكون إنسان حر رغم أنني ادعيت ذلك كثيراً أمام الكثيرين.. خصوصاً أمام النساء بالواقع .. انا مكبل مكبل رغم ترنحي المستمر أنا شخص لم امتلك حريتي حتى الأن .. ولن أمتلكها ..ابداً
.
.
رشدي الغدير
Translate
الأربعاء، 15 يونيو 2011
أجيد الكتابة بشكل جيد وأنا سكران..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق