Translate

الأربعاء، 15 يونيو 2011

وافقت على التحول إلى بقرة ...

 نعم تزوجت عشر نساء وضاجعتهن جميعا والتهمت قنباتهن المزركشة ثم أطلقتهن في الهواء مثل طائرات ورقية ومضيت في طريقي دون أن التفت لهن ..ليست مشكلة فهم ومفاهمة مع زوجاتي العشر وليست مشكلة جنسية او نفسية او مادية اعتقد أنها مشكلة شعرية تتعلق بكنه شخصيتي المزاجية كنت اشعر أن ثمة شيء غير مكتمل في كل زوجاتي اللواتي طلقتهن دفعة واحدة ثمة مسافة من عدم الإنسجام تطوق ارواحهن مع روحي ثمة تنافر ودهلزة وتباعد أزعم أنهن جميلات ومميزات ومتعلمات لكنهن لم يرتقين للنموذج النائم في رأسي النموذج المتواري في قصائدي ... نعم اعرف هذا ليس ذنبهن ولا يمكنني تحميلهن فوق طاقاتهن لكن أنا شخص لا يحتمل البقاء بين فخذي أنثى وقلبه غير حاضر معه
.
.
نعم هذا صحيح كنت طوال حياتي أبحث عن ملهمة أتزوجها وأخبز نهدها تحت ذراعي وأعصر حلمتها بفمي وأستحلب فمها لأشرب الشعر والقصائد وأهس في نومي مثل طفل يحلقها بجسده الممتد كنت أحمل هذا الهاجس ويحملني للبحث عنها لكن أنا في الاربعين الان واشعر بالوهن والتعب واليباس والموت كل الايمانيات التي اختزلها كزاد للطريق تبددت وتبخرت رغباتي لم أعد أرغب بالنساء وليس عندي طاقة لمضاجعتهن مثل السابق وزني يزداد في كل يوم وأمراضي تتتكاثر مثل الذباب حول فمي المفتوح مثل مزبلة القرية وأنا نائم ..هل تعلمون كنت أفكر في سؤال والد كل فتاة خطبتها هل أبنتك ملهمة وهل ستبث الرعشة في روحي لكن كنت أعلم أن لا اجابة لمثل هذا السؤال وأن السؤال غبي وسيوقعني في سخريتهم ههههههه اللعنة ها أنا اضحك من جديد كلما تذكرت الأمر وصلت الى نهاية الطريق وأكتشفت أن لا ملهمة موجودة على هذا الكوكب
.
.
زعم بعض الاصدقاء أنني مجنون على الورقة فقط وبتفاصيل محفوفة بالتسرع والهذيان تفاصيل كهذه ليست مهمة بالطبع، لكنها تكشف عن عذوبة لحظات مزهرة متوهجة ذهبت، فجاءت المخيلة تستعيدها كعملية تعويض لحاضر مقفر مجدب حزين هو الحاضر العاقل في شخصيتي لا ريب أن التعقل والاتزان ممل ويحيل حياتي إلى كومة افعال متسلسلة ومرتبة جداً وهذا لا ينسجم مع رغباتي المتمردة في الكتابة الرغبات المجنونة والمكبوتة الممتعة ... أعتقد أن الجنون يناسبني أكثر
.
.
بعيدا عن زوجاتي وبحثي المستمر عن الملهمة دائما ما يتم سؤالي عن نص شعوذة شعرية وكأنه النص الوحيد الذي كتبته وأثار الجدل في الواقع كل ما أكتبه يثير الجدل في مكان ما تقريبا أنا معتاد على أشتعال الأرض من تحت أقدامي وأثق تماماً أن لا أحد ينافسني او يقترب حتى ولو بشكل بسيط من كنه تجربتي ... هل تعجبكم مسحة الغرور هذه حتما تعجبكم وتعجبني أنا ايضاً .. بالنسبة لشعوذة شعرية كتبت النص كتناص مع عالم الجن والخفاء كنت أحاكي الغموض القابع في سراديبهم كنت أحاول أختراق عالمهم المظلم وأكتشافه والانطلاق منه إلى عوالم اخرى ... التجربة نجحت لكن تم معاقبتي ومطاردتي من قبل أبناء البشر الضعفاء بسبب النص
.
.
طبعا بدأت الكتابة في غفلة من الطفولة كنت الصبي الداشر الذي يصفع زملائه في المدرسة ويزبرج وجوههم بلكماته المتتالية كنت المشاغب الذي لا يستكين ولا يتوقف لفرط حركته المستمرة وفي يوم ما حلمت بشيخ يزوروني في المنام ويصرخ بي يا رشدي كن شاعر والا تحولت إلى بقرة ...
.
.
الأمر غريب حقاً أن يزورني شخص مجهول في الحلم ويهددني بكل وقاحة ويطلب مني ان أتحول إلى شاعر او إلى بقرة طبعا فضلت التحول إلى شاعر بدل البقرة ورحت ادفن وجهي في الاوراق وأكتب مثل ممسوس يجهل كل شيء في الحياة ويعرف كل شيء عن الشعر وها أنا معكم يا تعساء التفت إلى الوراء وأنظر خلسة إلى وجه الصبي الذي كان أنا واتمنى رجوعه إلى سابق عهده ولو كان بقرة
.
.
رشدي الغدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق